كتابات وآراء


الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - الساعة 01:29 م

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


ان الجنوب وطن ارض وشعب ودولة وسيادة وهوية وتاريخ ، بما هو هدف شعب الجنوب الاستراتيجي الذي ناضل وقدم لأجله سيلا من الدماء والتضحيات وانهارا من المعاناة في معيشته وخدماته ( استعادة دولته الجنوبية كاملة الحرية والسيادة والاستقلال على حدود ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م).

إن الشراكة قد كانت شراكة الضرورة استدعتها عوامل وأسباب محلية وإقليمية ودولية ومرتبطة بمدى توفقها في إنجاز مهامها ومدى التزام أطرافها بما ورد بمضامينها ومهامها وليست شراكة مفتوحة ، فضلا عن كونها قد قامت على الندية والمساواة وليس على تجاهل الحقوق المشروعة للشريك أو الانتقاص من وجوده في المعادلة ، ولذا فان الخروج على ثوابت الشراكة بقدر ما يعتبر تقويضا لها واخلالا بمضامينها بقدر ما يعطي الشريك الحق في التعبير عن معادلته في الشراكة بالطرق التي يراها مناسبة ولاعادة ضبط ايقاعاتها ايضا.

لقد عانى شعب الجنوب في ظل الشراكة وكل اطرافها من أوضاع اقتصادية حياتية ومعيشية وخدمية مؤلمة: فقر وعوز ومرض ومجا عة وارتفاعات في اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والأدوية وغاز الطبخ والوقود والمحروقات وايجار المواصلات وايجار العقارات السكنية ولا زال، إذ هي ورغم ارتفاع العملة المحلية وهبوط العملة الأجنبية لا زالت مرتفعة قياسا على ذلك، لا ماء لا كهرباء ، لا مرتبات موظفي الخدمة المدنية والعسكرية لاربعة أشهر متتالية يونيو - سبتمبر بدون راتب ، لا تر بية وتعليم وصحة عامة قياسا بسابق عهدها وحدث ولا حرج.

وفي السياق انتشار ظاهرة الفساد كمنظومة تسند بعضها بعضا وكذلك انتشار ظاهرة تهريب المخدرات وأمن الغيضة بالمهرة يكتشف مصنعا بمواصفات وأجهزة وخبرة أجنبية لإنتاج حبوب المخدرات (الكبتاجون) طاقته الانتاجية المفترضة لا تستهدف الجنوب فقط ولكن بلدان المحيط الإقليمي ايضا.

ما أحوج شعب الجنوب اليوم إلى الخروج من نفق معاناته ومن حالة الخيفة والتوجس من ارتدادات ( عكسية ) في الوضع الاقتصادي وعودة ارتفاع العملة الأجنبية وهبوط العملة المحلية والارتفاعات السعرية ، ما احوجه إلى مواصلة الاصلاحات والبناء عليها لضمان ثبات استمراريتها وديمومتها ، ما احوجه لمحاربة الفساد الإداري والمالي بكل أنواعه وأشكاله وصوره وحيث وجد ، وإلى إغلاق ووقف تسرب الدولار تحت مسمى الإعاشة والمرتبات لاصحاب الحظوة والنفوذ والى اهمية وضرورة التزام كل الهيئات والمصالح والمؤسسات والوزارت والسلطات المحلية في إيداع كل الموارد والعائدات السيادية والمحلية والجبايات والاوعية الإيرادية الاخرى إلى البنك المركزي بعيدا عن أي عبث او تجنيب أو استئثار بها لاسيما ونتائج ذلك تنعكس على تحسين مستوى معيشته والإيفاء بالخدمات العامة ودفع المرتبات.

ما احوج شعب الجنوب الى كل ذلك وليس إلى اختلالات/ أزمات سياسية وما في حكمها لا ثطعم جائعا ولا تروي ظامئا ولا تعالج مريضا ولا تنير ظلاما ولا تلبس عاريا ولا تسكت نواح طفلا او طالبا لم يستطع والده إعطاءه مصروف المدرسة وعواف بعد العصرية ، كل ما انتجته حتى الان ( وفقا لما يتم تداوله ) توقيف السعودية وديعة مالية بقيمة مليار دولار كان مقرر تحويلها الى البنك المركزي.، كان من شأنها دعم الاستقرار الاقتصادي المالي والنقدي والتسريع بدفع المرتبات ، ان صح ما يتم تداوله.

لقد حان الوقت إلى تغليب مصلحة شعب الجنوب وحقه في الحياة الحرة والعيش الكريم والى إعادة ضبط ايقاع الشراكة وبحكومتين حكومة جنوبية في عدن وحكومة شمالية في مأرب على طريق حل الدولتين (العودة إلى وضع ما قبل ٢٢ مايو ١٩٩٠م) باعتباره جذر الحل واساس اي تسوية سياسية قادمه وشرط نجاحها ولا ريب في ذلك...