كتابات وآراء


الخميس - 03 مايو 2018 - الساعة 06:18 م

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


سحابة (غمامة) سوداء مشؤومة حلقت وكتمت سماء الجنوب فجر السابع من يوليو 1994م. - وبدأت تنفت بسمومها المميتة على كل كبدا رطبا وكل ما هو حي من إنسان وحيوان وأرض وبحر وشواطئ وجبال وبيئة. ... - وامطرت ماء ملوثا أبت ، وبكل كبرياء وهمة، أن تشربه أو تبلتعه أرض وتراب الجنوب الطاهرة والنظيفة المقدسة برغم عطشها وظماها المنهك... - ماء هطل لم يتذوقه أو يرشفه أي جنوبي حر أبيا - ماء بدأ يتجمع في سدود احواضها وجدرانها العمالة المطلقة - ماء ...أفسد الحقل والارض. - غيوم مشحونة بالكراهية والحقد والغدر والتامر والخسة هبطت قسرا ، غير مرحبة بها، من عدن الى باب المندب ومن عدن إلى المهرة .... - ماء حمضي التكوين لأجل حلحلة وتمييع واذابة الكثير والكثير من العادات المؤروثة الرائعة والأخلاقيات الحميدة المتجذرة ؛ ولكن هيهات وألف هيهات. - أجواء مبلدة بقطرات الفساد بكل أشكاله وأنواعه واحجامه واوزانه وجهت لكل البنيات الأساسية وهياكلها في الجنوب من مؤسسات ومرافق وإدارات. ..خدمات عامة تمس حياة ومعيشة المواطن.. - فساد انهك ودمر مؤسسات تعتبر مصيرية كالتعليم والصحة والقضاء.... - ظلم صارخ فاضح واضح يخطط ويبرمج له بأسلوب ممنهج جوهره العنهجية ضد وإذلال أبناء الوطن. - ولكن... ومع وبكل هذا وأكثر. ...قاوم الجنوبي.
وبدا وان هذا الظلام الدامس والحالك باق ابد الدهر ولكن ولان الخالق جل وعلا شأنه لا يقبل نصا وروحا بمثل هذه حالة " الله نور السموات والارض....،وهو الذي اخرجكم من الظلمات إلى النور".. بدأت بشائر الخير من رياح المقاومة الجنوبية في تحريك نفحاتها المباركة والصلبه وتنفخ خلال غمامة الإحتلال والظلم والقهر ليظهر النور وتصفو السماء. ورأى شعب الجنوب بعضه البعض بكل اخوية ومحبة وتضامن وهدف واحد مشترك... إستعادة دولته الجنوبية بحدود 21 مايو 1990م. النجاحات التي حققتها كل "فصائل الحراك الجنوبي" دون إستثناء في ثتبيت " هدف استعادة دولة الجنوب" كانت تقف على مسافة قصيرة من اعتراف وتفهم أمم ودول العالم . ذلك إن المؤمرات والدسائس ضد مكونات وفصائل "الحراك الجنوبي" انهكته عن "لم الشمل" ضمن "اطار واحد موحد" واضح الاحداثيات لكل من يبحث عن السلام والاستقرار في هذه البقعة الجغرافية والإستراتيجية المهمة من العالم... وادرك شعب الجنوب الصامد والابي ان الوقت قد حان ونضج ليقول ويتحرك ويقرر خطوته المصيرية. فكانت مل خطوته المصيرية. فكانت مليونية " التفويض" للرئيس القائد عيدروس الزبيدي فجر يوم 4 مايو 2017م... وولادة المجلس الانتقالي الجنوبي... الهدف "إستعادة دولة الجنوب".. وفي اقل من عام واحد ولأول مرة منذ اكثر من ربع قرن أعترف العالم ،متمثلا بالأمم المتحدة، بالقضية " الجنوبية" كمفتاح حل لاي تسويات او حلول للوضع القائم في جنوب غرب قارة آسيا والجزيرة العربية... فعلا... فجر يوم 4 مايو 2017م...كان فجرا باسما على قلوب كل الجنوبيين...
وكل عام وأنتم بخير....