تحقيقات وحوارات

الثلاثاء - 16 ديسمبر 2025 - الساعة 07:38 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

قال وزير الخارجية الأسبق خالد اليماني: إن ما يجري في الجنوب، هو ضمن رؤية قررها المجلس الانتقالي الجنوبي منذ سنوات طويلة، وتحديداً منذ تأسيس المجلس عام 2017م.

وأضاف اليماني خلال لقاء تلفزيوني على شاشة قناة (سكاي نيوز عربية) رصده محرر موقع (عدن برس) الإخباري الإلكتروني: أن رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي تركز على مبدأ العمل لنيل الاستقلال الناجز للجنوب العربي، وينبغي أن لا تكون رؤية عدائية، لأنها صارت جزء من مجلس القيادة الرئاسي، وبالأحرى الجنوب صار ممثل بنسبة 50 بالمائة في مجلس القيادة الرئاسي، وهو الصوت الأعلى في المجلس الرئاسي.

وتابع: أن ما يجري اليوم هو خطوات متدرجة ومدروسة بدقة وعناية، للوصول إلى الهدف الجنوبي السامي، وهناك توجهات في الأسبوعين الماضيين شملت تحرير وادي حضرموت والمهرة وانتشار للقوات الجنوبية على طول رقعة الأرض الجنوببة، وقبل أيام أعلن الأخ الرئيس عيدروس الزُبيدي، عن عملية شاملة لمطاردة فلول الإرهابيين عناصر القاعدة في أبين، وهي آخر المواقع التي تشكل اضطرابا أمنيا في الجنوب.

كما قال اليماني: وهذا الإرهاب هو إرهاب محلي تحت مسمى "القاعدة"، حيث أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم هؤلاء الإرهابيين للاعتداء على المؤسسات الأمنية والمدنية، وهذا الكلام معروفاً للجميع منذ أيام الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، حيث كانوا زعماء القاعدة يؤكدون أنهم يعملون مع قيادات الأمن القومي في صنعاء.

واستطرد بالقول: تنظيم الإخوان يريد أن يدمر اليمن والخليج، وهذا تنظيم الإخوان الدولي لديه رؤية شاملة بأن الأنظمة القائمة في دول الخليج هي معادية لرؤية تنظيم الإخوان المسلمين في المنطقة، وجماعة تنظيم الإخوان فشلوا في ما سُمي بـ "الربيع العربي"، وكانت هزيمتهم كبيرة، ولهذا هم يلجئون كل يوم لتسميم علاقات دول المنطقة، ومحاولة دس المؤامرات في كل مكان.

وأضاف: ومعروف في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أن تنظيم الإخوان هو تنظيم إرهابي، واستغرب أن جماعة الإخوان المسلمين في اليمن هم الفرع الناشط لتنظيم الإخوان، ولا يُصنف على شاكلة التنظيم الإرهابي، كما لا زالت مجموعة الضغط الدولي في واشنطن تعمل على موضوع تصنيف جماعة الإخوان في اليمن تنظيم إرهابي، وذلك ضمن جهود مجموعة الضغط لإقناع الإدارة الأمريكية أن ما تم تسميتهم من مجموعات تابعة لتنظيم الإخوان في دول محدودة بعينها مثل مصر والأردن ولبنان، ينبغي أن يستمر هذا العمل، لأن جماعة الإخوان المسلمين متشعبة في المنطقة، ومعروف لدى الإدارة الأمريكية أن هذه الجماعة تنشط في الولايات المتحدة، وقد استغلت السنوات والعقود الماضية، عندما انتشرت في الولايات المتحدة وصارت اليوم تشكل خطراً وجودياً على النظام الأمريكي.

وأشار وزير الخارجية الأسبق خالد اليماني، إلى أنه تم الإعلان في ولايتي تكساس وفلوريدا، أن جماعة الإخوان تنظيمات إرهابية، وبالتالي ينبغي على مجموعة الضغط في واشنطن، مواصلة هذا الضغط لتبيان تسمية كل فروع الإخوان المسلمين في المنطقة، لأن هذه الفروع تضر بالأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

وتابع: بعد اللغط الكبير الذي دار عقب الأحداث الأخيرة، بأن الجنوبيين يريدون الاستقلال ولا يريدون العمل وفق برنامج مجلس القيادة الرئاسي لتحرير صنعاء، يجب التذكير أنه خلال الـ 5 سنوات الماضية لم تتحرك رصاصة واحدة باتجاه مشروع تحرير صنعاء، ومؤخراً أعلن الرئيس عيدروس الزُبيدي، عن استعداد القوات المسلحة الجنوبية لخوض معركة تحرير صنعاء، إذا ما رغب الأشقاء في الشمال للمشاركة في العملية العسكرية لتحرير صنعاء.

