كتابات وآراء


الخميس - 30 أكتوبر 2025 - الساعة 01:33 م

كُتب بواسطة : د. توفيق جزوليت - ارشيف الكاتب


أستاذ جامعي براتب جائع: كيف دمرت الأزمات السياسية مستقبل التعليم في الجنوب؟

وسط الانقسام السياسي يختنق التعليم العالي في الجنوب ، ليصبح ضحية أخرى للحرب والتجاذبات. منظومة تعليم جامعي تنهار بصمت نتيجة شحّ التمويل، وتدهور البنية التحتية، وغياب الاستقرار الإداري.

أساتذة بين رسالة العلم ومعركة البقاء يدرسون الأجيال وعاجزون عن دفع إيجار منازلهم، لقد تحوّل الأستاذ الجامعي من صانع للمعرفة إلى باحث عن وسيلة للعيش الكريم.

بكل وضوح تحولت الجامعة إلى ساحة صراع سياسي. لا يمكن استيعاب انهيار التعليم العالي في الجنوب بمعزل عن الواقع السياسي المنقسم الذي يعيشه الجنوب ، فالخلافات المبدئية بين الحكومة المعترف بها والمجلس الانتقالي الجنوبي خلقت ازدواجية إدارية ومالية أثرت على أداء الجامعات.

ومما يزيد الطين بلة، إن بعض الجامعات تُدار وفق الولاءات والانتماءات السياسية، لا وفق الكفاءة والخبرة الأكاديمية، مما عمّق أزمة الثقة داخل الوسط الأكاديمي. هذه التجاذبات جعلت من الجامعة ساحة تعكس الانقسام، بدل أن تكون منارة لتجاوزه.

التعليم العالي في الجنوب يعكس حجم التدهور السياسي والمؤسسي الذي أصاب البلاد. فلا يمكن لجامعة أن تنهض في ظل انقسام السلطة، ولا يمكن لأستاذ أن يبدع وهو عاجز عن تأمين معيشته. إن إنقاذ التعليم بشكل عام في الجنوب مرهون بإنقاذ الدولة نفسها من دوامة الصراع. فحين تستقر السياسة، ينهض العلم، وحين يُهمّش العلماء، ينهار الوطن بأكمله.

والأزمة مستمرة