كتابات وآراء


الإثنين - 11 يناير 2021 - الساعة 05:02 م

كُتب بواسطة : أحمد الفراج - ارشيف الكاتب


بدأت معرفتي عن ترمب أثناء دراستي في امريكا، فقد كان حينها رجل أعمال ناجح يمثل الحلم الأمريكي، وكان ملء السمع والبصر، والنجم المفضل لوسائل الإعلام، التي تبحث عن التسويق، ومن سيسوّق لها أفضل منه، وكانت له سطوة على وسائل الإعلام.

في تلك الفترة، أذكر أنني في أحد إجازات الربيع زرت مدينة لاس فيجاس الشهيرة بولاية نيفادا، وكان ترمب قد بنى فيها للتو أفخم فندق اسمه الميراج، وفي أحد المرات، تفاجأ ضيوف الفندق بترمب وهو في بهو الفندق، وتحدث الجميع معه، وكان الإنطباع أنه شخص لطيف، يعيش حياة ارستقراطية تمثل حلم الجميع.

في فترة ترمب رجل الأعمال، كان نجما مفضلا لوسائل الإعلام لدرجة أنه كان يتواصل مع رؤساء تحرير الصحف الكبرى ويطلب منهم ما يريد، ويتردد بهذا الخصوص القصة التي نشرتها إحدى الصحف عن إشادة زوجته به (زوجته حينها كانت مارلا ميبل والدة ابنته تيفاني)، ويقال إن القصة فبركها ترمب على لسان زوجته.

كان ترمب يكتفي بدعم الساسة كرجل أعمال له مصالح، ولكن عندما فاز باراك اوباما بالرئاسة في ٢٠٠٨، أعلن ترمب خصومته له، لدرجة أنه خصّص مبلغ ٥ ملايين دولار لمن يثبت أن اوباما مولود على الأراضي الأمريكية (من شروط من يترشح للرئاسة أن يكون مولودا في امريكا)، وهذا الأمر أغضب اوباما جدا.

اوباما قرّر أن ينتقم من ترمب، ولذا استضافه في حفل مراسلي البيت الأبيض السنوي عام ٢٠١١ : هذا الحفل تقليد سنوي عريق يحضر فيه الرئيس حفل المراسلين وطابعه مرح وكوميدي.

في ذلك الحفل، سخر اوباما من ترمب وأضحك عليه الحضور بشكل كبير، وكانت الكاميرا تنقل تعابير وجه ترمب الغاضب جدا.

مبالغة اوباما في السخرية من ترمب أظهرت جانب الخبث في شخصية اوباما الناعمة، وأذكر أنني وغيري توقعنا أن ترمب سينتقم من اوباما، ولا زلت على يقين أن موقف ترمب من اوباما، وما حدث في تلك الليلة تحديدا، كان هو الدافع الرئيس لترمب ليترك حياة البذخ ويقتحم معترك السياسة، وهذا ما حدث في ٢٠١٥.