كتابات وآراء


الخميس - 16 أكتوبر 2025 - الساعة 05:01 م

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


أن البلد الفاقد للحرية الاجتماعية وكل مقومات حق العيش الكريم ويعاني من القهر والظلم يكون بالضرورة فاقدا لاستقلاله وسيادته الوطنية وقراره المستقل.

وبمناسبة الاحتفالات بذكرى الثورة والاستقلال واعلان وقيام الدولة الجنوبية ٣٠ نوفمبر ٦٧م يكون من الاهمية بمكان تجسيد قيم ومعاني الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والقرار المستقل التي تمسك بها مناضلوا شعبنا الجنوبي الابي وقيادته ومناضلوه (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) :
لقد كانت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل تحصل على معونات عسكرية ولوجستية مصرية وفي أوج عنفوان وزخم الكفاح المسلح الذي انطلقت شرارته الاولى من جبال ردفان الشماء بقيادتها ومشاركة بقية رفقاء السلاح والنضال التحرري الجنوبي وفي مقدمتهم جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية والتفاف كل أبناء شعب الجنوب التواق ابدا للحرية والاستقلال وحق العيش الكريم وقيم السيادة الوطنية والقرار المستقل، ولقد كان البطل الشهيد راجح ابن غالب لبوزة أحد ابرز قيادات الجبهة القومية/ قيادات تشكيل القبائل الذي تأسست منه ومن تنظيم الضباط الأحرار وجبهة الإصلاح اليافعية وعدد من التنظيمات الجنوبية الأخرى في أغسطس ٦٣م عشية انطلاقة الثورة، كان أول شهيدا للثورة والجبهة القومية.

في أوج ذلك توقف الدعم لأسباب ربما ترتبط بالاختلافات بين حركة القوميين العرب والناصرية واحتساب الجبهة القومية على الحركة وان الحركة تريد من خلالها وضع موطئ قدم في عدن باهميتها الجيو سياسية ودون الحاجة للتفاصيل طالما بيت القصيد القرار المستقل :

لقد اقرت قيادة الجبهة القومية الاعتماد على الذات على اشتراكات ومساهمات اعضائها ودعم التجار الوطنيين الجنوبيين وعلى قياداتها واعضاءها / قيادات وأعضاء تنظيم الضباط الاحرار أحد الفصائل الرئيسية التي تأسست منها الجبهة القومية والموجودين في قوام قيادة الجيش والأمن الاتحادي، حيث أسهموا في مدها بالسلاح وفي نقله وتنقلات ثوارها الابطال وفدائييها الافذاذ من الريف الى المدينة والعكس بحسب متطلبات النضال المسلح في الريف والعمل الفدائي في المدينة على ظهر سيارات عسكرية تمر في نقاط القوات البريطانية المنتشرة دون خشية الانكشاف.

ان بريطانيا كانت قد اوعدت بتعويض الجنوب وتمويل موازنة دولته الوليدة بكم مليون جنية إسترليني وحين أبقت على مستشارين عسكريين بريطانيين في عدن، قد تكون دولة الجنوب وقيادته اعتبروا وجودهم -المستشارين- لا لزوم له وتم خروجهم وكان المناضل علي سالم البيض وزيرا للدفاع فاوقفت بريطانيا التعويض، لقد خسرت دولة الجنوب وموازنتها تعويضا وفي وقت كانت في مسيس الحاجة إليه. ولكن ربما تكون رأت في ما قامت به حفاظا على السيادة الوطنية.

ولقد سارت الأمور ودارت عجلة المنجزات وسادت التنمية المستدامة، لا شي أمام الشعوب مستحيلا طالما توافرت الارادة المجتمعية والقيادة والإرادة السياسية.

وعلى صعيد القرار المستقل ايضا أثناء حرب اكتوبر بين مصر ايقونة القومية العربية التحررية والكيان الاسرائيلي قررت قيادة دولة الجنوب وفي موقف عربي تضامني مشهودا له اغلاق ممر باب المندب الدولي بوابته الجنوبية أمام حركة مرور السفن التي تحمل العتاد العسكري ومتطلبات التموين للكيان الاسرائيلي، وحيث أسهم ذلك في الانتصار المصري على العدو الاسرائيلي.

يحكى أن الرئيس سالمين في ذات زيارة للصومال زار برفقة الرئيس الصومالي إحدى المدارس وعند دخول الصف لاحظ مكتوب على السبورة جزيرة سقطرى صومالية وفي غيرة (على السيادة الوطنية) تقدم نحو السبورة ومسحها بمنديله وقطع الزيارة وعاد إلى عدن وفور عودته ابلغ الرئيس الصومالي بواسطة السفير ضرورة الاعتذار الرسمي العاجل او سيتم قطع العلاقة وتم الاعتذار.

ما احوج شعب الجنوب وقيادته ونخبه المجتمعية والمدنية وهو يحتفل بذكرى الثورة والاستقلال واعلان وقيام دولته ورفع علمها عاليا خفاقا في سماء الاحتفالات وحيث يممت وهو بألوانه الثلاثة علم الجبهة القومية وموجود على غلاف ميثاقها الوطني المقر في مؤتمرها العام الاول المنعقد في يونيو ١٩٦٥م ، ولاحقا علم دولة الجنوب بعد قيامها وإضافة المثلث الازرق والنجمة الحمراء اليه، ما أحوجه - شعب الجنوب - الى التمسك بقيم الثورة والاستقلال وشهدائها وقادتها ومناضلوها وتجسيد معانيها ودلالاتها في الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية والقرار المستقل.....