وأضاف اليماني: ولكن لا يبدو أن القوات المنتشرة في المناطق الشمالية مستعدة للمشاركة في عملية تحرير صنعاء، والدليل على ذلك أن قوات المنطقة العسكرية الأولى التي كانت في حضرموت، هي منطقة عسكرية مدججة بالسلاح ولم تشارك في المعارك عندما كانت سابقاً مدينة المكلا في حضرموت محتلة من تنظيم القاعدة، ولم تشارك عندما كانت مأرب الشمالية تتعرض لهجوم كبير من قبل مليشيات الحوثي، وهذه المنطقة العسكرية الأولى التي كانت موجودة في الجنوب، تعمل ضد مشروع الجنوبيين لتحقيق الاستقلال، ولهذا تم إخراجها من الجنوب بتوافق سعودي - إماراتي، لأن هذه المنطقة العسكرية كانت مصدراً للإرهاب وتهريب الأسلحة وتمويل الحوثيين لتعزيز ترسانتهم المسلحة الصاروخية والمسيّرة.

وقال: مجلس القيادة الرئاسي يعيش في حالة من التأزم، وهذا ليس خافياً على الحلفاء في السعودية والإمارات، وهم يعرفون أن المجلس الرئاسي لم يعد قادراً على أداء مهامه، ومن هنا جاءت الضرورة لإجراء تعديلات جوهرية، وهناك حديث عن خفض أعضاء المجلس الرئاسي، بحيث يكون ممثل للجنوب وممثل للشمال في المجلس الرئاسي، وبما أن الأراضي المحررة الأكبر هي أراضي جنوبية أكثر من الشمالية، ولهذا من الواجب أن يكون رئيس المرحلة الانتقالية من الجنوب ممثلا برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبالتالي تستكمل عملية الشراكة الوطنية على أساس القبول بمبدأ حق تقرير المصير للجنوبيين.

وأكد أن الجنوبيون على استعداد للقيام بخطوات متوازية، من خلال بناء الإدارة الذاتية للجنوب وتعزيز السلطات المحلية والقدرات في الجنوب، وفي الوقت ذاته الجنوبيون على الاستعداد للعمل مع الأشقاء من أجل ما يقومون فيه من أجل تحرير صنعاء، مشيراً إلى أن خارطة الطريق الأممية لم تعد تحمل معاني حقيقية، نتيجة لأن تلك الخارطة التي رُسمت قبل ثلاث أو أربع سنوات منذ اليوم، بقيت تدور في موقعها دون تحقيق أي نتائج على الأرض، وذلك بفعل رفض الحوثيين لمبدأ التفاوض، قائلاً: وكنا نتحدث في كافة جولات المفاوضات عن إجراءات بناء الثقة، ولم تتم هذه الإجراءات، لأن الجانب الحوثي لم يبدي جدية بهذه الإجراءات.

وأضاف: دعونا الآن ننظر إلى المستقبل من خلال النظر إلى أن استقلال الجنوب بات حقيقة، ولم يعلن المجلس الانتقالي أنه سيعلن الجنوب يوم غداً، ولكن تحدث عن التدرج بهذه العملية، حتى مساعدة الأشقاء في الشمال على التحرر من الحوثي وإنجاز المهمة الوطنية التي تحدث الجنوبيون عنها وصرح بها الأخ عيدروس الزُبيدي، والذي قال أيضاً إن الجنوب لا يتلكأ عن التزاماته، وإن الجنوب لديه مهمة تثبيت الأمن والاستقرار وتطوير الجنوب ومحاربة كل أشكال الإرهاب، وتحديداً إرهاب الحوثي والإخوان، وبالتالي الجنوبيون على الاستعداد بالتوازي مع هذا للقيام بالتزاماتهم مع الأشقاء في الشمال بالقضاء على الحوثي.

وأختتم وزير الخارجية الأسبق اليماني حديثه بالقول: أنا كنت في السلطة أو خارج السلطة انتمائي للجنوب، وحينما عملت وزيراً للخارجية لأن من اختارني هو رئيس جنوبي هو عبدربه منصور هادي، ولهذا كنت دائماً انظر إلى القضية الجنوبية كحق مشروع وقضية عادلة، ولكن كنا ننظر إلى غياب الحاضنة الجنوبية، وظهرت الحاضنة الجنوبية عام 2017م، برؤية وحركة منظمة، وذلك عبر المجلس الانتقالي الجنوبي، وصار المجلس الانتقالي هو المظلة التي تجمع كل الجنوبيين، ولهذا اليوم لدينا قيادة وحاضنة سياسية جنوبية، ولدينا رئيس جنوبي هو عيدروس الزُبيدي، يحمل روح الجنوب ويناضل يومياً من أجل نيل الاستقلال، ولهذا كنت أنا ضمن هذا المشروع الجنوبي، وقررت الخروج والتحدث عن هذا المشروع الجنوبي.