تحقيقات وحوارات

السبت - 13 مايو 2023 - الساعة 12:47 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

استعرض مركز دراسات أمريكي مهتم بجنوب اليمن، تقريرا حول سيرة حياة رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي، ودوره البارز في توحيد القوى الجنوبية، رغم التطورات التي يشهدها الجنوب واليمن بشكل عام، ومواصلة الزُبيدي مسيرة النضال نحو تحقيق أهداف الجنوب المتمثلة باستعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل الوحدة اليمنية 1990م.

وسلط المركز الأمريكي لدراسات جنوب اليمن الـ (ACSYS) عبر تقريره للكاتب فرناندو كارفخال، الضوء على حياة الزُبيدي ومدى تمتعه بحالة نضالية خاصة من بين كل القيادات السياسية التي برزت مؤخرا في اليمن والمنطقة، حيث استطاع بحنكته القيادية إعادة روح الأمل للشعب في الجنوب الذي يخوض ماراثونًا نضاليًا طويلًا لاستعادة دولته المستقلة، مشيرا إلى أن الزُبيدي تمكن من تشكيل قيادة جنوبية جديدة متماسكة على المستويين السياسي والعسكري.

وقال التقرير: لم يكن بروز الجنرال الزُبيدي عرضيا، أو محض صدفة أو مجرد طفرة عابرة أنتجتها حرب ٢٠١٥ بل كان نتاجًا لمشوار نضالي طويل وخبرات عسكرية متراكمة بدأت تتشكل ملامحها منذ حرب صيف عام ١٩٩٤، مضيفا: أن الزُبيدي من مواليد منطقة زبيد في الضالع في ٢٣ يوليو عام ١٩٦٧ وهناك أكمل دراسته الثانوية، وبعدها انتقل إلى العاصمة عدن والتحق بكلية القوى الجوية والدفاع الجوي عام ١٩٨٦ التي تخرج منها برتبة ملازم ثاني، وبعد إعلان الوحدة اليمنية عام ١٩٩٠ انتقل إلى صنعاء وهناك عمل قائدا لوحدة أمن السفارات في وزارة الداخلية، وفي حرب صيف ١٩٩٤ عاد إلى عدن والتحق بخطوط التماس لمواجهة جحافل القوات الشمالية التي زحفت لاحتلال الجنوب، حيث قاد القوات التي تمركزت في جبهة "دوفس" في أبين، وبعد اجتياح الجنوب من قبل قوى الشمال غادر الجنرال الزبيدي إلى جيبوتي والتي عاد منها عام ١٩٩٦.

كما أضاف التقرير: بعد مشاركة الجنرال الزبيدي في حرب صيف ١٩٩٤، بدأت خبراته في المقاومة تتشكل بعد عودته من جيبوتي عام ١٩٩٦ حيث شكل حركة تقرير المصير (حتم) وهي حركة مسلحة قادت هجمات خاطفة على مواقع القوات الاحتلال الشمالي واستمرت بفعلها المقاوم للاحتلال لتشكل بداية الرفض المنظم ضد القمع الذي مارسته قوى صنعاء ضد الجنوبيين المناديين بحق تقرير المصير واستعادة الدولة بعد حرب صيف ١٩٩٤، حينها حكمت محكمة عسكرية تابعة لنظام صنعاء بالإعدام غيابيا على الجنرال الزبيدي وعدد من رفاقه من الضباط المنضوين في إطار حركة تقرير المصير (حتم) منهم شقيقه.

ولفت المركز في تقريره، إلى أنه منذ ١٩٩٤ انقسم الجنوبيون بين قسم يرى مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية كالمظاهرات والعصيان المدني وفريق رأى المقاومة المسلحة الطريق الأنسب لمقاومة عنجهية نظام صنعاء، لكن الجميع كان متفقا على ضرورة وجود فعل مقاوم يفضح جرائم الاحتلال ويلفت انتباه المجتمع الدولي لمساندة حق تقرير المصير للشعب في الجنوب بعد الفشل المبكر للوحدة التي أبرمت في ١٩٩٠ لكن الجنوبيين أنفسهم بقوا منقسمين حول الطريق الأنسب للمقاومة، ومع اندلاع الحراك الجنوبي السلمي في ٢٠٠٧ بعد اشتداد تهميش الجنوبيين وتسريحهم من وظائفهم العسكرية والمدنية وهو ما جذب جيلًا جديدًا من الشباب الذين انضموا للفعل الثوري المقاوم المطالب بتقرير المصير واستعادة الدولة.

