كتابات وآراء


الثلاثاء - 18 نوفمبر 2025 - الساعة 11:26 ص

كُتب بواسطة : اللواء علي حسن زكي - ارشيف الكاتب


في سياق تنفيذ مهامها الوطنية حقٌقت القوات الامنية في العاصمة عدن نجاحا رائعا في إحباط مؤامرة إرهابية جهادية واسعة كادت تهدٌد الأمن والاستقرار بالعاصمة وتستهدف قيادات بارزة في المؤسستين العسكرية والأمنية بعدن، حيث أسفرت عملية احباطها عن القبض علي عدد من العناصر الذين ينتمون إلى خلايا إرهابية منظٌمة تم تجنيدها وتدريبها في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية في تعز.

وحيث سبق ذلك عملية استقطاب للشباب من عدن ونقلهم إلى معسكرات سرية في منطقة الحوبان تعز، ربما مستغلٌين سوء ظروف بعضهم وظروف أسرهم المعيشية وانعدام الوظيفة العامة والعمل في سوق العمل الحر وانتشار البطالة والاغراء بالمال، حيث خضعوا لدورات قتالية وعسكرية حوثية مكثٌفة استمرت لأسابيع على استخدام الأسلحة الآلية وقذائف الـ أر بي جي وعلى دورات متخصٌصة في كيفية صناعة وتجهيز وزراعة العبوات الناسفة، بالإضافة إلى التدريب على تقنيات الطيران المسيّر، وفي إشارة إلى خطورة المهام الموكلة إليهم، ليس هذا وحسب بل واستغلالا لعقول بعضهم القابلة للتشكٌل - وهو منهجية قوى الظلام في استقطاب الشباب وتأهيلهم بالافكار العقائدية الضالٌة الارهابية والمتطرفة - تم تعزيز التدريب بتعبئتهم بفكر ارهابي عقائدي متطرف وبعناوين ضالٌة منها ما يسمى بـ"الجهاد والاستشهاد"، وغسل أدمغتهم بخطاب تحريضي ضد أبناء الجنوب ومجلسهم الانتقالي وقواته المسلحة وأجهزته الامنية في العاصمة عدن.

ولقد كان من ضمن المهام كذلك تشكيل خلايا قادرة على تنفيذ عمليات إرهابية في عدن تهدف إلى زعزعة استقرار العاصمة، بالإضافة إلى رصد وتتبٌع تحركات عدد من القادة الأمنيين والعسكريين الجنوبيين البارزين.

إن في غسل الادمغة ( بالجهاد والاستشهاد ) يتجلٌى تخادم قوى الإرهاب والظلام وتتٌضح بصمتها في مهمة الخلية الارهابية التي تم اكتشافها وتفاصيلها وضبط عناصرها وفقا لما سلف استعراضه وعلى نحو ما طالعتنا به صحيفة الأيام الغرٌاء في عددها ليوم الاحد ١٥ نوفمبر الحالي وما تداولته مواقع التواصل ومجموعات الواتسآب.

فيما الإرهابي امجد خالد وبحسب ما تم تداوله ايضا يتحصٌل على دعم مالي ولوجستي مستمر، إذ يقوم بتوفير رواتب شهرية ثابتة بالعملة الأجنبية للعناصر التي تم تجنيدها وتغطية كاملة لمصاريف النقل والإقامة، ناهيك عن كونه - امجد خالد - قد وجٌه تلك العناصر بعد انتهاء تدريبهم بالعودة إلى عدن وتسليم أنفسهم طواعية للسلطات الأمنية عبر وساطات كجزء من ( عملية تمويه مدروسة تهدف إلى تأمين تحركاتهم مستقبلاً عند البدء بتنفيذ العمليات الإرهابية المطلوبة منهم) ولعلٌ في هذه الجزئية ما يؤكد حجم خطورة المؤامرة ووجود بصمة عقل استخباراتية ليس بحسب اعلاه، ولكن ايضا في اختيار التوقيت تزامنا مع ما يعانيه الناس من جحيم سوء احوالهم المعيشية والخدمية وانقطاعات الكهرباء والماء والمرتبات، باعتبار أوضاع هكذا تساعد على مزيد من الارباك وتشكٌل مناخا مناسبا للتنفيذ.

تحية صادقة ومخلصة للعيون الساهرة - لرجال أمن عدن الابطال على ( كشف الجريمة قبل وقوعها)...