الأحد - 30 سبتمبر 2018 - الساعة 09:57 م
عندما انتقد البعض، بعض المواقف والسياسات غير الرشيدة لحكومة بن دغر اتهمهم البعض بالتحامل الشخصي على بن دغر، وعندما انبرى بن دغر للتقول والافتراء على إن قيادات الحراك الجنوبي والمجلس الانتقالي الجنوبي عملاء لإيران، وقلنا له أنت تعلم من وقف يصفق وراء عفاش ومحمد علي الحوثي، عندما كان الأول يتحدث عن المنفذ الواحد، قال البعض ذلك كان من الماضي.
وعندما تحدثنا عن فساد حكومة بن دغر وعبثها بالموارد المحدودة للبلد ومعظمها إعانات وإغاثات انبرى البعض ليتهمنا بالافتراء على "المناضلين"، واليمن هي البلد الوحيد التي ما أن يصير المرء فيها مسؤولا حتى تلتصق باسمه صفة "المناضل".
فساد حكومة بن دغر وعدم قيامها بالحد الأدنى من واجباتها تجاه الشعب، ليس عجزا طارئا ولا هو شحة في الإمكانيات، لكنه عجز ممنهج وسياسات مخططة ومكشوفة ولا تحتاج إلى مجهر إلكتروني أو مخبر سري محترف للكشف عنها، وإلا لما بلغ راتب الوزير عشرين ألف دولا وقس على ذلك نواب الوزراء والوكلاء والسفراء وقد بلغ عددهم في عهد بن دغر أضعاف مضاعفة لما كان عليه في عهد أسلافه بينما يتغذى جزء كبير من الشعب في الجنوب والشمال على ما يجدون في أكوام الزباله، علما بأن الزبالات قد تقلصت محتوياتها بعد نزوح الأثرياء والمسؤولين من البلد.
اليوم تلقيت بصدمة مروعة خبر وفاة أولى ضحايا الجوع، الطفلة هند، وهي ليست الوفية الوحيدة فالآلاف من ضحايا السياسات الجائرة والعبث الممنهج لا تصل إليهم الكاميرات ولا يعلم عنهم نشطاء الفيسبوك.
أعرف أن عشرات القائمين على حكومة الفساد والإجرام لا يمتلكون ذرة من فضيلة الخجل، لكنني كنت أتوقع من بعض الوزراء والنواب والوكلاء المحترمين أن يدفعهم خجلهم من الارتباط بهذه الحكومة سيئة السمعة إلى التصرف اللائق إزاء سياسات العار التي تتبعها هذه الحكومة، فمتى يستيقظ احترام هؤلاء لأنفسهم ويقدمون استقالاتهم من مناصبهم المجلة؟ احتراما للناس الذين ما يزالون يعتبرونه محترمين؟ أم إنهم لا يخجلون؟