الجمعة - 26 سبتمبر 2025 - الساعة 09:02 م بتوقيت اليمن ،،،
كتب / ناصر قاسم الهاشمي
كتاب البحث عن وطن
كتب / ناصر قاسم الهاشمي
هذا العنوان (البحث عن وطن) هو العنوان الذي أختاره المؤرخ والروائي المعروف محمد عباس ناجي الضالعي لمجموعته القصصية القصيرة الجديدة، والتي تتكون من ٢٤ قصة، يحتويها كتاب بلغت عدد صفحاته ١٥٩ صفحة متوسطة الحجم.
وقد ذكر الكاتب في المقدمة المقتضبة التي وضعها في بداية كتابه هذا، أن هذه المجموعة القصصية القصيرة، كتبها بالاعتماد على أحداث ووقائع تاريخية واجتماعية هو عاشها شخصياً، أو كان شاهداً على حدوثها، أو أستقى تفاصيلها من شخص يثق به، وإن أختياره لهذا العنوان (البحث عن وطن)، الذي هو عنواناً لأول قصة في مجموعته القصصية، لم يكن إختياراً عشوائياً، إنما إختياراً مدروساً وإنعكاساً للواقع الذي عاشته وتعيشه البلدان النامية، ومنها بلاده، التي شهدت صراعات، واتبعت فيها سياسات غير مبررة تم فيها التخلص من بعض الخصوم السياسيين والمثقفين جسدياً، أو تهميشهم أو أقصائهم وحرمان اوطانهم من عطاءاتهم وإبداعاتهم، مما جعل هذه البلدان طاردة لنخبها المثقفة في مختلف المجالات، بل اجبرت هذه النخب على ترك وطنها والبحث عن وطن بديل تتمكن فيه من العيش بحرية وسلام.
في هذه المجموعة القصصية القصيرة حاول المؤلف السعي إلى تأسيس مدرسة للأدب الواقعي في بلاده التي لم تكن تعرفها من سابق بشكل جيد.. مدرسة تعتمد على رصد الوقائع التاريخية والاجتماعية الحقيقية، ولا تعتمد على أسلوب خيال الكاتب المطلق الذي تم استقائه من مدارس الأدب الأجنبية والعربية التي سادت لعقود من الزمن.
ويمكن القول أن سمة مدرسة الأدب الواقعي التي تبناها الكاتب تكمن في أن يكون أهم حدث تدور حوله القصة القصيرة، هو حدث واقعي وليس من نسج خيال الكاتب، ويقتصر دور الكاتب أو القاص في وصف هذا الحدث بقالب قصصي وفقاً لشروط ومتطلبات القصة القصيرة، وتجسيد ذلك من خلال امتلاكه لثروة لغوية كبيرة، وقدرته على استخدام الجذب والتشويق القصصي، بما يجعل القارئ شغوفاً لمعرفة وقائع وأحداث القصة منذ بدايتها حتى نهايتها، وإكسابه معارف حياتية وأدبية جديدة.
وفي الأخير يمكننا القول أن هذه المجموعة القصصية للمؤرخ والاديب محمد عباس
تستحق القراءة الحصيفة والمتمعنة، وسيجد فيها القارئ المتعة الحقيقية والمفيدة بما يرفد معارفه الثقافية أكثر وأكثر.