كتابات وآراء


الأحد - 04 أبريل 2021 - الساعة 06:55 م

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب


هذه المقالة ليست عن أحجية كهرباء فيما بات يعرف بالعاصمة المؤقتة، وما بات يعرف أيضا بالمحافظات المحررة .. لكن ذكرها يأتي فقط من باب الاستدلال على مشكلة لم يعد لها حل ! مثل مشكلة التغير المناخي . لا تصدقوا إن قال لكم أحد ان العالم متحمس بما يكفي لحل مشكلة تلوث كوكب الأرض !

في بلدان أخرى قد تؤدي مشكلة واحدة فقط كمشكلة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وغياب أي حل لها إلى إزاحة وزراء أو إسقاط حكومات أو حتى إزاحة رئيس . لكن هذا الأمر يحدث في أماكن أخرى، وليس في بلد لم يتم فيه ولو لمرة واحدة إقالة وزير كهرباء !

أمام عدم حل مشكلة واحدة من مشاكل المواطنين، وهي كثيرة . لا أحد يعرف ماذا تعني حكومة، ولم يعد مفهوما ماذا يعني قائد، وماذا يعني فخامة !

قال الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور ذات مرة إن لم تجد حلولا لمشكلة، ضخمها . أي إجعلها أضخم حتى مما تبدو عليه ! لكن الواضح ان مشكلة الكهرباء أو كل المشاكل الكبيرة التي يعاني منها غالبية سكان هذا البلد المقهور وجدت ما يكفي من التسويف والتعطيل، ولم تضخم واحدة منها لكي يتم إيجاد حل لها . ما يتم تضخيمه فقط هي المشاريع التي تخدم الأهداف الشخصية.

الواضح أن الحكومة الحالية، بعد مرور وقت كافي على عملها، بالإضافة إلى البقية الباقية من سلطات الأمر الواقع، فشلوا جميعهم أكثر مما كان يعتقده حتى الأكثر تفاؤلا . ولم يستطيعوا إيجاد حل لأي مشكلة تعذب الرعية أو حتى التخفيف من معاناتهم الكثيرة والمتنوعة، ولا حتى نجحوا بتضخيم واحدة منها كما نصح ايزنهاور . إبتداءا من الكهرباء، ومرورا بصعوبة الحياة المعيشية، ووصولا لما يسمونه إستعادة حقوق الشعب !

الكثير من المواطنين، وخاصة في المدن والمناطق شديدة الحرارة، ستترسخ قناعتهم في هذا الصيف، بأن مرور المزيد من الوقت في هذا البلد لا يعني سوى أمر واحد، المزيد من الخذلان والمعاناة .. وقد يضاف له المزيد من فقدان الأمل . هذا في الوقت الذي يبدو فيه الخصوم أكثر إصرارا بتضخيم كل شيء من أجل تحقيق نتائج آكبر لأهدافهم.

الغريب أنه مع هذه الأحوال شديدة الصعوبة هناك من يطالب الضحايا بضبط النفس وعدم الوقوع في القنوط والإحباط، وحتى عدم التعبير عن الغضب ! فقط لأن من بيدهم السلطات قرروا إتباع سياسة النفس الطويل لتحقيق أهدافهم !

دعونا نختم من حيث بدأنا .. من الواضح ان موضوع الكهرباء ليس له حل في أي سنة قريبة، حتى حسب التقويم الزمني الصيني . إلا إذا صرفت الحكومة او من يعترف بها مبلغ مالي لكل مواطن يستطيع به شراء أنظمة الطاقة الشمسية من أجل توفير كهرباء تكفي منزله وكل أفراد أسرته .. ولأن ذلك لن يحدث، فتضخيم موضوع الكهرباء هو السبيل الوحيد الممكن بيد الرعية المعذبة، ليس لإيجاد حل قربب فحسب، وإنما فرضه.

لكن يبقى السؤال المهم هو، كيف سيتم تضخيم مشكلة الكهرباء إلى الحد الذي تصبح فيه أهم عنوان رئيسي .. ليس داخل البلد فقط، بل وخارجه أيضا.