تحقيقات وحوارات

الخميس - 27 أغسطس 2020 - الساعة 12:20 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي - نائب رئيس الجمعية الوطنية للرقابة والتفتيش المالي لطفي شطارة، إن عودة الوفد التفاوضي للمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، إلى مشاورات اتفاق الرياض مع الحكومة الشرعية مرهونة بالتعامل مع النقاط التي وضعها المجلس الانتقالي في رسالته الموجهة إلى المملكة العربية السعودية بشأن تعليق مشاركته في مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض، باعتبار السعودية هي الراعية للاتفاق الموقع بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية.

وتتضمن نقاط المجلس الانتقالي في رسالته الموجهة إلى السعودية استمرار وتزايد وتيرة عمليات التصعيد العسكري من قبل القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في محافظة أبين، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه، حيث نفذت أكثر من 350 خرقاً موثقاً، أسفروا عن سقوط أكثر من 75 بين شهيد وجريح من أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية منذ إعلان وقف إطلاق النار يوم الاثنين الموافق 22 يونيو 2020م، واستمرار عمليات التحشيد العسكري باتجاه الجنوب بمشاركة كبيرة لعناصر من تنظيمي القاعدة وداعش في إطار القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في أبين، وعدم رعاية أسر الشهداء وعلاج الجرحى الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم من أجل قضية الجنوب والمشروع العربي، وعدم صرف المعاشات والمرتبات الشهرية لأشهر عدة، لا سيما مخصصات القطاعات العسكرية والأمنية، وتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين والمدنيين، وكذلك موظفي القطاع المدني وفي مقدمتهم المعلمين، وكذا استمرار القوات المحسوبة على الحكومة اليمنية في استهداف المدنيين بمحافظة شبوة ووادي حضرموت ومحافظة المهرة، بالتصفيات الجسدية، والقمع والاعتقالات والإخفاء القسري والتعذيب داخل السجون، وانهيار الخدمات العامة في محافظات الجنوب، وعدم إيجاد أية معالجات حقيقية تلامس احتياجات المواطن واستمرار انهيار العملة، وعدم توفير سيولة نقدية في محافظات الجنوب، وتضخم أسعار السلع والخدمات، وما ترتب على ذلك من انعكاسات مأساوية على كاهل المواطن.

وأضاف شطارة خلال استضافته في حلقة البرنامج الأسبوعي "قضايانا" الذي يقدمه الإعلامي وديع منصور مساء كل أربعاء على شاشة قناة "الغد المشرق" رصدها موقع "عدن برس" الإخباري الإلكتروني، لا أعتقد قرار التعليق يشمل منصبي محافظ عدن ومدير أمن عدن، كونهما معينين بموجب قرارين جمهوريين، لافتا إلى بقاء محافظ عدن أحمد لملس، في الرياض من أجل استكمال بعض الترتيبات التي تهم محافظة عدن وتسهيل مهامه.

واستغرب مغادرة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، العاصمة السعودية الرياض إلى الولايات المتحدة الأمريكية في ظل هذا الظرف الحساس وترك الأمور مفتوحة، خصوصا وأن حالته الصحية لا تستدعي المغادرة، مضيفا : أنه لا يمكن عودة الانتقالي إلى مشاورات الرياض في ظل استمرار الحكومة بمعاقبة الشعب بخدمات الكهرباء والمياه، ومحاربة الجيش بالمرتبات وخرق اتفاق وقف إطلاق النار من أجل إفشال الاتفاق.

وأوضح أن موقف المجلس الانتقالي يقول بشكل واضح "ان الشرعية تعرقل تسهيل عملية المشاورات"، مؤكدا أن المجلس الانتقالي متعاون بشكل كبير في إنجاح المشاورات وتنفيذ اتفاق الرياض، قائلا: إن قيادة الانتقالي متواجدة في الرياض وعلى تواصل مع القيادة السعودية لإنجاح الاتفاق، ولكن هناك تمادي من الطرف الآخر الذي لا يريد نجاح الاتفاق.

