كتابات وآراء


الإثنين - 01 يوليه 2024 - الساعة 06:17 م

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


إن قضية شعب الجنوب قضية وطن أرض وشعب وهوية وتاريخ واستعادة دولة غير قابلة للمساومة والإلتفاف والتجزئة والترحيل وانصاف الحلول، لأجلها قدّم شعب الجنوب منذ إعلان وحدة الغدر والخديعة عام ١٩٩٠م وحتى اليوم قوافل من الشهداء والجرحى من خيرة أبطاله رجاله ونساءه شيوخه وشبابه على مذابح الحرية والاستشهاد، فضلاً عن تجرُّعه أصناف المعاناة في حياته ومعيشته.
إن رياح التآمر قد اشتدَّت وباتت تهب عليه من كل حدب وصوب وفي محاولة بائسة ويائسة لدفن حقه في استعادة دولته كاملة الحرية والسيادة والاستقلال بحدود مايو ١٩٩٠م وفي سياقه التآمر على حامل قضيته وممثله المجلس الإنتقالي الجنوبي، فمن الحرب العسكرية التي شهدتها وتشهدها مناطق التماس وعلى امتداد الحدود الدولية الفاصلة بين الدولتين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية إلى حرب تخادم ثالوث قوى الظلام في مناطق شرق أبين وتَحَفُّز قوات أبو عوجاء في وادي حضرموت للتوجه جنوباً بدلاً من أن تتوجَّه شمالاً إلى الحرب الإعلامية وحرب الإشاعة ومحاولة تزييف الحقائق وزرع الشك والريبة والإحباط لدى العامة باستحالة تحقيق استعادة الدولة والنيل من المجلس الإنتقالي وقيادته إلى الحرب الإقتصادية -الدنيئة- حرب الإفقار والتجويع وتَردِّي الخدمات العامة وفي مقدمتها الكهرباء والماء وانهيار العملة المحلية المستمر وارتفاع الأسعار وتأخير صرف المرتبات في مواعيدها ومصادرة حق العمل وغياب الوظيفة العامة وانتشار البطالة وتجاهل أهم المرافق السيادية والإيرادية إمعاناً في استمرار تعطيل نشاطها قياساً بما كانت عليه في سابق عهدها مصافي الزيت - الميناء - المطار - المحطة الكهروحرارية انموذجاً وحيث كل ذلك يتم بفعل فاعل وفي سياق سياسة ممنهجة تستهدف إشغال شعب الجنوب بمعيشته وصرف انتباهه عن تمسُّكه باستعادة دولته.

وفي السياق ما تشهده عاصمة دولة إقليمية مجاورة وبعناوين مختلفة: قضايا إنسانية - قضايا اقتصادية - تسوية سياسية بين طرفين شماليين يتشاوران فيما بينهما والغريب أن يتجه ذلك نحو محاولة الاستئثار بثروات وموارد وعائدات شعب الجنوب وكما لو كان الجنوب مجرَّد جغرافيا بدون سكان وقيادة وفي ذات الوقت يستهدف الإلتفاف على قضيته وحقه في استعادة دولته من خلال استبعادها من التسوية السياسية وتجاهل حاملها المجلس الإنتقالي ومحاولة إخراجه من المعادلة السياسية بما هو شريك أساسي وطرف فاعل وموجود على الأرض فيما هي القضية الجنوبية واستعادة الدولة الجنوبية جذر الحل، إن أي تسوية سياسية بدون ذلك ستبوء بالفشل ولا أفق لها إن كانوا يعقلون!.
إن التفاف شعب الجنوب حول قضيته وحقه في استعادة دولته وحول حامل قضيته وممثله وتمتين وحدة الصف وتماسك نسيجه الإجتماعي والسياسي والمدني ومغادرة الماضي وثقافة المناكفات لحسابات سياسية سبق وأن اغلقها شعب الجنوب بالتصالح والتسامح وجسَّدها المؤتمر الجنوبي الأول ونصوص ومواد الميثاق الوطني واستوعبها الخطاب السياسي للرئيس القائد/ عيدروس الزبيدي ((الجنوب لكل وبكل أبناءه ويتسع للجميع ومن لم يأتِ إلينا سنذهب إليه)) إن كل ذلك أساس الإنتصار ولا ريب في ذلك....