كتابات وآراء


الخميس - 11 ديسمبر 2025 - الساعة 05:52 م

كُتب بواسطة : سعيد عباس الدريمين - ارشيف الكاتب


في فجر الثالث من ديسمبر 2025، استيقظت سيئون على يوم مختلف في تاريخها الحديث حيث شاهدوا ابطاله القوات المسلحة الجنوبية وهم مثل الاسود الضارية تدافع عن ارضهم وبتضحياتهم وبطلاتهم ، شهدت سيؤون خاصة وحضرموت عامة خروج آخر جندي من القوات المحتلة الشمالية على أرض الجنوب في وادي حضرموت. ونفس النصر العظيم كان ابطال القوات المسلحة الجنوبية قد اعلنوا ميلاده في الثاني 4 ديسمبر، حيث أشرقت أشعة الشمس في سماء محافظة المهرة بقناديل التحرير أيضاً، لتغلق فترة مظلمة من الوجود العسكري الشمالي.
كان تحرير حضرموت والمهرة تتويجاً لمسيرة طويلة من الصمود والمقاومة الجنوبية استمرت 3 عقود ونيف من الزمن، وبداية لمستقبل جديد في حياة الشعب الجنوبي عامة.

فقد شكل وجود القوة الشمالية في سيئون والمهرة إرباكاً للنسيج الاجتماعي، وترك آثاراً عميقة على الحياة اليومية للمواطنين، حيث وجد السكان أنفسهم تحت سلطة ليست منهم ولا تمثل تطلعاتهم. بل تحولت سيئون والمهرة خلال العقود الماضية إلى مسرح لتهريب المخدرات والأسلحة، في الوقت الذي حافظ أبناء حضرموت والمهرة على هويتهم وتطلعهم إلى الحرية...

لم يكن التحرير من القوة الشمالية حدثاً مفاجئاً، بل نتاج مسيرة نضال شعب الجنوب ضد الاحتلال الشمالي الغاشم.

يومي 3 - 4 ديسمبر 2025 يشكلان لحظة تاريخية ستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال الجنوبية المتعاقبة، وهي تشاهد تحرك القوات العسكرية الشمالية وهي تغادر سيئون والمهرة وسط مراقبة من أهالي أبناء الجنوب الذين تجمعوا على أطراف الطرقات، يشاهدون بأم أعينهم خروج القوات الشمالية معلنة نهاية حقبة مظلمة من عهد الاحتلال لأراضيهم.
مع شروق الشمس، رُفع علم الجنوب فوق المباني الحكومية الرئيسية، في لحظة رمزية قوية عبرت عن استعادة السيادة الوطنية للجنوبيين على أرضهم..فخرج السكان في سيئون والمهرة في مسيرات عفوية حاملين الأعلام الجنوبية، معبرين عن مشاعر مختلطة بين الفرح بالتحرر.

ان الأجيال القادمة في حضرموت والمهرة خاصة والجنوب عامة ستنظر إلى هذا النصر ليس فقط كذكرى لتحرير الأرض، بل إثباتاً على أن إرادة الشعوب في الحرية والكرامة أقوى من أي قوة عسكرية محتلة، وأن النصر يصنع بإرادة الشعوب وإن تأخر.