كتابات وآراء


الإثنين - 09 أغسطس 2021 - الساعة 10:07 ص

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


- كتبنا عن الدين العام اليمني السأم والقاتل. وفصلنا هذا الدين العام إلى قسمين. الأول هو الدين العام بالعملة الوطنية - الريال اليمني.
- الثاني هو الدين العام اليمني بالعملة الصعبة (دولار أمريكي وخلافه). ويطلق عليه مصطلح دين عام "سيادي".
- "سيادي" لانه مرتبط بالتزامات وتعهدات واتفاقيات بين دولة وحكومة ذات سيادة ومعترف بها و"الدائنين- creditors" من حكومات ومنظمات ومؤسسات إلخ في هذا التخصص والمجال.
- دين عام اليمن السيادي (بالعملة الصعبة ) حتى أواخر عام 2014م قدر بنحو 7 مليار دولار أمريكي. وللأسف لا توجد بيانات رسمية حول الدين العام السيادي بعد هذا التاريخ.
- ورغم إختلاف عملات الدين العام (عملة وطنية وعملات صعبة) إلا أن غرضهم واستخداماتهم وتطبيقاتهم الإقتصادية والمالية فإنها متشابهة إلى حد كبير مالم تكون هي ذاتها.
- ولعل الفارق الواضح والظاهر هو أن الدين العام بالعملة الوطنية يتم تسعيره (نسبة الفائدة ) واكتتابه محليا بمستوى مقبول من الشفافية والإفصاح . اما فيما يتعلق بالدين العام بالعملة الصعبة فألية تسعيره ( نسبة الفائدة ) تكون من الجهة المانحة. كذلك فإن حيثياث الموافقة عليه واعتماده إلى آخر مراحل الحصول عليه تعتبر أكثر تعقيدا مقارنة بالدين العام بالعملة الوطنية. حيث يتطلب ذلك في الدول الحرة والديمقراطية والمستقرة سياسيا وفي معظم الحالات موافقة السلطات التشريعية (البرلمان) على مثل هذا الإلتزام المالي السيادي على الدولة.
- ولكن وفي الدول الشمولية والظالمة والمستبدة وحكم الفرد المطلق ,كما هو حال بلدنا ومنذ نحو 5 عقود, فإن مثل هذه الالتزامات المالية تتم في اغلب الحالات بطرق غير معلنه و/او بأقل درجة من النشر والأعلام. كما لا يتم الإفصاح الشامل الرسمي والفعلي عن أغراض واهداف هذه القروض السيادية وجهات وأماكن إنفاقها.
- وعليه, وفي مثل هذه الحالات الغير مكتملة في نواحي عديدة , فإن ابرام دين عام سيادي (عملة صعبة) في جنح الظلام من قبل الحاكم المستبد وأدواته السياسية تكون ذو تشوهات هيكلية (اسعارها, ضماناتها, مددها الزمنية,استردادها..إلخ ), ناهيك عن "الغرض/الهدف" "الفعلي والحقيقي" الذي سينفذه ا"لحاكم المستبد والمطلق وحاشيته" في استخدامات "القرض" ; الذي هو بطبيعة الحال سيكون بعيدا كل البعد عن الواقع والحقيقة.
☆الكسندر ناحوم ساك Alexander Nahum Sack(1890- 1955)
-كان.استاذ ( فقه jurisprudence)
فلسفة التشريع وعلم القانون وخبير في القانون الروسي. درس في جامعة القديس بيترسبيرج Saint Petersburg University. وعقب الثورة البلشفية غادر روسيا عام 1921م إلى إستونيا (لم تكن جزء من الاتحاد السوفيتي بعد) كمستشار مالي للحكومة الاستوانية.وخلال الفترة 1925 إلى 1929م تنقل للعمل في كل من باريس ولندن. وفي العام 1930م أستقر به المقام في الولايات المتحدة حيث درس في اقوى وأشهر الجامعات الأمريكية حتى العام 1943م. وحتى العام 1947م عمل كخبير قانوني لوزارة العدل الأمريكية.
- ولكن أشهر ما عرف عن الكسندر ساك كونه من أسس [نظرية الدين الشائن- Odious Debt Doctrine ].
- وتعرف على أنها نظرية قانونية محتواها:
" أن الدين العام والذي تكبده نظام مستبد لا يكون واجب النفاذ (اي الدفع ) من قبل النظام الذي يعقبه.
وان النظام المستبد استخدم أموال هذه الديون لثتبيت وتقوية وابقاء أركانه حكمه المستبد وزبناته عن طريق قمع الحريات العامة والاختلاس والسرقة..إلخ ,وليس لصالح خير ورخاء وتقدم ورقي مواطني الدولة.
- وعليه, فإن هذه النظرية تعتبر مثل هذه الديون,ديون شخصية للنظام البائد الذي تكبدها لوحده ولنفسه, وليست ديون على الدولة أو شعبها من بعد (زواله).
- ياترى كم من الدين العام اليمني بالعملة الصعبة (السيادي) القائم منذ أواخر العام 2014م والمقدر بنحو 7 مليارات دولار أمريكي يعتبر "دين شائن " ? ربعه ام نصفه ام اكثر من ذلك ?