تقارير ومتابعات

الجمعة - 07 نوفمبر 2025 - الساعة 07:59 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / عدن

تشير تقارير استخباراتية وملاحية متقاطعة إلى أن إسرائيل عززت وجودها العسكري في جنوب البحر الأحمر، عبر نشر غواصات وسفن استطلاع في مناطق قريبة من مضيق باب المندب، في خطوة تُقرأ على نطاق واسع كـ فرضٍ لخطوط اشتباك غير معلنة مع جماعة الحوثي في اليمن.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل وموقع JNS، فإن البحرية الإسرائيلية وسّعت نطاق عملياتها بشكل غير مسبوق منذ مطلع أكتوبر، لتشمل منطقة البحر الأحمر وبحر العرب، بعد سلسلة هجمات حوثية على سفن تجارية مرتبطة بإسرائيل، وتزايد نشاط القرصنة الصومالية في الممرات ذاتها.

وجود بحري “وقائي”

ونقلت الصحف الإسرائيلية عن مصادر عسكرية أن الغواصات الإسرائيلية من طراز “دولفين” قادرة على البقاء في البحر لفترات طويلة، وأنها مزوّدة بتقنيات مراقبة متطورة وصواريخ بعيدة المدى، ما يمنح إسرائيل قدرة ردع بحرية متقدمة على خطوط الملاحة المتجهة نحو ميناء إيلات.

ويرى مراقبون أن التحرك الإسرائيلي يأتي في إطار استراتيجية “الردع الوقائي”، التي تسعى من خلالها تل أبيب إلى منع الحوثيين من تهديد السفن التجارية أو تنفيذ عمليات بحرية بإيعاز من إيران، دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.

وتزامن هذا التوسّع البحري مع تقارير أممية حول تصاعد التهريب البحري من السواحل الصومالية واليمنية إلى الحوثيين، ما دفع القوات الغربية العاملة في البحر الأحمر إلى رفع مستوى التأهب.

باب المندب.. الجبهة الصامتة

يرى خبراء أن باب المندب بات اليوم بمثابة “الجبهة الصامتة” لإسرائيل، إذ يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، ويُعدّ ممراً استراتيجياً لخطوط التجارة والطاقة القادمة من آسيا.
ويؤكد تقرير معهد الشرق الأوسط في واشنطن (MEI) أن تل أبيب “تنظر إلى البحر الأحمر باعتباره خط دفاعها الأول، وأن السيطرة على ممراته مسألة تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي”.

في المقابل، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيش الإسرائيلي حول التقارير المتعلقة بانتشار الغواصات، لكن مسؤولاً عسكرياً سابقاً قال لوسائل إعلام عبرية إن “الوجود البحري الإسرائيلي في الجنوب ليس مؤقتاً، بل أصبح جزءاً من معادلة الردع الإقليمي ضد إيران وأذرعها”.

توازن حساس في البحر الأحمر

ويأتي هذا التطور في وقت تتداخل فيه ملفات القرصنة الصومالية والتهريب البحري الإيراني وأنشطة الحوثيين في بحرٍ أصبح من أكثر الممرات حساسية في العالم.
ويرى محللون أن إسرائيل تحاول من خلال هذه التحركات رسم حدود اشتباك بحرية جديدة من دون إعلان الحرب، مستفيدة من الغطاء الأمريكي ووجود قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والقرصنة.

وبينما تلتزم الأطراف الإقليمية — من القاهرة إلى الرياض — الصمت الحذر إزاء التحركات الإسرائيلية، فإن المشهد العام يوحي بأن البحر الأحمر دخل مرحلة إعادة رسم خرائط النفوذ والمخاطر، حيث تتحول المواجهة مع الحوثيين من البر إلى البحر، ومن التصريحات إلى ميدان الردع الصامت.