كتابات وآراء


الأحد - 15 مايو 2022 - الساعة 07:43 م

كُتب بواسطة : قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


مجلس الرئاسة المؤقت تحت المجهر وكل خطوة سيخطوها محسوبة وهذه الفرصة الأخيرة لإعادة الأمن والاستقرار ان تصرف بحكمة وواقعية لكن استعادة الدولة لا يعني إعادة تدوير نفس الوجوه التي كانت مشاركة في النظام السابق ويتم إعادة تفعيلها من جديد بعد ان كادت تفقد الأمل بالعودة إلى السلطة .. وبمجرد عودتها نراها ومن خلال قراراتها تحلم بعودة عجلة الزمن إلى الوراء وكأن شيىء لم يحدث ولم تكن مشاركة فيما حدث بينما في الواقع جرت مياه كثيرة في النهر كما يقولون ولن تعود مرة أخرى إليه مهما كانت الظروف وهنا لابد من التأكيد بأن ما بعد الحرب ليس كما قبلها فشلت نظريات وتبعثرت مبادئ وتحطمت نفوس وتشردت ملايين البشر وقتلت وجرحت عشرات الآلاف وتيتمت أسر وهدمت مدن وانقطعت أرزاق الناس وتقطعت أواصر بين الأسر والمجتمعات وتخاصم الأصدقاء والحلفاء وبالعكس تصالح البعض منهم بعد قطيعة وحرب وكالعادة هناك من قفز من معسكر إلى المعسكر المضاد وكل هذه الأمور وغيرها حدثت إلا ان هذه الحرب أنتجت لها تجار وأمراء حرب استغلوا ظروف الحرب وكونوا ثروات هائلة مع بناء علاقات مشبوهه جمعت بينهم المصلحة الشخصية وغابت مصلحة الوطن وهناك من استثمر الحرب ومعاناة الناس لأهداف ومغانم شخصية أو لتنفيذ انتقامات بأثر رجعي ويعتقد البعض انه صفى الميدان وهو في ذلك لم يعرف بأنه يجني المزيد من العداوات وإبقاء النار تحت الرماد دون ان يدري.

سبحان مغير الأحوال ثمان سنوات من الحرب غيرت تحالفات ونشأت تحالفات جديدة العدو أصبح صديق والصديق أصبح عدو وهذا حال الدنيا ولن تبقى معك طالما لم تبقى مع أحد من قبلك ومع ذلك لم يتعض أحد الم يحن الوقت ليعيد كل واحد حساباته ويتعض مما جرى لمن سبقوه ولهذا فان التغيير مطلوب حتى يكون هناك معنى كبير لوجود مثل هذا المجلس .... كان طاقم الرئاسة المغادر (هادي وعلي محسن ومناصريهم) هم السبب في تسليم الجبهات للحوثي وتسليم المعسكرات دون إطلاق طلقة واحدة كما وكانوا وراء عدم تحريك قوات المنطقة العسكرية الأولى لتتخذ مواقعها في جبهات القتال وسبب تعنتهم وإصرارهم هو حماية ممتلكات النخب السياسية والقبلية والتجارية الشمالية في حضرموت وكانوا أيضا هم سبب وجود قوات شمالية في حقول نفط شبوة والتي تحمي ممتلكاتهم وعدم تسليم حراستها لأبناء شبوة كما انهم وراء عدم تنفيذ قرارات اتفاق الرياض بسحب القوات المرابطة في شقرة وعودتها إلى مواقعها السابقة ...... الان وبعد أن غادرا الثنائي (هادي ومحسن) من قمة السلطة من الذي يمنع تحرك القوات من مواقعها في حضرموت وشبوة وشقرة وهي حتى الان لم تتزحزح من مواقعها ولم يلمس المواطن خطة مطروحة لدى المجلس لزحزحتها بأمارة ان لا أحد يتحدث عن أي معركة مستقبلية مع الحوثي في حالة انه رفض ان يتجاوب مع المجتمع الدولي والإقليمي والجنوح نحو السلم لكننا نشاهد استرخاء المجلس وحتى لم ينتبه بان تحركات غير مسبوقة لورقة الاٍرهاب في مناطق جنوبية وهناك من أطلق سراح أخطر الإرهابيين جهارا نهارا في المنطقة العسكرية الأولى ولم نسمع للمجلس لا حس ولا خبر تندد بهذا العمل الخارج عن القانون وكأن القاعدة تتحرك في المريخ وليس في المناطق التي يراد حكمها من قبلهم كما بدأت عمليات ارهابية وذهب ضحيتها قيادات عسكرية جنوبية ونتوقع المزيد منها وحصريا على مساحة الجنوب وضد أهداف جنوبية ومعروف متى تتحرك القاعدة وهي الذراع الخفي لنظام صنعاء موجه ضد الجنوب والجنوبيين.

الإعلان الذي على أساسه تشكل هذا المجلس هًو لحل مهمتين التفاوض أو الحرب والهدف استعادة العاصمة صنعاء لكن لم يقل التفويض إعادة نفس الطاقم القيادي لإعادة النظام الذي سلم صنعاء للحوثي وتجاهل تضحيات الجنوبيين الذي هبوا لمقاومة الحوثي وهزيمته على أرض الجنوب في ظرف ثلاثة أشهر هل يعرف المجلس ان الذين قاوموا هم من كان النظام السابق قد سرحهم من أعمالهم قسريا بعد حرب صيف 94 م وبما فيهم جيش وأمن الجنوب وأيضا هم شباب الحراك السلمي الذين تعرضوا لأبشع انًواع العنف من قبل نفس النظام الذي يراد إعادته الان وفِي عقر دارهم في عدن .... والمجلس الان أمام مفترق طرق اما استعادة صنعاء أو مغادرة عن عدن وتركها لأهلها.

لا اعتقد بان عاقل في الدنيا يصدق بان إيران ستسلم صنعاء عبر المفاوضات السلمية والتي قد أضافتها إلى قوام العواصم العربية الأربع المحتلة والتي أصبحت تديرها عبر وكلائها ما لم تضطر لذلك ولن تضطر إلا بوجود تهديد عسكري جدي لوجودها في صنعاء وهذا لن يأتي الا من خلال حشد القوات في كل الجبهات والجدية في محاربة الاٍرهاب الذي أصبح وسيلة من وسائل تهديد الجنوبيين وإخضاعهم للتخلي عن أهدافهم في استعادة دولتهم وهنا نحب أن نذكر المجلس الرئاسي المؤقت ان بقاء هذا المجلس مرهون بتنفيذ هذه المهمة وهي استعادة صنعاء لا بقاءه في عدن لإعادة بناء الدولة الظالمة التي احتلت الجنوب وشردت أهله في أصقاع الأرض فالجنوب حرره ابناءه بعد ان تحولت جيوش ذلك النظام إلى أداة بيد التحالف الحوفاشي الذي غزا الجنوب في نهاية مارس 2015م حين لا يملك الجنوب الا الإرادة الوطنية الصلبة وعدالة قضيته وأسلحة شخصية كان يتبادلها المقاومون فيما بينهم لشحها وانتصروا بمساعدة التحالف العربي.

لن يستسلم الجنوبيون مهما بلغ حجم التاّمر وسيظل عالق في ذاكرتهم الجمعية استعادة هويتهم ودولتهم المخطوفة برغم الحصار الجائر المفروض من قبل الشرعية طوال السنوات الثمان الماضية ورغم تعرضه لإرهاب دولة صنعاء الظالمة طوال أكثر من ثلاثين عاما مضت.