كتابات وآراء


السبت - 13 ديسمبر 2025 - الساعة 10:15 م

كُتب بواسطة : سعيد عباس الدريمين - ارشيف الكاتب


ربما قد يكون هناك تعديل بين التحالف والقيادة الجنوبية حول تعديل تموضع بعض ألوية القوات الجنوبية، لكن هذا التعديل مجرد تعديل شكلي في المظهر الخارجي دون الإخلال بالمضمون، بما يحقق إخماد النعيق والصراخ الإعلامي للإخوان في الشمال على سيئون والمهرة.
لكن من قراءة الواقع أن المحور الأساسي الذي كان صلب التغيرات التي جرت في الجنوب وتحديدًا في حضرموت والمهرة كانت أولاً لاعادة الحق إلى أهل الجنوب كما كان ، والأمر الثاني كان لهدف منه هو كيف يتم تحريك الركود العسكري والقتالي للقوات الشمالية في مأرب والمخا وتعز ومريس والجوف، واستعداد هذه القوات لتحرير الشمال من الحوثيين. لأن التحالف العربي وصل إلى قناعة بعدم نيتهم في محاربة الحوثي، وأن القوات الشمالية استنزفت التحالف ولم يحرزوا أي نصر في الجبهات على الواقع. فقط حربهم في الإعلام على الجنوب أكثر من الحوثيين. حتى كاد الإعلام الإخواني الشمالي أن يزرع نار الفتنة بين السعودية والإمارات. ومن أجل هذا لا بد من أن يحسم الأمر إما النصر ضد الحوثي أو الهزيمة. فيكفي للتحالف العربي أنه أنفق مليارات الدولارات خلال العشر السنوات الماضية على هذه الحرب ولم يحقق الهدف منها.

أما عن انسحاب القوات الجنوبية من حضرموت والمهرة فهذا أمر غير منطقي، بل من الواضح أن الطرفين التحالف وقيادة القوات المسلحة الجنوبية كانوا على تنسيق مسبق سلفًا على ذلك، فمن غير المعقول أن تظل قوات شمالية بهذا الحجم في حضرموت والمهرة هدفها الأول السيطرة على أرض الجنوب ليكون لها وطن ومستوطنة محتلة بديلة لهم عن أرض الشمال، وفي نفس الوقت ترى قتال الحوثيين هدفًا ثانويًا.

وعند النظر بعمق في الواقع السياسي والعسكري فهو يقرأ بأنه لا يوجد خلاف عميق بين التحالف والقيادة الجنوبية، وخير دليل على ذلك أنه لو كان هناك توتر حقيقي فإن الوفد السعودي الإماراتي سيكون على مستوى كبير، لكن الوفد العسكري الذي جاء إلى عدن كان على مستوى صغير جدًا وهذا غير منطقي من الناحية الدبلوماسية؛ أما الغاية منه فهي استهلاك إعلامي أن وفدًا حضر إلى عدن... وعلى النقيض من ذلك لو كانت الأمور متوترة فإن الواقع يحتم أن يكون الوفد على مستوى كبير على الأقل يحضر إلى عدن رئيس الأركان السعودي أو الإماراتي، وهذا بروتوكول دبلوماسي بين الدول.
الأمر الآخر حتى الآن لا يوجد أي تنديد أو مطالبة أو بيان شجب وإدانة من مجلس التعاون الخليجي أو من أي وزارة خارجية خليجية أو عربية أو أجنبية تدين قيادة القوات المسلحة الجنوبية وتطالبها بالانسحاب... لكن الكل صامت والصمت علامات الرضى.
أما عن جمع الشعب الجنوبي إلى الساحات فهذا كان لا بد منه بأن يحتفل الجنوبيون بهذا النصر الذي به أصبحت أرض الجنوب محررة من الاحتلال الشمالي منذ ثلاثين عامًا، ومن جهة أخرى إرسال رسالة للعالم تقول فيها القيادة الجنوبية إن الشعب في غليان ثوري يطالب بالاستقلال، ومن الصعب التراجع عن أي خطوة إلى الخلف.

وهناك أمور أخرى تدل على أن القرارات التي أقدمت عليها القيادة الجنوبية، بقيادة عيدروس قاسم الزبيدي وعبدالرحمن المحرمي أبو زرعة، كانت مدروسة ومعد لها سلفًا وبقناعة تامة من دول التحالف.
.
يتبع ..
.