الخميس - 12 يونيو 2025 - الساعة 02:51 م
إن هناك أصول مهنية في العمل الامني الفعال ويأتي في طليعتها الاختراق المرتكز على ثالوث الضابط-العميل-المعلومة، إن الضابط ليس الفرد ولكن مجموعة الضباط، فيما العميل ليس الفرد ولكن مجموعة العملاء من يتم تسميتهم بـ((العملاء بالداخل/في إطار الهدف المقصود)) فيما المعلومة هي ذات الأهمية الامنية -الخالية من الدس والتتويه- التي يقدمها العميل للضابط.
إن هذا الثالوث هو مرتكز العمل الامني / الاستخباري وجوهر تنفيذ الاختراق، وفي إطار الثالوث تأتي بقية المتطلبات المادية والفنية واللوجستية الأخرى المكملة لها، إن الاختراق أنواع قد يكون لجمع معلومات. وكمثال اكتشاف المخابرات اللبنانية لقيادي حوثي كان مكلف بدور التنسيق بين الحوثيين وحزب الله، تم كسبه من قبل المخابرات الاسرائيلية، وقدم لها معلومات مهمة عن ذلك، وفقا لما نقلته - عن موقع لبناني- صحيفة الأيام في موقعها الإلكتروني يوم الاربعاء ١١ يونيو الحالي بعنوان (ضبط قيادي حوثي متهم بالتجسس لصالح اسرائيل)، وقد يكون الاختراق لتنفيذ ضربات أمنية وعسكرية تلحق الضرر المادي والجسدي والمعنوي بالآخر، ويتحقق من خلال عددا من الاساليب والوسائل والأدوات المتعارف عليها لدى ذوي الشأن.
إن العمل الأمني/الاستخباراتي وبصورة عامة قد صار اليوم مواكباً ومستفيداً من التطورات العلمية والتكنولوجية وشبكات الاتصال والتواصل واستخدام الوسائل والأدوات الأمنية / الاستخباراتية في تحديثاتها التكنولوجية، وبالاستفادة أيضاً من أجهزة مماثلة صديقة ومن خبراتها وقدراتها تلتقي معها في تقاطع المصالح والأهداف والمساس بذات الهدف، والمثال:
ما حدث لحزب الله في جنوب لبنان ((عملية أجهزة البيجر)) وما حدث في روسيا ((عملية شبكة العنكبوت))،، قراءة ومقاربة لذلك يمكن للمهتمين الاستفادة منها نشرتها صحيفة الأيام الغراء المواكبة للحدث في موقعها الإلكتروني ليوم الأحد ٧ يونيو الحالي بعنوان ((نقاط مشتركة بين عملية شبكة العنكبوت في روسيا والبيجر في لبنان)) للدكتور مروان هائل عبدالمولى.
إن ما ورد في اعترافات أمجد خالد وقدم تحليلاً لها وهيب الحاجب نشرته صحيفة الأيام في موقعها الإلكتروني يوم السبت ٧ بونيو بعنوان ((أبعاد أمنية واستخباراتية وراء خطاب أمجد خالد.. هكذا يخططون لإسقاط عدن)) هي الأخرى - الاعترافات - مفيدة لاطلاع المهتمين عليها، لاسيما وأن بصمات العمل الامني الاستخباري ينطبق عليها لشموليتها من حيث الاعداد التخطيط والتخادم والاختراقات والقوى والوسائل والأساليب والأدوات والأماكن والتغطية كما ورد في اعترافاته، وفي ضوءه ما تم من جرائم إرهابية طالت حياة قيادات جنوبية كما أشار إلى ذلك خضر الميسري في الفيسبوك وأعادت نشره بعض مجموعات الواتساب بالقول ((أمجد خالد شخص ارتبط اسمه بأغلب العمليات الإرهابية في العاصمة عدن وتصفية القيادات والكل يعرفه بهذا الشكل ...إلخ)).
لقد أردنا بهذا الاستعراض/الاجتهاد المتواضع الإسهام في لفت انتباه الحس الأمني لدى العامة والمهتمين وكل ألوان الطيف الجنوبي إلى ذلك لاسيما والتجسس والاختراق والإرهاب لا يستثني أحداً ويطال الجميع. ناهيك وبرأينا - مع الانتباه لأي محاولة للتتويه - ناهيك عن اهمية إخضاع اعترافات أمجد خالد للفحص والتقييم السياسي الأمني/الاستخباري وعلى نحو ما سلف ذكره ولمواصلة واستمرارية النهوض بالأداء الأمني/الاستخباري في مواجهة قوى الأعداء ليس بوسائل وأساليب وأدوات الدفاع ولكن بوسائل وأدوات وأساليب الهجوم ايضا.
وخلاصة القول: لقد صار لدى شعب الجنوب اليوم وأكثر من أي وقت مضى أجهزة وقيادات أمنية واستخباراتية وازنة فاعلة ومقتدرة ومجربة ويركن إليها في تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة في عاصمته التاريخية عدن وفي كل مناطق ومحافظات ربوع الجنوب الحبيب...