تقارير ومتابعات

الإثنين - 03 نوفمبر 2025 - الساعة 06:19 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

استعرض الكاتب كريستوفر بالير جيرال، خيار حل الدولتين في اليمن، بين إرث الجنوب ومستقبل الانقسام.

وسلط الكاتب كريستوفر بالير جيرال في مقال نشرته شبكة الجزيرة الإعلامية، الضوء على فكرة حلّ الدولتين في اليمن، باعتبارها عودة رمزية إلى انقسامات ما قبل الوحدة، واستجابة عملية للواقع السياسي والعسكري الراهن في البلاد، الذي تتقاسمه سلطات الأمر الواقع شمالاً وجنوباً.

كما استعرض جذور الجنوب وتحوّلاته، من حيث تاريخ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب اليمن سابقاً)، التي تأسست عقب انسحاب بريطانيا من عدن عام 1967، بوصفها أول دولة ماركسية لينينية في العالم العربي.

وأشار إلى أن الجبهة القومية آنذاك سعت إلى بناء نموذج اشتراكي يقوم على تأميم الصناعات، وتوزيع الأراضي، وتمكين المرأة، وتوسيع التعليم والرعاية الصحية، في إطار رؤية تحديثية مناهضة للاستعمار.

ولفت الكاتب كريستوفر بالير جيرال، إلى أن المشروع الجنوبي، اصطدم بعقبات داخلية وخارجية، تمثلت في نزاعات سياسية وصراعات قبلية وحروب متكررة مع شمال اليمن في السبعينيات، قبل أن ينهار النظام في نهاية الثمانينيات مع تفكك الاتحاد السوفييتي، الداعم الرئيس له.

وقال: وفي عام 1990، توحّد الشطران لتنشأ الجمهورية اليمنية، لكن سرعان ما ظهرت التصدعات السياسية والاقتصادية التي أدت إلى حرب 1994 ثم إلى حركات انفصالية جنوبية متنامية خلال العقدين الأخيرين.

ورأى أن فكرة حل الدولتين تعود اليوم كـ"حنين سياسي" إلى زمن ما قبل الوحدة، لكنها أيضاً خيار واقعي تطرحه قوى جنوبية، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، التي تدعو إلى إقامة "جنوب عربي" مستقل يتمتع بالسيادة الكاملة.

ولفت إلى أن الانتقالي يطمح إلى بناء دولة جنوبية مستقرة تستفيد من موقعها الاستراتيجي على خليج عدن ومواردها الطبيعية وشراكاتها مع الإمارات والسعودية ودول الخليج لإرساء نموذج للحكم الذاتي والتنمية.

ووفقا للكاتب كريستوفر بالير جيرال، أن رؤية بناء دولة جنوبية، تتزامن مع بروز سلطة الحوثيين في شمال اليمن، ما يجعل سيناريو "الدولتين" أقرب إلى تعايش بين كيانين منفصلين، أحدهما جنوبي اتحادي وآخر شمالي تحت حكم الحوثيين، مع إمكانية التعاون المستقبلي بينهما في مجالات الأمن والاقتصاد.

وخلص الكاتب كريستوفر بالير جيرال في مقالهإلى أن إحياء فكرة الدولتين في اليمن يعكس استمرار الانقسام الهيكلي والأيديولوجي بين الشمال والجنوب، وعمق التباينات التي لم تُحل منذ الوحدة عام 1990.

وذكر أن الجنوب اليوم يقف عند مفترق طرق بين إرث الدولة الاشتراكية القديمة وطموح بناء كيان جديد قادر على تحويل وعد تقرير المصير إلى واقع سياسي معترف به ومستدام في بلد أنهكته الحروب والانقسامات.