الأحد - 12 أكتوبر 2025 - الساعة 04:08 م
لاربعة اشهر متتالية مرت شهر ينطح اخوه والخامس في منتصفه الموظفين عامة مدنيين وعسكريين وامنيين بدون مرتبات ، اخبار متداولة أن المرتبات سيتم دفعها ( جدولة) ، الدائنين للموظفين من اصحاب المتاجر والبقالات والاستلاف من الجيران والأصدقاء والمعاريف يريدوا من الموظفين سداد ما عليهم من ديون لا شأن لهم بالجدولة، وضع مؤلم ومحرج للموظفين سواء من حيث السداد او استمرار التعامل معهم حتى يأتي الراتب نهاية كل شهر كما اعتادوا عليه والاكثر من ذلك تخوفهم ايضا ان الجدولة قد تترنح في منتصف الطريق.
لا خدمات لا كهرباء لا ماء وإذا اجت فمجرد ضيف خفيف ، الخدمات الصحية و التعليم يمران باسوأ حالاتهما قياسا بسابق عهدهما ووضع صحة ونظافة البيئة إلى جانب معاناة الناس والهم والقلق والتفكير بالمعاناة يمكن قراءته من خلال انتشار الأمراض المزمنة وأمراض قلة وسوء التغذية والحميات والاسهالات لدى الأسرة والأطفال على وجه الخصوص وبتلك الاعداد من المرقدين والمترددين على عيادات الأطباء والمختبرات رغم شحة ظروف الآباء وأرباب الاسر المادية وقلة ما باليد وحدث لا حرج.
اسعار كل متطلبات العيش والحياة بما فيه الأدوية مرتفعة قياسا مع الاصلاحات وتحسن اسعار الصرف ،هبوط بسيط تم في البداية اثناء نزول فرق الرقابة السعرية وطالما كان توقف ولم يستمر من خلال لجان متابعة من الجهات ذات العلاقة والاختصاص وربما لعدم وجود قائمة سعرية ايضا يتم الاستناد عليها في ضبط الاسعار، لذا صار كل تاجر وصاحب بقالة وصيدلية يبيع بما يريد.
لقد انتشرت المجاعة والأمراض والتجهيل وغزت كل أسرة ودخلت كل بيت واستاءت حياة الناس بما هي النخب واطراف الشراكة ترطن سياسية ولسان حالهم كذاك الملك الذي قالوا له شعبك يتظاهر يريد عيش رد عليهم قولوا لهم ياكلوا بسكويت.
على أن معاناة الناس ستزداد سوء على سوء ايضا وستحل بهم الكارثة على ما هم عليه لو تم رفع سعر الدولار الجمركي إذ أن من سيدفع عبئ الارتفاع المواطن المستهلك الغلبان وليس المستورد او التاجر الذي سيضيفه على سعر البضاعة.
ان امال ابناء شعب الجنوب في انقاذهم من أوضاع مؤلمة هكذا معلقة على مجلسهم الانتقالي وقيادته ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي وفي ذات السياق يتساءل العامة لماذا لم يتم اتخاذ موقف عملي ملموس حيال ذلك كذاك الموقف الرائع الذي اتخذه في مواجهة التفرد بالقرار ومن خلال إصداره لمجموعة قرارات تعيينات هزت عرش الشراكة ولفتت انتباه دول الرباعية وفي مقدمتها السعودية والامارات التي سارعت إلى دعوة المجلس للانعقاد وإصدار بيان بهذا الخصوص أعاد للشراكة توازنها وللجنوب وزنه في معادلة التمثيل والشراكة، وكذلك على صعيد المرتبات طالما كانت قواته العسكرية والأمنية هي الأخرى بدون مرتبات وللاشهر ذاتها.
ختاما: يا كل قادة البلاد والقائمين على امور العباد يا كل أطراف الشراكة متى تفيقوا وهل من صحوة تضعوا أنفسكم خلالها محل الناس وتحسوا بمعاناتهم وبمسؤوليتكم وواجبكم الوطني والقانوني والديني تجاههم.
على أن المؤلم أن تسود أوضاع ومعاناة هكذا عشية حلول الذكرى ال٦٢ لانطلاقة ثورة ١٤ اكتوبر المجيدة والذكرى ال ٥٨ لتحقيق الاستقلال الوطني وفي هذا الاطار كم هي التمنيات أن ترتفع صور قادة الثورة والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية ومن كل الوان الطيف التحرري الجنوبي جنبا إلى جنب مع علم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لاحقا الديمقراطية الشعبية/ علم الجنوب، لما يمثله ذلك من رمزية ووفاء لنضالاتهم وتضحياتهم من خلال رفعها في الاحتفالات والمهرجانات بهاتين المناسبين الوطنيتين المجيدين (يوما من الدهر لم تصنع اشعته شمس الضحى بل صنعوه بأيديهم) ....