كتابات وآراء


الأحد - 21 مايو 2023 - الساعة 06:32 م

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017 والخطوات على الأرض تسير نحو هدف وحيد هو إستعادة دولة الجنوب.

ومنذ ذلك العام مرينا بمنعطفات كبيرة وخطيرة كانت ستدمر حلم وإرادة الشعب، وتجاوزتها قيادة المجلس بفعل المؤسسة العسكرية، واليوم نمتلك مؤسسات عسكرية وقادة وشباب جاهزين لاستكمال مقومات الدولة والذوذ عن كل شبر من أرض الجنوب.

إستعادة الدولة ليس ببعيد ولا هو وهم كما يعتقد البعض، بل هو مشروع وفق خارطة طريق محددة، فالأمور تسير بهدوء سياسيا وعسكريا وأمنيا ودبلوماسيا، ولكن هناك من يسعى إلى رفع سقف التوقعات من خلال الدورة السادسة للجمعية الوطنية في المكلا لخلق حالة إحباط عند الناس.

الانتقالي خلال السنوات الست الماضية استطاع أن يبني مؤسساته السياسية على امتداد الجغرافية الجنوبية ويبني مؤسسة إعلامية تلبي الغرض وأكثر في هذه المرحلة، وفتح نوافذ تمثله في عدد من دول العالم، ولعل بناء قوة عسكرية تعد أهم المؤسسات التي تبنى بصمت لتكون الذراع القوي والحامي للمؤسسة السياسية والإعلامية، ولتعزيز الموقف عند التحرك الدبلوماسي لانتزاع إرادة وحلم شعب الجنوب الصابر والصامد.

كل هذا ما كان ليتم إذا لم تكن هناك إرادة شعبية أولا وقيادة صلبة لم تخترقها كل المشاريع التي أرادت ضرب الانتقالي كحامل لقضية شعب بأكمله، ثم إذا لم يكن هناك حليف صادق ومؤمن بأن هناك شعب صابر ظلم وأهين، بل وتعرض لأكبر عملية نهب في التاريخ بأسم الوحدة، لما أصبحنا اليوم في هذا الموقف القوي والصلب على الأرض، ولما أصبح تمثيل قيادة في الحكومة وفي أعلى مناصب مجلس القيادة الرئاسي.

على الجميع أن يفهم ويستوعب ماذا تعني عبارة أن الجنوب تعرض لتدمير ممنهج من قبل النخب والقيادات السياسية والعسكرية والقبلية في الشمال منذ مشاركتهم جميعا في اجتياح واحتلال الجنوب في 7 / 7 / 1994م ، وأن الانتقالي قائد وقيادة وخلفهم شعب صامد وصابر ومدرك لكل العقبات التي مر بها، ولكننا مؤمنين أن السنوات الست التي مررنا بها كانت بمثابة بناء أرضية ومقومات أساسية لاستعادة دولة الجنوب، ولعل أهم إنجاز هو ما تحقق أخيرا في الحوار الوطني الجنوبي والخروج بميثاق شرف يحمي حقوق كل إنسان جنوبي، ويضع أسس الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة، الدولة التي تعطي لكل محافظة إدارة شؤونها وثرواتها تحت دستور يحتكم الجميع إليه.

لهذا نقول أننا نسير بثبات ووفق خطوات مدروسة توصلنا بأمان لانتزاع دولتنا وضمان حصولها على الاعتراف والدعم الدبلوماسي والسياسي الإقليمي والعربي والدولي، وهذا ما تعمل عليه قيادة ومؤسسات الانتقالي بعيدا عن القفز على كل الخطوات المطلوبة للوصول إلى الإعلان عن استعادة دولتنا والذي بات قريبا بأذن الله.

من حضرموت الحبيبة وعاصمتها المكلا يتم رسم ملامح الدولة الجنوبية الفيدرالية القادمة، الدولة التي قال القائد عيدروس الزبيدي أمام أعيان ومشائخ وقبائل ومقادمة حضرموت أمس وبكل ثقة ووضوح: الجنوب سيعود سيعود سيعود.