وأضاف عضو رئاسة الانتقالي الجنوبي شطارة: أن الدول الراعية لاتفاق الرياض هما السعودية والإمارات، وأن حكومة الشرعية بخروقاتها أخذت كثيرا من صبر السعودية والإمارات، ولكن بالمقابل تعاون المجلس الانتقالي مع الدولتين الراعيتين لاتفاق الرياض يعد بحد ذاته ضمانة لاستمرار إيجاد الحل السلمي، وعبر عن أسفه من وجود بعض من الذين يعتبرون أن المجلس الانتقالي ضعيفا، ولكن بالعكس المجلس يأخذ الأمور بالتفاهم مع الأشقاء.

وأكد جدية المجلس الانتقالي في التعاطي مع تنفيذ اتفاق الرياض، منوها بتقديم المجلس خلال المراحل السابقة من المفاوضات الكثير من التعاون مع الأشقاء، مضيفا : أن تعليق الانتقالي مشاركته بمشاورات اتفاق الرياض، معناه أنه حان الوقت لدعوة أطراف أخرى مثل مجلس الأمن الدولي والدول الكبرى ليكونوا طرفا بهذه المشاورات ومساعدة السعودية والضغط على الحكومة الشرعية، وبالتالي تدويل القضية بصورة عاجلة وتدخل الأطراف الأخرى إلى جانب السعودية خصوصا الدول الأكثر دراية بالأوضاع الجنوبية واليمنية من أجل المساهمة بالتوصل إلى الحل، كون الطرف الآخر تمادى بشكل غير عادي.

كما قال لطفي شطارة، ويجب التأكيد في الوقت ذاته، أنه لا يمكن لأحد تجاوز السعودية ونقدر جهودها ومساعيها من أجل لملمة الأطراف وإيجاد الحلول، ولكن يجب إدخال أطراف أخرى، لإيجاد الصرامة وردع الطرف الآخر وإيقاف الخروقات والتمادي، وأكد أن الحكومة المقرر تشكيلها بموجب اتفاق الرياض هي ليست مستدامة بل مرحلية إلى حين الحل النهائي، ورأى أنه لا يحبذ أن يكون أعضاء من هيئة رئاسة المجلس الانتقالي متواجدين في الحكومة القادمة، كونهم يمثلون الجنوب كله، بل على الانتقالي تقديم كفاءات الجنوب الموجودة في كل مؤسسات الدولة وهم من أنصار المجلس.

وتابع: أن الوضع العسكري في الجنوب بعد اجتياح 2015م بات بيد أبنائه، وليس كما كان قبل الاجتياح حينما كانت تتواجد قوات علي عبدالله صالح من الحرس الجمهوري والأمن المركزي، ومع هذا انتصرت الإرادة الجنوبية التي تعد أقوى من أي سلاح والإرهاب ومن كل شيء، وذكر أن الشمال في عام 1994م حارب 20% من الجنوبيين، ولكن في 2015م الوضع اختلف، حيث حارب الشمال الجنوب كله وانتصر الجنوب.

وأختتم حديثه بالقول: إن المعركة الحالية لم تعد معركة الجنوب والجنوبيين والمجلس الانتقالي وحدهم، بل معركة المجتمع الدولي ودول التحالف في مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أنه عند تشكيل قوات الحزام الأمني والنخب كان هدفها هو محاربة الإرهاب، ومن لم يستطع الوصول إلى عدن من العلم فلن يصل إلى عدن من شقرة، مضيفا: أن الانتقالي لديه حاضنة شعبية كبيرة في الجنوب، وأن الانتقالي لم ولن يتخلى عن استعادة دولة الجنوب، كونه تأسس ليكون حامل أمين للقضية الجنوبية وتمثيل الجنوب حتى تحقيق الهدف المنشود المتمثل باستعادة دولة الجنوب.