تحقيقات وحوارات

الثلاثاء - 28 أبريل 2020 - الساعة 09:17 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / الفجر - سيد مصطفى

أعلن المجلس الإنتقالي الجنوبي، عن إدارة ذاتية للجنوب، وذلك بعد مرور شهرين على إنهيار إتفاق الرياض وعدم إلتزام حكومة الشرعية اليمنية بتنفيذ مخرجاته، ولذلك حاورت "الفجر" نائب رئيس اللجنة الإعلامية للجمعية الوطنية نادرة عبد القدوس، لتصف المشهد الجنوبي بعد قرار الإدارة الذاتية وكيف سيقوم المجلس الإنتقالي بهذه المهمة، وإلى نص الحوار:

*كيف ترين القرار الأخير الخاص بالإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية؟

القرار جاء في وقته وهذا الذي كنا ننتظره منذ عامين، أي بداية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، ونتيجة إهمال الحكومة لدورها الوظيفي في الجنوب وبالذات في العاصمة عدن، التي تم العبث بمواردها وبتراثها وتاريخها الحضاري من قبل جهات وعناصر لا تريد الاستقرار للمدينة.

*ما هي أبرز الصعوبات أمام القرار؟

سيواجه القرار عددًا من الصعوبات، خاصة أن هناك من سيفقد مصالحه الشخصية وستتم عرقلة عمل اللجان الإشرافية على إدارة مؤسسات الدولة، لكن هذه اللجان مدركة لأهمية المرحلة ودورها التاريخي في استتباب الأمن والاستقرار المعيشي في الجنوب.

*كيف ستكونون لجنة إدارة للجنوب؟

هناك لجنة أساسية سيتم الاعلان عنها لإدارة الجنوب وستتشكل عنها لجان فرعية من الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي ومن دوائر الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس ومن القيادات المحلية للمجلس في المحافظة والمديريات، أي من عناصر ذات كفاءات ومؤهلات علمية تخصصية، مهمتها الإشراف على إدارة المؤسسات الحكومية، درءًا للفساد ومنعًا لأية سلوكيات وممارسات غير قانونية.

*هل وافق التحالف العربي على خطوة الإدارة الذاتية؟

عندهم الاشعار وقد فاض الكيل ونحن نرى الجنوب يسير من السيء للأسوأ، والمفترض ان تكون المناطق المحررة في أفضل أوضاعها الاقتصادية والأمنية والتعليمية والصحية الخ، لكننا نرى العكس من ذلك، فإلى متى ننتظر الحكومة التي اهملت الوطن وكل هم عناصرها نهب عائدات النفط والموارد الأخرى وشراء العقارات وتكديس الأموال في البنوك.

والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على علم بكل ما يجري، ست سنوات لم نلمس أي تطوير في البنية التحتية للبلاد، وجاءت الأمطار الرعدية الأسبوع الماضي لتكشف هشاشة البنية التحتية وما تعانيه عدن كمدينة كونية، من إهمال لمعالمها التاريخية والبناء العشوائي الذي يحيط بها وتدمير الكثير من هذه المعالم عمدًا بغرض طمس الهوية والقضاء على ذاكرة عدن وموروثها الثقافي.

*كيف تردين على من وصف الخطوة الأخيرة بالانقلاب؟

المجلس الانتقالي لم ينقلب على الحكومة كما عمل الحوثيون، فهو لن يزيح احدًا من المسؤولين من موقعه وإنما سيكون مراقبًا لإدارته.

*كيف ترين هزائم الإخوان والشرعية في مأرب والجوف؟

ما حدث في مأرب هو عبارة عن تسليم معسكرات الاخوان للحوثيين، مبينة أن الاخوان يحاولون غزو الجنوب واحتلاله والشمال يبقى للحوثيين، هذه هي سياستهم، وأسباب التنازل بين الطرفين تنحصر في أن كلاهما ينتمي للطائفة الزيدية، وثانيًا الشماليون عينهم على الجنوب من زمان والغني بالثروات، والوحدة كان هدفها احتلال الجنوب وأخذ ثرواته ولما قامت حرب 94م، عدن كانت قبل الوحدة ممتلئة بالسياح والمقيمين فيها والزوار، ودور العرض السينمائي والمسارح.

*ما هو رأيك في القوات الجنوبية، وهل قادرة على إدارة الجنوب؟

استطاعت القوات الجنوبية أن تحرر مدينة (الفاخر) بمحافظة الضالع المحتلة من الحوثيين بيوم واحد وتتقدم إلى المناطق الاستراتيجية الأخرى، ولم تتمكن في خمس سنوات قوات ما يسمى بالجيش الوطني أن تحرر قطعة ارض شمالية تبعد بضعة كيلومترات عن تبة نهم.

وكانت رسالة للكل بأن الجنوبيين إذا قالوا فعلوا، مشيرة إلى أن تاريخهم معروف بأنهم أهل بأس شديد وقوة، ولا يهابون الموت أمام الغزاة والطغاة.

*وماذا عن القضية الجنوبية في المحافل الدولية؟

القضية الجنوبية بعد نضال طويل تم الاعتراف بها دوليًا وأضحت تناقَش في المحافل الدولية كقضية إنسانية لشعب تم استلاب حقوقه وأرض تم نهبها واستباحتها باسم الوحدة، واعظم نصر يحققه الجنوبيين بعد ثلاثة عقود من الوحدة المشؤومة. المجلس الانتقالي انتزع، بصموده وتحديه لكل العراقيل، اعتراف العالم بقضية شعب الجنوب وفرض إرادته على حكومة تمارس مهامها من فنادق الرياض.