كتابات وآراء


الإثنين - 26 أكتوبر 2020 - الساعة 04:45 م

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب


الحكومة التي طال التفاوض بتوزيع حقائبها وينتظر الإعلان عنها في أي لحظة، وإن كانت حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، إلا أن لا قيمة لها فعليا في الشمال مع سيطرة ما بات يعرف بسلطة الأمر الواقع على كل الشمال تقريبا. لا الحكومة ولا البرلمان ولا حتى الرئيس يستطيعون أو لديهم أي سلطة بفرض أي قرار في الشمال، حتى وإن كان الأمر يتعلق بنصب إشارة مرور واحدة في أحد شوارع صنعاء. لهذا يرى البعض أن الحكومة الجديدة هي حكومة للجنوب في الأساس ولكن بمشاركة شماليين، أكثر مما هي حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب. وأي صراعات بين أطراف الحكومة المتناقضة سيدفع ثمنها الجنوب، وخاصة عدن، وليس الشمال والذي ما يزال يدفع أثمانا مختلفة لجماعة لا يبدو أن العالم مهتم لأمرها في الوقت الراهن.

هل سيستقر الجنوب مع هذه الحكومة التي ستكون معنية فيه عمليا؟

ربما!

لكن ما الذي تغير كثيرا حتى يتم التعويل على حكومة ستكون حتما مليئة بالتناقضات والمشاريع المتضاربة والأهداف المختلفة؟

هناك رؤيتان لسيناريوهين مختلفين عن المستقبل القريب بعد الحكومة الجديدة، السيناريو الأول متفائل، ويعتقد أنه سيتم تجاوز الخلافات العميقة بين الأطراف المختلفة في ظل حكومة المناصفة الجديدة وفي ظل وجود راعي أصبح غارقا في كل التفاصيل، وان ذلك سينعكس أولا على الجنوب المحرر من مليشيا الحوثي، ولاحقا سيسهم في تحرير الشمال من قبضتهم. اما السيناريو الثاني فهو متشائم كونه يستبعد أي نتائج كبيرة يمكن أن تحققها كل مكونات الشرعية، بما فيها حكومة المناصفة، في الفترة المقبلة لصالح الجنوب ناهيك عن قدرتها عن تحقيق شيء يذكر في الشمال. لكن أيضا هناك من لديه ما يعتبرها رؤية واقعية لهذه الفترة الزمنية الصعبة وتتلخص بأن ما ينتج عن الرياض هو أفضل الممكن، حتى وإن كان لا يرقى لنصف ما هو مؤمل.

إلى أي حد يمكن رفع سقف التوقعات للفترة المقبلة؟

سؤال صعب، لكن الأصعب منه تخيل فشل مفاوضات أو مباحثات الرياض.

ومع كل عام يمر تصبح عبارة تحرير الشمال من قبضة الحوثيين مثيرة للمزيد من الحيرة. ومع ذلك فقد أصبح الجنوب المحرر بدوره يثير شيئا من الحيرة بعد مرور كل هذه السنوات.

في كل تجارب دول العالم، في مختلف الأماكن والأزمنة، لم يحدث ان إستطاعت حكومة الخروج ببلد من مأزق أو تحقيق إنجازات كبيرة مهما كانت قدراتها بدون مرجعية عليا قوية ووطنية بحق وغير فاسدة، والأهم ملهمة للشعب.