وتابع التقرير: بعد حملات القمع التي تعرض لها نشطاء الحراك الجنوبي دعا طيف كبير من الجنوبيين الى خيار "الكفاح المسلح" وكان الجنرال الزُبيدي حينها القائد العسكري الوحيد المهيأ لذلك فقد درب المئات من الشباب وسلحهم بأسلحة خفيفة، ومع وصول جحافل الحوثيين واحتلالهم عدن عام ٢٠١٥ مثل ذلك العدوان "خطرًا وجوديًا" ضد الجنوب وقضيته وحينها استشعر قيادات الثورة في الجنوب أنهم صاروا بحاجة لخيارات متعددة لمقاومة الاحتلال الحوثي الغاشم منها المقاومة المسلحة، تلك اللحظة كانت هي اللحظة التي سطع فيها نجم الجنرال الزُبيدي، فقد تصدر جبهة المقاومة وبدأ برسم معالم طريقها بما يمتلكه من تجربة عسكرية وعناصر مدربة تدريبًا جيدًا ومن خلال علاقاته الواسعة فقد تمكن من الحصول على دعم حربي من التحالف العربي وتمكن من خلال عناصره الذين كانوا منضوين في إطار حركة "حتم" من طرد الحوثيين من محافظة الضالع إلى حدود محافظتي إب والبيضاء ليتوجه بعدها للمشاركة في تحرير قاعدة العند والمناطق المحيطة بها.

وذكر التقرير، أن القوات التي يقودها الجنرال الزُبيدي من أكثر القوات فاعلية على الأرض في حرب ٢٠١٥ ضد المليشيات الحوثية، بل أسهمت بشكل فاعل في الحرب في تحرير عدن ولحج وأبين من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وأنصار الشريعة التي وجدت في الفراغ الأمني الذي أعقب عملية تحرير عدن فرصة للانقضاض على المدينة.

ونوه التقرير، إلى أن الجنرال الزُبيدي تمكن من الحصول على تأييد شعبي كبير بعد إقالته من منصبه كمحافظ لعدن في أبريل ٢٠١٧ فأعلن تشكيل مجلس انتقالي مكون من ٢٦ عضوا لقيادة الجنوب وبعدها أعلن تشكيل جمعية وطنية مكونة من ٣٠٣ أعضاء وإنشاء فروع المجلس الانتقالي في عموم محافظات الجنوب، وعزز هذا النهج القيادي الجديد للجنرال الزُبيدي حضوره في المنطقة وصدر القوات الجنوبية كمركز جديد من مراكز القوى الفاعلة في اليمن، كان ذلك نتاجا لتمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من توحيد طيف واسع من القوى الجنوبية التي أصبحت تتبنى ذات الخطاب.

وأكد التقرير أن الانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في حربها على التنظيمات الإرهابية في أبين وشبوة، منحت الجنرال الزُبيدي اعترافًا بين الحكومات الغربية والتحالف الذي تقوده السعودية على وجه الخصوص، وتابع التقرير: ففي أبريل 2022 تنحى الرئيس عبدربه منصور هادي بشكل مفاجئ وهو ما مهد الطريق لإنشاء مجلس قيادة رئاسي جديد من ثمانية أعضاء، يمثل فيه الجنرال عيدروس الزُبيدي الجنوب ليضع هذا الموقف مظالم الجنوب في قلب السياسة اليمنية.

كما أكد المركز الأمريكي في تقرير، أن عملية "سهام الشرق" التي انطلقت ضد التنظيمات الإرهابية في محافظة أبين بتوجيهات الجنرال الزُبيدي تعد رسالة واضحة من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للعناصر التي تهدد أمن واستقرار الجنوب، وأن النجاحات التي حققتها "سهام الشرق" منحت الجنرال الزُبيدي ثقلا متزايدا في موقعه كنائب لرئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأختتم التقرير بالتأكيد على أن النجاح المتواصل في الدفع بتطلعات الشعب في الجنوب بقيادة الجنرال الزُبيدي عزز الثقة بين الجنوبيين أنفسهم ويبقى الحفاظ على تلك المكاسب التي تحققت تحت قيادته تحديا للجنوبيين في الأشهر القادمة.