الأربعاء - 08 أكتوبر 2025 - الساعة 07:00 م
أن الحديث عن مسمى الدولة الجنوبية عشية الذكرى ٦٢ لثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م المجيدة والذكرى ٥٨ لتحقيق الاستقلال الوطني المجيد ٣٠ نوفمبر ٦٧ م وخروج بريطانيا من ارض الجنوب وتوحيد أكثر من ٢٣ سلطنة وإمارة ومشيخة وعدن وقد حازت - عدن بموقعها ومقوماتها على تسميتها ب درة التاج وها هي اليوم قد حولوها بعد ما دمروا كل ما كان جميل فيها إلى قرية - في إطار كيان وطني ودولي واحد من المهرة إلى باب المندب ( جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية).
أن الحديث عن مسمى الدولة الجنوبية عشية هاتين المناسبتين المجيدتين ووفقا لهن يكتسب رمزية وطنية وسياسية بكل المقاييس ، بالنظر إلى أن الدولة التي حققت استقلالها عام ٦٧م قد حصلت على الاعتراف الدولي والإقليمي والعربي والإسلامي وعلى مقعدها بعلمها وشعارها ونشيدها وعملتها الوطنية وتمثيلها الدبلوماسي.
أن دولة بهذا المسمى وبمؤسساتها وتجربتها ومنجزاتها وجيشها وأمنها وبحياة حرة وعيش كريم لابناءها يتناسب مع مستوى دخل الفرد ووظيفة عامة وخدمات وصحة عامة وتربية وتعليم وكهرباء وماء.وأمن واستقرار ومواطنة متساوية وحق العمل لكل قادر عليه ونظام اداري ومالي ومحاسبي نظام الخزانة العامة موروث عن الإدارة البريطانية لا ثغرات فيه للفساد او العبث او الاحتيال ، دولة تنمية مستدامة بخطط تنمية كل ثلاث سنوات ( خطة ثلاتية ) وكل خمس سنوات ( خطة خمسية) دولة سيادة وطنية وقرار وطني مستقل وعلاقات خارجية قائمة على احترام السيادة الوطنية والقرار الوطني وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
أن دولة بهكذا منجزات ومقومات والتفاصيل تطول لا يمكن اختزالها بمجرد مقال ، يكفي انها مقيمة في عقول وقلوب وذاكرة الكادحين ابناء شعب الجنوب واسلافهم الوطنية.
لقد توفوا واستشهدوا قادة ومناضلي ثورة أكتوبر وتحقيق الاستقلال الوطني وبناء الدولة لا يملكون غير تاريخهم فالنضال بالنسبة اليهم كان تضحية وضريبة وطنية وليس طريق منصب وجاه وما في حكمه، استشهد الرئيس سالمين وعليه دين لصاحب البقالة ومسكنه / مسكن أسرته شقة في عمارة تقع نهاية شارع التواهي على طريق الفتح فيما والدته ظلت تسكن في منزل والده المتواضع في إحدى قرى زنجبار م، ابين.
بهكذا دولة وتجربة ومنجزات وتراث قياداتها و ( مسماها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) تم دخول الجنوب ما أسموها بوحدة ٢٢ مايو ١٩٩٠م.
أن (مسمى الجنوب العربي ) قد ارتبط بقيام بريطانيا بانشاء حكومة اتحاد الجنوب العربي عام ١٩٥٩م أرادت أن يكون له الحكم في الجنوب بعد خروجها ، على ان هناك سلطنات لها معادلتها الجنوبية الوازنة الوطنية والسياسية والجغرافية وبثرواتها ومساحاتها ومقوماتها ايضا لم تكن ضمن اتحاد الجنوب العربي:
سلطنة القعيطي وسلطنة الكثيري وسلطنة يافع ، فيما عدن ثغر الجنوب الباسم وعاصمته التاريخية بمكانتها ومقوماتها ورمزيتها لم تكن ضمن اتحاد الجنوب العربي فلقد كانت كيان لذاته بمجلسها التشريعي وحكومتها.
أن القول باستعادة دولة الجنوب العربي ربما ينطوي على اضعاف لمشروعية استعادتها طالما كان الجنوب لم يدخل الوحدة بهذا المسمى ولكن بدولة معترف بها مسماها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعلى الصعيد الخارجي لم يكن هناك وجود لدولة مسماها الجنوب العربي ولكن هناك دولة اسمها جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حققت استقلالها يوم ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م معترف بها ولها مقعدها في كل المحافل الخارجية.
أن تسمية الدولة الجنوبية القادمة ب دولة الجنوب العربي والحال كما سلف استعراضه يحتاج إلى اعتراف دولي وإقليمي وعربي وإسلامي ، فيما استعادتها بمسماها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لا يحتاج لذلك. ، يحتاح احياء مكانتها ومقعدها الشاغر وشخصيتها الدولية.
وخلاصة القول إن شعب الجنوب هو من يقرر مسمى دولته عند استعادتها وفقا للإجراءات الدستورية التي سيتم التوافق عليها حينها ، ليست مشكلة شعب الجنوب ولا خصومة له مع المسمى ، والاصل استعادتها اولا وحينها تكون التسمية ولا ريب في ذلك.....