تقارير ومتابعات

الثلاثاء - 04 أغسطس 2020 - الساعة 06:15 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / خاص

حولت جماعة الحوثي حياة المواطنين في محافظة الحديدة إلى جحيم لا يطاق، وزادت من وضعهم المعيشي سوءاً كلما طالت مدة الهدنة الأممية الهشة، وبات كل المدنيين العزل بمختلف فئاتهم يواجهون خطر البشاعة الحوثية، فلم يعد هناك مكان آمن يضمنوا فيه البقاء على قيد الحياة، فقد أصبحت دماءهم تستباح داخل منازلهم بفعل القذائف الحوثية التي تتساقط على رؤوسهم وتتهاوى على منازلهم، وتزهق أرواحهم بالرصاصات الغادرة، وتتربص بهم ألغام الموت الحوثي المدفونة تحت التراب، وباتت حقوقهم الطبيعية مختطفة ولا قيمة أو معنى لها عند المليشيات الإيرانية.

– جرائم حرب دموية

يضيف السجل الحوثي الدموي الحافل بالجرائم كل يوم جرائم جديدة بحق المدنيين في الحديدة، فبينما سقط 82 مدنيا بين شهيد وجريح بينهم نساء وأطفال في أنحاء متفرقة من المحافظة خلال أشهر مارس وابريل ومايو من العام الجاري، إذ يغادر شهرا يوليو ويونيو بأرقام جديدة من الضحايا الذين سالت دماءهم دون أي ذنب اقترفوه.

ووفقاً لمصادر طيبة، فقد استقبلت المستشفيات في المناطق المحررة بالساحل الغربي خلال شهري يونيو ويوليو (44) ضحية من المدنيين بين شهيد وجريح بينهم (17) طفلا وامرأة، سقطوا بفعل آلة القتل الحوثية.

وبحسب المصادر، فإن من بين الضحايا (11) شهيدا سقط منهم (2) بقذائف الهاون، و (6) بألغام وعبوات ناسفة، و (1) بطلق ناري قناصة و (2) بصاروخ حراري، اما الجرحى فقد بلغ عددهم (33) منهم (8) أصيبوا بشظايا قذائف الهاون، و (7) بانفجار ألغام، و (13) بطلق قناصة، و (5) تفاوتت إصاباتهم بسلاح م.ط 23 والأسلحة المتوسطة.

وتعد هذه الأرقام التي توثق جرائم ميليشيات الحوثي بحق المدنيين في الحديدة، بعضا "فقط" فآلة القتل التي تخدم مصدريها في إيران تعمل باستمرار طوال الليل والنهار.

– خسائر مادية

لم تخلف عمليات القصف والقنص والإستهداف الحوثي الإرهابي خسائر بشرية فقط، بل امتدت آثارها المدمرة لتشمل المنازل والممتلكات وشردت العائلات وجعلت بعض القرى خاوية على عروشها.

حيث تضررت (7) منازل بأضرار بالغة خلال شهري يونيو ويوليو في مديريتي حيس والتحيتا منهم منزلان تعرضا لحريق تسبب بإتلاف كامل الأثاث والملابس، ومنزلان آخران حولتهما القذائف إلى ركام، إضافة إلى ذلك فقد احترقت مزرعة مواطن في التحيتا بنيران أسلحة الحوثيين.

ومن الخسائر التي مني بها المواطنين تضرر محطة للمشتقات النفطية لأحد التجار في التحيتا، ومحل لمواطن في حيس، وإعطاب شاحنة نقل وحافلة ركاب لمواطنان كانا يتخذان منهن مصدراً للرزق واستشهدا بداخلهن إثر انفجار عبوات ناسفة، علاوة على إعطاب ثلاث درجات نارية.

ونتيجة للخطر الحوثي الذي يحدق بالمدنيين من كل جانب، فقد شهدت بعض المناطق موجة نزوح جماعي للأهالي تاركين خفلهم منازلهم ومحلاتهم ومزارعهم ومنها منطقة بني الجناني ومنطقة الجروبة بمديرية التحيتا، وأصبحت تلك المناطق خالية على عروشها وتطمرها الكثبان الرملية، إلى جانب نزوح مئات العائلات من مختلف مناطق الحديدة.

– جرائم آثمة

وتعدت الجرائم الحوثية إلى بيوت الله ومساجد العبادة فقد سقطت قدسيتها من قواميس المسيرة الإيرانية، كما سقطت حرمة دماء المدنيين، ولم يسلم من شرها الأموات كما لم يسلم منها الأحياء منهم فقد تم الاعتداء عليهم إلى مقابرهم.

