كتابات وآراء


الإثنين - 06 مارس 2023 - الساعة 09:21 م

كُتب بواسطة : محمود اليزيدي - ارشيف الكاتب



على فكرة مافي قوة سياسية ليس لها أخطاء أو قصور بشكل طبيعي يولد "معارضة" التي بدورها تنقسم إلى قسمين معارضة وطنية وإخرى غير وطنية بمعنى أما أن تكون معارضة لشكل النظام القائم أو معارضة لسياسية القوة الحاكمة .
معارضة شكل النظام تندرج تحتها عدة خطوط منها المطالبة اما بجمهرة النظام أو بجعله ملكي أو بجعله نظام ديني بحت.
معارضة سياسة القوة الحاكمة تظل معارضة وطنية بحته تهدف لتصحيح ما ترى إنها أخطأ يرتكبها النظام وذلك عبر محاولة إستمالة القواعد الشعبية للقوة الحاكمة وجعلها تخرج ضده سياستها أما بالتصويت الديموقراطي ضدهم أو باحتجاجات شعبية سلمية أو قد يرافقها بعض العنف المسيطر عليه أحياناً، لكنها ابداً لا تلجئ لقوى خارجية تستمد منها القوة "سلاح أو مال أو كلاهم معاً" في سبيل الوصول للسلطة.
الآن دعونا نسقط كل ما سبق على واقع الجنوب الذي لازال رسمياً تحت "الإحتلال" والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يحضى بدعم شعبي كبير وهو قوة سياسية وعسكرية "غير حاكمة" إلا إن هناك من يتعامل معه بنفس القوة الحاكمة وبفعل هذه المعادلة غير الصحيحة نشأت قوى أو لنقل شخصيات تدعي تمثيلها لقوى ترفع شعار معارضة الانتقالي الذي لم يستلم الحكم بعد، وهنا ياتي دور تصنيف تلك المعارضة.
فاذا اعتبرت نفسها معارضة وطنية فالانتقالي ليس حزب أو قوة حاكمة وبالتالي فهي أما معارضة غير وطنية أو فصيل مناوئ يتبع السلطة الحاكمة التي يناظل الانتقالي للتحرر منها، وهذا يكاد ينطبق على أغلب القيادات الجنوبية المناوئة للمجلس الانتقالي التي تتلقى الدعم من السلطة الحاكمة أو من داعمي بقاء سيطرتها على الجنوب من الخارج ولا تستند "اي من تسمي نفسها معارضة" على قواعد شعبية يُعتد بها في الداخل الجنوبي كالتي يستند عليها المجلس الانتقالي.
نعم هناك أخطاء للمجلس الانتقالي ناتجة عن عمله المستمر وهناك جنوبيين معارصين لبعض سياساته وليس لذاته ويودون تصحيح تلك الأخطاء وليس الإطاحة بالانتقالي لصالح مشروع لا يخدم تحرير الجنوب واستعادة دولته ونود أن ترتفع تلك الأصوات وتنجح مساعيها فهم معول بناء وليسوا معول هدم كالصنف الأول المدعوم من سلطات الإحتلال.