الجمعة - 05 ديسمبر 2025 - الساعة 10:24 ص
1) بنظرة متفهمة للحالتين كشفت التطورات العسكرية الاخيرة بحضرموت والمهرة على حالة موحدة من الشعور العام بالفرح لدى ابناء الجنوب على اختلاف مشاربهم السياسية الا نسبة بسيطة مختلفة.
وبالمقابل كشفت عن حالة موحدة من الشعور بالاسئ لدى ابناء الشمال على اختلاف مشاربهم السياسية الا نسبة بسيطة مختلفة بذلك.
2) هذا الفرز الشعبي والنخبوي التلقائي بين من يعتبروا ابناء دولة واحدة ج ي تجاه حدث عسكري وسياسي كبير يقدم صورة واضحة على وجود شعورين مختلفين بالانتماء موزعين جغرافيا بشكل واضح دون أي تمازج او تداخل بين هاتين الجغرافيتين.
3) هذا هو الاستفتاء الاجتماعي الصادق دون أي تحوير او تصنع اذ لا يمكن تزوير المشاعر الانسانية.
وهذا التباين الواضح يستوجب الاحترام من قبل صانعي سياسات الدولة وتقديم حلول رشيدة تعيد تنظيم العلاقة بين الشعبين بشكل مفيد وايجابي ومثمر والخروج من المشروع السياسي الفاشل للوحدة الاندماجية.
4) قد يقول قائل ان الكل من صعدة إلى المهرة تجمعهم كثيرا مشاعر انسانية واحدة تجاه احداث عامه.. والإجابة نعم تجمع الكل مشاعر إنسانية واحدة ليس لوحدهم ولكن حتى مع شعوب اخرى بالعالم تجاه احداث عامة.
لكن ما حصل امس واليوم في حضرموت والمهرة هو امر يتعلق بالأرض والسيادة وهو المعيار الأساسي لتحديد هوية اي شعب.
5) نقطة اخيرة للتوضيح، المتضرر الأساسي من تغيير المنطقة الأولى هو الحاكم الفعلي اليوم في صنعاء وليس حزب الإصلاح او المؤتمر واتمنى ان تدرك نخب الشمال ذلك حيث انه لا معنى سياسي للمؤتمر او الإصلاح اذا لم يحقق التواجد السياسي الحاكم في بلد المنشأ التي ولد بين جماهيرها (العربية اليمنية) وان اي تواجد جزئي في اي محافظة جنوبية لا يجلب عليه الا مزيد من التحديات ويبقى دائما في حالة دفاع لاثبات شرعيه تواجده فيها.
وعليه فأن التطورات الاخيرة قد أعطت هذه القوى السياسية فرصة مهمة لاعادة تقييم الموقف بقدر اوسع من الإلهام وحسم الأولويات بالاتجاه الصحيح حيث يجب أن يكون جهدهم حتى يستعيدوا التوازن السياسي المطلوب لهم ومغادرة حالة انعدام الوزن بسبب حساباتهم الخاطئة بالمراهنة على الحفاظ على أرباح الوحدة اليمنية والتفريط براس المال الذي جاءوا منه العربية اليمنية وقد يخسروا الاثنين.