فخلال الشهرين الماضيين تعرض مسجد البلاكمه ومسجد الرحمن بمديرية التحيتا، ومسجد بيت مغاري في حيس لقصف مدفعي من قبل الحوثيين، مما تسبب في إلحاق أضرار ودمار في نوافذ وأسطح ومنارات المساجد.

واخذت مقابر المشعشع بمدينة التحيتا نصيبها من الانتهاكات الحوثية حيث طالتها نيران أسلحة المليشيات وخلفت دمار في سور المقبرة.

ومع إستعداد الأهالي في جنوب حيس بالابتهاج بعيد الأضحى المبارك، سارع الحوثيون لفرض حصار خانق على قرية ظمي بقطع الطرق الترابية، ومنعوا المدنيين من أهالي القرى الريفية المجاورة من التنقل من وإلى مركز المدينة التي تعد شريان الحياة، وقد سبق هذه التعسفات تهجير أهالي قرية دار المساوى قسراً ونهب منازلهم وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، وقبلها كانت المليشيات قد أغلقت المنفذ الرئيسي لمفرق سقم وعطلت حركة الشاحنات التجارية، لتحرم الأهالي فرحة العيد والاحتفال بهذه المناسبة.

– دعارة ودروع بشرية

وتزداد الانتهاكات بحق الأطفال في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من السيئ إلى الأسوأ، واخذت تمثل ظاهرة خطيرة كإنعكاس لأسلوب عناصرها الإجرامية والسقوط الأخلاقي لقياداتها.

حيث كشفت مصادر أن القيادي الحوثي حسن أحمد الجديري المكنى بـ(أبو علي) والذي يعمل مشرف وقائي في شرطة الرعيني بمحافظة الحديدة يعد من أهم القيادات المسؤولة عن شبكات الدعارة والتي يمارسها مع الأطفال بمشاركة بعض القيادات الحوثية، فضلاً على قيامه باعتقال الشباب والزج بهم في جبهات القتال.

وفي سياق الجرائم الجسيمة بحق القاصرين قامت المليشيات بواسطة مشرفيها المدعوان أبو فارس عريك وأبو فيصل جعاشي باستقطاب الأطفال من أبناء منطقة المحجر وحاضية جنوب الحديدة مقابل عشرون ألف ريل لكل طفل في استغلال رخيص للفقر والظروف الصعبة التي يمرون بها.

أما المسنين كان لابد من أن تجد منهم مليشيات الحوثي منفعه؛ وقد وجدتها فعلاً في الدريهمي، حيث وظفت المليشيات 80 مواطنا معظمهم من كبار السن دروعا بشرية بالمدينة بعد أن منعتهم من النزوح وقامت باحتجازهم داخل منازلهم التي تحصنت فيها، بحسب ما أكدته مصادر خاصة في مركز المديرية.

– نهب مساعدات النازحين

مليشيات الحوثي لم تدع جريمة إلا وارتكبتها في الحديدة، فمن قصف عشوائي وقنص واستحداث مواقع عسكرية في الأحياء السكنية وتهجير ساكنيها وزراعة حقول الألغام والعبوات الناسفة والتطاول على المقدسات والمقابر وتجنيد الأطفال وممارسة الدعارة، إلى نهب مساعدات النازحين، حتى تكتمل فصول الجرائم.

فقد قبضت اليد الإيرانية على (72) خزانا بلاستيكيا مقدمة من مؤسسة خيرية كويتية إلى النازحين في مديرية اليزيدية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، ليتم بيعها لتاجر مرتبط بصفقات فساد.

كما قامت المليشيات بخطف المساعدات من أفواه النازحين في مديرية المنصورية التي قدمتها المجموعات التجارية، وفرضت على مسؤولي مركز توزيع المساعدات تسليم مرتبات 22 من عناصرها في مديرية الضحى.

– مأساة إنسانية وصمت دولي

لم تترك مليشيات الحوثي لأهالي الحديدة طعم للحياة والعيش الكريم، فهناك آلاف القصص والروايات التي تتحدث عن معاناة العائلات في الحصول على الماء والغذاء والمأوى والأمن والاستقرار جرّاء الممارسات الإجرامية التي تقوم بها مليشيات الحوثي منذ انطلاق الهدنة الأممية، وأصبح الأهالي في الحديدة بين مطرقة الجرائم الحوثية وسندان تواطؤ الأمم المتحدة الراعية للهدنة الأممية التي ولدت معاقة.