متفرقات

الخميس - 08 مايو 2025 - الساعة 02:47 م بتوقيت اليمن ،،،

كتب / ناصر قاسم الهاشمي

قبل فترة اتصلت هاتفياً بالصديق العزيز المؤرخ والروائي محمد عباس الضالعي لأسأله عن أحواله، وآخر انتاجاته الفكرية، ولا سيما في ظل الجفاف الفكري الحاد الذي يعاني منه شعبنا منذ عدة سنوات، فكان رده مشكوراً أن أرسل لي نسخة من آخر رواية كتبها بعنوان (الديك الملائكي)، والتي طبع منها عدة نسخ ليحتفظ بهن في مكتبته الخاصة حتى يأتي الله باليوم الذي تنير فيه شمس الثقافة في وطننا. 

الرواية طبعت في ١٤٦ صفحة حجم متوسط، قسمت إلى تسعة فصول.. وهي عبارة عن حكاية سلسة ومبسطة عن حياة الإنسان في الضالع بشكل عام، وعن حياة المرأة الضالعية بشكل خاص، وفي فترة زمنية بعيدة، أظهرها المؤلف من خلال رصده لطبيعة حياة الانسان بأدق تفاصيلها، سوى كان الملبس أو المأكل أو المشرب أو الاعمال التجارية في سوق مدينة الضالع الصغير، وحتى الدور الذي كانت تقوم به الديوك في حياة الانسان كوسيلة توقيت ربانية يعتمد عليها أثناء قيامه بفروضه الدينية.

ويفرز في الرواية حيز واسع للقدرات التي تمتلكها المرأة، (ولاسيما - جنة حسن علي - بطلة الرواية)، في مجابهة المؤثرات المحيطة بها، وقيامها بالمهام الشاقة التي فرضتها عليها طبيعة الحياة الريفية لتكون هي المعيل لأسرتها بدلا عن الرجل.. والحكمة التي وهبها الله لها.

رواية جسدت الحب الانساني الرائع الذي أودعه الله في النفس البشرية، ولا سيما لدى المرأة التي استطاعت أن تحوله إلى حب حقيقي في تعاملها مع أبويها وأخوانها وزوجها وأبنائها وأقربائها والمحيطين بها، وحتى في تعاملها مع بقية مخلوقات الله من زرع وحيوان وطيور.

في الأخير ما يمكننا قوله عن هذه الرواية هو إنها أول رواية ظهرت في بلادنا تعطي للمرأة مكانة العنصر الفاعل في المجتمع المعتمد على ذاته، وليس المعتمد على الجنس البشري الآخر. بإختصار أننا أمام عمل روائي ابداعي يحق لنا القول عنه إنه تحفة روائية أبدعها عقل جنوبي متميز.. ألف تحية لصاحبه.