كتابات وآراء


الأربعاء - 10 ديسمبر 2025 - الساعة 05:17 م

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


لقد مثٌلت صحيفة الأيام الغرٌاء ممثلة برئيس تحريرها الاستاذ هشام باشراحيل بمواكبتها ونشرها فعاليات الثورة الجنوبية وكفاح قوى حراكها منذ انطلاقتها مثلت فنارا اضاء طريق الكفاح والهب حماس كل أبناء الجنوب وبسبب موقفها الوطني الجنوبي دفعت ثمنا باهظا حيث هاجمت قوات الاحتلال وبتوجيهات مباشرة من علي عبدالله صالح هاجمت دار نشرها وسكن رئيس تحريرها واعتقال رفيقه ومرافقه فضلا عن إغلاق المقر وما ترتب عليه من خسائر مالية، سيظل موقفها هذا محفورا في ذاكرة احرار الجنوب بأحرف من ذهب وفي السياق:
من ساحة العروض بخورمكسر وعلى قاعدة التصالح والتسامح الجنوبي وطي صفحة الماضي والتوجّه صوب المستقبل انطلقت ثورة شعب الجنوب السلمية التحررية يوم ٧/ ٧/ ٢٠٠٧م والتي هزٌت عرش الطغاة المحتلين برفضها لقوى الفيد والنهب والسلب قوى حرب عام ١٩٩٤م الاحتلالية الغاشمة التي دمرت الدولة الجنوبية وجيشها وأمنها ومؤسساتها وتمسكت - الثورة الجنوبية- بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة.
وبنضالات شعب الجنوب وتضحياته طردت مقاومته الشبابية المسلحة قوات حرب عام ٢٠١٥ ومعها بقايا قوات حرب عام ١٩٩٤م ، تلى ذلك المليونية الجنوبية التي احتضنتها ساحة العروض عام ٢.١٧ م وفوٌضت المناضل عيدروس الزبيدي لحمل قضية شعب الجنوب وقيادته لاستعادة دولته وتاليا اعلان المجلس الانتقالي كإطار مؤسسي لتحقيق ذلك برئاسة عيدروس الزبيدي.
وفي احتفالات الذكرى ٥٨ للاستقلال هذا العام احتضنت ساحة العروض بخورمكسر عرضا عسكريا مهيبا لوحدات رمزية من صنوف كل القوات العسكرية والأمنية مثٌل وبحق جيش وأمن دولة بكل المقاييس وحيث حمل العرض رمزية وطنية جنوبية، وان هذه الساحة التي كانت موئلا لثورة شعب الجنوب وقوى حراكه السلمي الرافضة للاحتلال والمتمسكة بالتحرير والاستقلال واستعادة الدولة وتتم محاولات قمعها من قوات الاحتلال بالرصاص الحي والقنابل السامة المسيلة للدموع ها هي تشهد استعادة الجيش والأمن الجنوبي كعنوانا للحرية والسيادة والاستقلال واستعادة الدولة.
وفي عملية عسكرية - تلت ذلك - مدروسة ومقتدرة أذهلت الصديق قبل العدو تمكٌنت نخب شعب الجنوب العسكرية المحلية ووحدات من جيشه من تحرير وادي وصحراء حضرموت والانتشار فيها وتطهيرها من المنطقة العسكرية وكل قوى الارهاب والتهريب التي ظلٌت تلك المنطقة حاضنة لها ومنطلقا لنشاطاتها الإرهابية وعاثت في الوادي إرهابا وفسادا على مدى ثلاثون عاما مضت ٩٤- ٢٠٢٥م.
فيما سيطرت القوات الجنوبية كذلك على الغيضة/ المهرة ومرافقها وميناءها ومطارها ورفعت علم الجنوب عاليا خفاقا في سماء اخر منفذ جنوبي على حدود سلطنة عمان.
وبذلك اكتمل تحرير ارض الجنوب الابي بكل مناطقه ومديرياته ومحافظات وتبقى مكيراس مسألة وقت.
تتويجا لكل تلك النضالات والتضحيات والانتصارات ها هم أبناء شعب الجنوب ومن ساحة العروض إياها بخورمكسر/عدن عاصمة دولة الجنوب وبقية عواصم محافظات الجنوب الأخرى يعلنون الاعتصام المفتوح حتى اعلان الاستقلال واستعادة الدولة الدولة الجنوبية، ويلفتون انتباه المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي إلى:
ان وحدة شعب الجنوب بكل ابناءه واطيافه تتجسٌد مرة اخرى في هذه الاعتصامات الجمعية والمشاركة الواسعة في أماكن إقامتها وتزامنها ووحدة مطلبها ، وان دولة شعب الجنوب بقيادة الانتقالي قد باتت موجودة على الأرض على امتداد الجغرافيا الجنوبية من حوف المهرة إلى باب المندب ولم يبقى سوى اعلانها وبناء وتفعيل وإعادة جاهزية مؤسساتها السيادية الاقتصادية والخدمية والتنموية والايفاء بدفع المرتبات وتوفير الخدمات وفي مقدمتها الماء والكهرباء والصحة والتعليم وعقلنة وثبات الاسعار باعتبارها الورقة الذي ظلوا يستخدمونها في معاقبة شعب الجنوب لتركيعه وسيستخدمونها في مواجهة انتصاراته ولاريب، وان دولة الجنوب بقدر ما هي ضرورة وطنية سيادية ومجتمعية جنوبية، بقدر ما هي أيضا ضرورة اقليمية ودولية لأمن واستقرار وسلام المنطقة ولتأمين خطوط الملاحة التجارية الدولية والشحن البحري في مياه البحر العربي وباب المندب ومحاربة الإرهاب وتهريب الأسلحة والمخدرات والقرصنة البحرية.
وان شعب الجنوب ودولته وجيشه وأمنه ومجلسه الانتقالي سوف لن يكون إلٌا شريكا فاعلا وموثوقا في كل ذلك وكما كان عام ٢٠١٥م شريكا فاعلا في التصدي وإفشال تمدد المشروع الإيراني في المنطقة سيكون كذلك اليوم وغدا ، وهو ما يستوجب من المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي التفهم له ومساعدته - شعب الجنوب - في تحقيق تطلعاته ودعمه في اعلان استقلاله واستعادة دولته الواحدة الموٌحدة كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م...