كتابات وآراء


الإثنين - 28 ديسمبر 2020 - الساعة 01:49 م

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب


كان عام 2020 إستثنائيا على العالم بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى . فمن الوباء وما خلفه من أعداد كبيرة من الضحايا ، ومرورا بالوضع الإقتصادي والمالي العالمي الذي انهك البلدان والبشر في وقت قياسي ، والانتخابات الرئاسية الأمريكية التي بدت أكثر إختلافا عن كل ماعرف عنها .. وإستمرار الدمار في بلدان انهكتها الحروب والصراعات العبثية ، وزيادة أعداد المشردين واللاجئين ..
هناك اعوام لا تمحى من الذاكرة وتحفر في كتب التاريخ ، ولاشك أن عام 2020 هو أحدها.
العالم من حولنا ليس في أفضل حالاته . والاطراف التي تعيش الصراعات في بلدانها منذ سنوات ، عليها ان تدرك ان العالم من حولها بات منهكا اكثر مما يجب . فلم يعد قادرا على الإستجابات السريعة للأزمات الإنسانية الكبرى ، او إستيعاب اعداد أكبر من اللاجئين لأسباب إنسانية.
بعد اشهر قليلة أي في عام 2021 ستسجل الحرب في اليمن عامها السابع . وهذه سنوات ليست قليلة لازمة تم تصنيفها بانها الاسوأ إنسانيا على مستوى العالم ، وجعلت من ثمانين في المئة من السكان يعتمدون على الإغاثة الخارجية . هناك حقيقة واحدة للصراعات ، وهي انه كلما طالت سنواتها ، تزداد تعقيداتها اكثر .. لذلك يأمل اليمنيون ان يكون 2021 بداية نهاية الحرب في بلدهم . إستمرار الإقتتال ودوران آلة الحرب نتيجتها الوحيدة المزيد من السقوط .
قبل ان يشارف على الانتهاء ، شهد عام 2020 الحالي ولادة حكومة في اليمن أبرز عنوان لها تشارك الأطراف المتصارعة في العمل معا . ومهما كانت الملاحظات والانتقادات على هذه الحكومة الا أن ولادتها تزامن مع التوقف عن إراقة المزيد من الدماء .. وهذا يعني أن العام القادم سيبدأ والاطراف التي كانت متصارعة تعمل جنبا إلى جنب . خطوة وأحدة نحو الأمام ، ذلك افضل كثيرا من إستقبال عام جديد على أصوات القذائف .
التعايش بسلام هو وحده الطريق المضمون لإستقرار حقيقي ودائم .. وعلى الرغم من ان الوصول لذلك ليس بالامر السهل ، وملئ بالتعقيدات ، ناهيك أنه محفوف بالمخاطر .. الا ان الإصرار عليه هو أمر ممكن دائما.