كتابات وآراء


الجمعة - 19 نوفمبر 2021 - الساعة 12:59 ص

كُتب بواسطة : عبدالكريم الرازحي - ارشيف الكاتب


إلى المدعو عبدالناصر المودع

رسالة من ابن تعز الشجاع عبدالكريم الرازحي ،،

جنوب اليوم ليس جنوب الأمس افهموا ودول الإقليم والعالم اليوم ليست نفسها بالأمس ....

الوحدة ليست مجرد دمج علَمَين في علم ، ولا هي عبارة عن دمج نشيدين في نشيد او دمج بنكين مركزيين في بنك مركزي واحد.

الوحدة كانت بوابة ابناء الشمال للدخول الى العصر ولبناء دولة النظام و القانون.

والوحدة كانت فرصتنا الذهبية لنكون يداً واحدةً تبني وتعمّر لا ان تشحت و تتسول وتنهب الجنوب من قبل ابناء الشمال.

وبدلاًً من أن نظل نزايد بإسم الوحدة ونكابر علينا ان نمتلك الشجاعة الادبية ونعترف باخطاءنا كشماليين ونعتذر للجنوبيين ونتسامح منهم على نهبنا لهم وقتل كوادرهم وتشريد شعبهم وتجريذهم من الوظائف على حساب الشماليين ونعاقب كل شمالي.

ذلك ان الوحدة التي يرفعها الشماليون الى مصاف القداسة ويعتبرها فريضة شرعية وخطاً احمر ومستعد يبيع عرضه للمتعه والنخاسة هي اسوء واكثر الخطوط سواداً في تاريخنا الشمالي كله فقد كشفت الشماليين على حقيقتهم اننا شعب نعشق النهب ولو على حساب العرض.

ولست ابالغ إن قلت ان وحدة النظامين او بالأصح وحدة الحزبين الحاكمين كانت بمثابة حكماً بالاعدام على اليمن واليمنيين.

فمنذ اليوم الاول لإعلان الوحدة بدأ الإنحدار وبدأ الإنهيار وبدأ الإنتحار: انتحار شعب وانتحار وطن .. انتحار حلم وانتحار امل.

فالمواطن الذي كان يرى في الوحدة بوابة المستقبل لأولاده يفاجأ انها بوابة للحرب وبوابة للنهب وبوابة للفساد .. بوابة للفقر والجوع والبطالة وبوابة جهنم.

اما بالنسبة لإخوتنا في الجنوب فقد كانوا اول ضحايا الوحدة واول من وقع في شباكها.

لقد كفّرناهم وخوّنّاهم ونهبناهم وحاربناهم ونهبناهم واقصيناهم من الوظائف واخرجناهم من السلطة ومن بيوتهم ومن البلاد وألحقنا بهم دماراً مادياً ومعنوياً لا يعلمه الا الراسخون في التكفير وفي التخوين والراسخون في الحرب وفي النهب.

وبدلاً من ان نعتذر منهم ونتسامح ونطلب الصفح نعيد التخوين والتكفير ونهددهم بإعادة الحرب وبإعادة النهب.

جنوب اليوم ليس جنوب الامس افهموا، ودول الاقليم والعالم ليست نفسها بالامس فقد انكشفنا وانفضحنا امامهم ان الشماليين شعب لا امان له ولاشرع له، ويريد نهب الجنوب واقصاء ابناءه من كل شيء.