كتابات وآراء


الأحد - 13 نوفمبر 2022 - الساعة 10:50 م

كُتب بواسطة : قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


مرت ثمان سنوات من الحرب ولم تنتج الا مزيد من الفوضى والارهاب وتنفيذ اجندات خارجية تتبع دول اقليمية واصبح الجنوب هو الضحية.. ومن الواضح جليا بان فريق الشرعية لم يكن منذ البداية جادا في استعادة عاصمة الدولة الضائعة واستثمر الدعم الاقليمي والدولي في اتجاهين رئيسين:

# الاول : تثبيت هيمنة حزب الاخوان المسلمين على مفاصل الشرعية مستخدما الاعتراف الاقليمي والدولي ومحاولة احكام السيطرة على الجنوب المحرر والعمل بكل الوسائل بما فيها استخدام السلطة في تعطيل الخدمات ومنع صرف المرتبات ولم يقتصر الأمر على ذلك بل تم استخدام الارهاب عبر اطلاق القاعدة واخواتها لتصول وتجول بحرية في ارض الجنوب واخيرا الغزو المباشر لجيشها الذي سيرته من مأرب وسيئون نحو عدن.

# الثاني : قامت الشرعية بمهادنة الحوثي عبر تفاهمات من تحت الطاوله تمثل بالانسحابات وترك المعسكرات والجبهات دون قتال مع كامل عدتها وعتادها وهذا ليس بجديد فلديها خبرة حروب صعده السته لا زالت ماثلة، حيث كانت السلطة الحاكمة في صنعاء تشحن قوافل الذخيرة والعتاد من مخازن الجيش في صنعاء للمتحارببن على حد سواء وفي احيان اخرى تعطي الأوامر لقادة الألوية التابعة للدولة بتسليم كامل تسليح اللواء وسحب الأفراد بالسلاح الشخصي وهكذا مكنت الحوثي ان يصبح قوة يهدد جيران اليمن بهدف ابتزازهم.. فمن المعلوم أن:

*سلوك الشرعية الشاذ كان واضح للعيان ولم يتم ايقافه في حينه الا بعد ان سلمت ثلاث مديريات في محافظة شبوه دون قتال مما اضطر التحالف الى تغيير محافظ شبوه باخر ودفع قوات العمالقه لتحرير شبوه من سيطرة الحوثي وبعدها تمردت القوات التابعة للشرعية على محافظ شبوه الجديد بهدف استعادة الشرعية زمام سيطرتها على شبوه وظهر الدعم الكبير الذي قدمته مأرب وسيئون للمتمردين في شبوه ومع ذلك فشل التمرد وبقيت اوضاع مأرب وسيئون على حالها ولم يتغير من الأمر شيء رغم ان هناك اتفاقات وقرارات حول حشد القوات وتوجيهها نحو خط الجبهة بإتجاه صنعاء ولا احد يدري ما هي العوائق التي تقف امام عدم تنفيذ الاتفاقات رغم تشكيل مجلس رئاسي جديد وحتى اليوم لم ينفذ شيىء.

*هناك من يرفض تنفيذ الاتفاقات وحشد القوات من المنطقة العسكرية الاولى وتوجيهها نحو جبهة صنعاء وهناك من يرفض جمع الإيرادات للبنك المركزي والتصرف بها خارج النظام والقانون وهناك من استولى على المنافذ ويرفض التزحزح منها ويعتبرها ملكية شخصية وهناك من يمارس الفساد وهو في أعلى هرم سلطة الدولة على اعتبار لا أحد يستطيع محاسبته وهناك من لا يريد ان يتزحزح من منصبه وكأنه ملكية خاصة فيه وبقبيلته.. عجبا !!!!! عن اي دولة هؤلاء يتحدثون وهم اول من يمارس الاخلال بشروط وجود الدولة ومن الصعب ان احداً سيقنع الجنوب بان ينتظر - وإلى متى الانتظار !!- في الوقت الذي نشاهد امامنا العبث والفساد والتنمر و اصبح المجلس الجديد عاجز عن اداء دوره وعناصر عجزه في داخله.

* من اخطر القضايا التي لا زالت عالقة هو اختطاف الشرعية الجديدة ومحاولة السير بها بنفس الآلية التي كانت تسير عليها الشرعية السابقة وانما بثوب جديد وهنا لابد من التأكيد بأن الجنوب لن يستطيع ان يتحمل اكثر مما تحمل من رداءة الاوضاع الخدمية والسياسية ولن يتقبل ان يظل مختطف لسياسات عقيمة وقوى سياسية عينها على الجنوب اكثر من همها استعادة الدولة في صنعاء.

* حتى الان لم يستفد الجنوب من ثرواته النفطية والغازية ولازالت تدار وتذهب عائداتها لنفس القيادات الشمالية في حرب 1994 واستمرت حتى تم تغيير محافظ محافظة شبوه، وهنا ألتقت مصالح النخب الشمالية اخوانية والخ .. مع استنفار الحوثيون قوتهم وبدأوا يهاجموا المنشآت النفطية والموانىء في شبوه وحضرموت وما اصرار المنطقة العسكرية الاولى بعدم الانتقال الا ويأتي في هذا السياق وهو التمسك بمواقع الثروة لصالح نفس المستفيدين من القيادات التي حكمت وتحكم صنعاء حاليا.

ما نلاحظه اليوم أن الحوثي يهدد حركة التجارة العالمية في بحر العرب والبحر الاحمر واصبح امن الطاقة العالمية في خطر كما يهدد الموانىء والمطارات والمنشآت الحيوية الجنوبية ويشل حركتها ويحاول فتح ثغرات في جبهات الجنوب والمجلس الرئاسي يشاهد وكأن الامر لا يعنيه وكأننا امام مشهد تراجيدي بأن الجميع من حوثي وشرعيه تتبادل الادوار لهزيمة الجنوب احدهما مباشر عبر المسيرات والصواريخ واقتحام الجبهات والأخرى عبر خلخلة الجبهة الداخلية من تعطيل خدمات وعدم صرف رواتب الجنوبيين واستشراء الفساد في اجهزة الدولة وتسهيل وصول النازحين بتمكينهم من الاستيطان في الجنوب لتغيير الوضع الديمغرافي وتفقير الشعب الجنوبي بالتلاعب بالعملة واصطناع ازمات لضياع الوقت .. لكن شعب الجنوب متيقظ وعلى علم بأهداف ومطامع النخب الشمالية سواء كانت حوثية او شرعية او احزاب سياسية والهدف هو السيطره على الجنوب تحت غطاء الشرعية مستغلة الدعم الدولي والاقليمي التي تعترف بهما تحت وهم حماية الوحدة التي تم الغدر بها من قبلهم سواء كان في حرب 1994 أو في تسليم صنعاء لاحفاد الإمامة وهزيمة الجمهورية في عقر دارها في صنعاء ومحاولتهم غزو الجنوب عبر عدة تحالفات حيث اصبح الحديث عن الوحدة مجرد غطاء لضم الجنوب إلى سلطة صنعاء والتي كان ولازال هدف كل القوى السياسية اليمنية متجاهلين رأي الشعب والتغييرات الجوهرية التي جرت في الجنوب والتي لن تقبل بأن يعاد استعباده من جديد تحت اي يافطة كانت ولدينا خبرة السنين وما نشاهده اليوم من تخاذل في تنفيذ الاتفاقات وفي حشد القوى لتوجيهها نحو صنعاء والاصرار على ابقاء الجنوب في دائرة الارهاب والفساد والتهميش الا دليل فاضح على فساد عقيدتهم ونواياهم السيئة نحو الجنوب.