تقارير ومتابعات

الأربعاء - 12 أغسطس 2020 - الساعة 04:43 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

كثيرة هي القصص والمآسي المحزنة التي خلفتها آله الموت الحوثية بحق المدنيين في محافظة الحديدة، حيث تعددت أساليب الإجرام بين الاستهداف المباشر وقصف الأحياء والقرى السكنية وزراعة الألغام والعبوات الناسفة في الطرقات والمزارع والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين من أبناء الساحل الغربي.

الأطفال في الحديدة قصة ذو شجون فلم تشفع لهم طفولتهم وصغر سنهم أمام إجرام الحوثيين فقد طالتهم المآسي واختطفت طفولتهم، كما فعلت بالطفل عبدالله أحمد علي مهيم.

الطفل المعاق عبدالله أحمد علي مهيم البالغ من العمر 13 عاما، من أبناء منطقة الحيمة بمديرية التحيتا جنوب الحديدة، شاهد على إجرام ودموية المليشيات الإرهابية، فقد اخذ لغم حوثي قدم عبدالله ويده اليمنى وعينه برفقة أخيه الذي انفجر بهما اللغم وجعله أسير المنزل طريح الفراش.

يروي الطفل عبدالله قصته مع إجرام المليشيات ويقول في أحد الأيام ذهبنا عصرا للعب أنا وأخي، فإذا بلغم حوثي ينفجر بنا، استشهد اخي وأنا بترت قدمي اليمنى ويدي واخذت عيني، بعدها قاموا بإسعافنا إلى المجمع وبعدها إلى عدن لتلقي العلاج.

والد لطفل عبدالله يحكي قصة إصابة ابنه عبدالله واستشهاد ابنه بدر ويقول بصوت مشحب مليئ بالحسرة والألم على أولاده، هذا ابني عبدالله خرج هو واخوه بدر من البيت إلى اللعب وإذا بخبر أتانا أن لغم زرعته مليشيات الحوثي انفجر بهما.

ويواصل والد الطفل، بعد سماعي الخبر ركضت الهث إليهما فإذا بي اشاهد أحد أطفالي ميت والثاني مقطع، حاولت أن أجمع نفسي واتمالكها من أجل إسعافهما فاخذتهما إلى المجمع ولكن بدر كان قد فارق الحياة، وعبدالله مصاب بجروح بليغة بعدها تم نقله إلى مستشفى المخا ومنها تم تحويله إلى مدينة عدن لتلقي العلاج.

ويضيف والد عبدالله، أن ابنه ظل في مستشفيات العاصمة عدن يتلقى العلاج لمدة أربعة أشهر وبعدها قمنا بالرجوع إلى منزلنا واستكمال العلاج له ولكنه فقد قدمه اليمنى ويده وإحدى عيناه بسبب إجرام المليشيات الحوثية.

ويتساءل والد عبدالله، ما هو الذنب الذي عمله ابني ليواجه هذا المصير المحزن والذي افقده طفولته وبراءته بسبب الغام الحوثيين الذين زرعوها في كل المناطق والطرقات وجعلوا المواطنين والأطفال يواجهون هذا الإجرام الذي لا يستثني أحدا.

واصبح الطفل عبدالله ومئات الأطفال الذين حرمتهم المليشيات الحوثية طفولتهم وجعلتهم يعيشون حبيسي منازلهم ولا يستطيعون التنقل والحركة بشكل طبيعي، يواجهون خطر وإجرام الحوثيين ويدفعون طفولتهم مقابل ذلك الإجرام.