كتابات وآراء


الأحد - 14 ديسمبر 2025 - الساعة 12:18 م

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


ان الدولة مؤسسات وسيادة وأمن ومواطنة متساوية وعدالة اجتماعية وحقوق وحريات ورأي ورأي آخر واقتصاد ومعيشة وخدمات ووظيفة عامة وقضاء عادل وصحة وتعليم وأجيال متسلحة بالعلم والمعرفة وعلاقات خارجية ومتى تحقق ذلك صارت الدولة موجودة على الأرض وبات اعلان استعادتها ( تحصيل حاصل).

وفي ذات السياق فان الانتصارات الساحقة الذي حققها شعب الجنوب ونخبه ووحدات قواته المسلحة بقيادة مجلسه الانتقالي والتي مثلت لحظة زمنية فارقه في تاريخ نضالاته وتضحياته لن تتكرر ولذا فإن الحفاظ عليها بقدر ما يستوجب الابقاء على تلك القوات في وادي وصحراء سيئون/ حضرموت والمهرة لاستمرار تطبيع السيطرة عليها خشية اي محاولات - لازالت محتملة - لتلك القوى التي ظلت جاثمة فيها ثلاثون عاما تصرٌمت بغرض اعادة إنتاج نفسها مرة أخرى وهو أسوأ الاحتمالات.

بقدر ما يستوجب الانتصار ايضا تأمين كل مناطق الجنوب/ مناطق الشريط الحدودي الفاصل بين الجنوب والشمال وعدم ترك الساحة الجنوبية مكشوفة لتخادم قوى الإرهاب والظلام لأي محاولات بائسة ولوضع قوى الشمال أمام مسؤوليتها في تحرير وطنها وفضح نوايا و طموقف بعضها من الحوثي طالما كان ذلك لايمكن له أن يتاتٌى دون تحرير صنعاء من الحوثي الجاثم على ابناء الشمال واذاقهم الوانا من ازهاق الارواح والاختطاف وكل صنوف التعذيب وظهيرا لذلك البعض الذي لا يلتفت لما يحدث لأهله وداره ومتحفزا نحو الجنوب ولو كان الأمر بخلاف ذلك لكانوا حرروا صنعاء امس قبل اليوم ، استلموا عدة وعتاد من التحالف ومع ذلك سلموا المناطق التي كانت تحت سيطرتهم للحوثي وتركوا له السلاح على طبق من ذهب.

على أن تحرير البيضاء باعتبارها عمق استراتيجي وتقتضيه مصلحة وضرورة القضاء على تواجد قوى الإرهاب فيها والانطلاق منها نحو مناطق شرق أبين وممارسة أفعالها الارهابية وبإسناد لوجستي من الحوثي ودعم عسكري حد السلاح الثقيل والمسيٌرات، وكذلك تعز التي باتوا يستخدمونها "الحوبان" لتدريب بعض شباب أبناء الجنوب الذين يقومون بتجنيدهم واغراءهم بالمال مستغلين ظروفهم المعيشية واعادة إرسالهم بعد التدريب إلى مناطقهم للقيام بأعمال إرهابية وتجسسية واحداثيات فضلا عن اغتيالات.. كذلك هي مناطق التربة وحيفان التابعة لمحافظة تعز المحاذية للصبيحة، وكذلك المحاذية للضالع والتابعة لمحافظة اب.

هذا ناهيك عن ان محاربة الحوثي يأتي لتحرير صادرات النفط والغاز الجنوبي من ضربات مسيراته وصواريخه على موانئ التصدير وتهديداته لسفن الشحن البحري وأثر ذلك المالي على تحسين الموارد السيادية من العملات الخارجية واستقرأر اسعار الصرف ايضا، وكذلك في إطار مشاركة التحالف لمحاربة الحوثي والقضاء على مشروعه في المنطقة ايضا وهو ما ورد في مضامين حديث الرئيس عيدروس الزبيدي اثناء لقاءه محافظ البيضاء وان الجنوب سيدعم القوى الوطنية لتحرير الشمال وان الحوثي هو معركة الكل الرئيسية وزمن (المعارك الجانبية انتهى)، فليفهموا من كان الحوثي لهم ظهيرا.

وعطفا على ما سلف فان ماورد فيه يستوجب وبموازاته :
مسار أمني استخباري لمكافحة مخططات جرائم الإرهاب والتجسس وإرسال الاحداثيات والقضاء عليه ومن خلال تفعيل الجانب المخابراتي بالمزيد من القيادات والكوادر المؤهلة وذات الخبرة والتجربة واليد الطولى.
المسار المعيشي والخدمي من خلال انسياب الموارد والعائدات السيادية والمحلية والمعونات والمنح والقروض والضرائب المركزية والمحلية إلى البنك المركزي وتجفيف منابع وثغرات الفساد ووقف العبث ونزيف الدولار إلى الخارج تحت بند ما اسموه بالاعاشات والعلاوات وكذلك عقلنة رواتب وحوافز قيادة البنك ايضا ان كان هناك ما يتطلب ذلك، ضمانا لتمويل برنامج الاستيراد وتوفير البضائع والسلع والادوية وعقلنة الاسعار ومتابعة التزام الموردين والباعة بها، وكذا إعادة خدمة الكهرباء والماء وفي مجال الصحة والتعليم ودفع المرتبات.

وعل صعيد سيادة مبدأ العدالة القضائية/ قضاء يحققها وكذلك تفعيل الأداء التعليمي بكل مراحله لتخريج جيل جامعي متسلح بالعلم والمعرفة باعتبار العدالة والعلم عنوان الدولة الحديثة والمستقبل الواعد وامتصاص البطالة وتوفير الوظائف للخريجين كي تكون لهم حافزا على الدراسة والتحصيل وعدم التسرب لاسيما وقد تسلٌل اليأس والاحباط إلى نفوسهم بعد ان وجدوا من سبقوهم في التخرج على رصيف البطالة، واعادة جاهزية الأصول السيادية والايرادية الى سابق عهدها وتفعيل أداء الأخرى وتحسين خدماتها : الميناء والمطار ومصافي الزيت والمحطة الكهروحراية انموذجا.

وختاما : تعزيز وحدة وتماسك الصف الجنوبي ونسيجه المجتمعي والسياسي وبناء جبهة وطنية جنوبية من كل الوان الطيف واستيعاب وتوسيع المشاركة وعلى قاعدة الجمع الخلاق بين التمثيل الوطني الجغرافي والسياسي والتخصص والخبرة والكفاءة والمؤهل والإخلاص وبعناية والمنصب لمن يستحقه وفي كل المواقع القيادية بكل المؤسسات دون استثناء ومراكز صنع وتنفيذ القرار باعتبار ذلك الحصن المتين والسياج المنيع لحماية الجنوب ونضالات وتضحيات ابناءه.

ان تنفيذ هذه المصفوفة لا يمكن له أن يتم بعصى سحرية ولكن وفقا لمبدأ الأهم قبل المهم ولا ريب في ذلك .....