تحقيقات وحوارات

السبت - 28 يوليه 2018 - الساعة 11:48 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / تقرير خاص

يتواصل منذ حوالي أسبوع تدهور الأوضاع المعيشية في العاصمة عدن، تارة من خلال انعدام المشتقات النفطية وتارة أخرى في استمرار تدهور العملة المحلية مقابل النقد الأجنبي مما ترتب عليه ارتفاع قاتل في أسعار السلع الغذائية الأساسية ولعل أبرزها الأسماك التي تكتنزها بحار البلاد.

وارتفع سعر الكيلو السمك ارتفع مسجلاً رقماً قياسياً على مر الدهر (الكيلو ب5000 ريال)، وسعر الحبة البيض ارتفع إلى أكثر من 50 ريالاً، وبعض محلات الصرافة أغلقت بسبب ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية التي سجل خلالها الدولار ارتفاعاً غير مسبوق خلال يومين فقط، ليقفز سعر صرف الدولار الواحد من 480 ريالاً ليصل إلى حوالي أكثر من 515 ريالاً.

وبات بعض المواطنين يرون تردي الأوضاع بات يتطلب ثورة عارمة تطيح بفساد حكومة العائلات (حكومة أحمد بن دغر)، الملطخة بالفضائح المتوالية على مسامع المواطنين ومنها فساد الحكومة في التعيينات السيادية لأفراد عائلاتهم.

بعض النشطاء الاجتماعيين أطلقوا حملة لمقاطعة شراء المشتقات النفطية التي مازالت منعدمة وتباع في السوق السوداء بأسعار خيالية، وكذا مقاطعة شراء الأسماك والبيض وبعض السلع الغذائية الأساسية التي أصبح المواطن لا يقدر على شرائها والوصول إليها ولسان حاله يقول ( قدام عنينا وبعيد علينا ).

وشهد يوم الثلاثاء الماضي خروج مسيرات جماهيرية أمام مبنى محافظة عدن، وذلك لضبط التلاعب الحاصل في سعر الصرف وأسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية.

وصفحات التواصل الاجتماعي أصبحت تعج بالدعوات لمقاطعة شراء البيض والأسماك والبترول ومطالبة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بضرورة تغيير حكومة الفساد وإعلان تشكيل حكومة كفاءات تضمن للمواطن العيش في عاصمة يقال إنها تحررت منذ ثلاث سنوات، وحقيقة الأمر أنها مازالت تعاني الحرب من نوع آخر وهي الحرب الاقتصادية.

ومع كل هذا التزاحم في الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية، كان لابد من استقصاء رأي الشارع حول هذه الكارثة التي ستؤدي بالمواطن إلى حافة الانهيار أو الموت السريع.

عبدالله محمد أبو ماجد يتحدث عن ارتفاع الأسعار الجنوني واختفاء البترول والديزل ويقول : أسرتي في المنزل مكونة من 12شخصاً، وشخصان اللذان نعمل فقط ورواتبنا أصبحت لاتكفي في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها هذه الأيام، للمرة الثاني على التوالي خلال أقل من أربعة أشهر يرتفع سعر الصرف ويختفي البترول والديزل ولم نعد نستطيع أكل السمك أو الدجاج بسبب ارتفاع السعر، لم نعد نأكل البيض منذ ما يزيد عن أسبوع رواتبنا ما زاد فيها حتى 10 ريال لتغطية ارتفاع الأسعار الحاصل، وضع عدن أصبح أسوء من قبل الحرب وفترة الحرب نفسها، أصبحنا نموت بسبب إهمال حكومتنا للشعب، وبسبب فساد حكومتنا التي لاتهتم إلا بنفسها والشعب عادي لو يموت.

أما عفان عثمان طالب جامعي يصف لنا الوضع العام الذي يعانيه المواطن والوطن بالقول: أصبحت أوضاع البلاد متدهورة بصورة كلية، والجميع يعلم بما يجري من ارتفاع سعر صرف الدولار وغيره من العملات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية حتى الخضروات والأسماك أصبحت أسعارها نار، والبترول والديزل يوم تجده في المحطات وأسبوع إلى عشرة أيام غير متوفر، وحكومتنا صامتة عن كل هذا، فالوضع بات يحتاج إلى بذل جهود على أرض الواقع والعمل بضمير يخدم الوطن ووضع كل الحلول التي تتناسب بشكل منظم من قبل المختصين للخروج من هذه الأزمات بإذن لله تعالى، ونقولها للجميع (نعم لوطن يتسع للجميع بعدل ومساواة والحق ما يضيع).

ومن جهتها تحدثت الأخت عبير الغرابي حول الأوضاع المتدهورة في العاصمة عدن قائلة: ارتفاع الأسعار يعتبر مرحلة تؤدي إلى تدهور نفسية المواطن وتتكون في داخله كتلة من السلبية بسبب فساد البلاد، وكل هذا يفرز معاناة متفاقمة بين أوساط الناس بشكل عام، كما ألحق ارتفاع سعر الصرف داخل عدن تأثيراً على العمالة في كل المحلات والمطاعم والأماكن المختلفة، كما أصبح المواطن في عدن راتبه ما يكفيه هو وأسرته ولا يمتلك دخلاً ثانياً ليوفر الغذاء لأسرته وأيضاً انعدام المشتقات النفطية وارتفاع سعرها المتزايد يؤدي إلى ارتفاع سعر المواصلات وهناك ناس ما تستطيع تدفع للسائق أجرة نقلها.

كما أن الحكومة في وادي والمواطنين المتضررين في وادي ثاني، ورب الأسرة يشعر بقهر كبير عندما ما يقدر يدفع حق حبة دجاج التي وصل سعرها إلى 2000ريال، والخضار أيضاً ارتفع سعرها، وهناك ناس لا تملك في بيوتهم وقود للطبخ لارتفاع سعر الغاز وتدهور المعيشة في عدن، أما تدهور العملة فهذا الفساد بكله لأن تدهور العملة يعني تدهور البلاد ويولد الانحرافات الأخلاقية وارتفاع معدل الجريمة في المجتمع، ونتمنى أن يكون هناك حل لإخراج البلاد من هذه الأزمات المفتعلة، كون المواطن يعاني كثيراً، ويجب على رئيس الجمهورية أن يعيد الأمور إلى نصابها وأن يحاسب كل المقصرين من كبار المسؤولين.

وبدورها تقول الأخت أم أكرم: إن الأوضاع التي تعاني منها عدن وأهلها من بعد الحرب تسير بعدن وأهلها إلى الهاوية، وإلى أوضاع غير مسبوقة من قبل ولم يعرف أهل عدن هذا الغلاء والفوضى والسلوكيات الغير سوية التي تزايدت بشكل ملحوظ والجريمة بأنواعها وانقطاعات الكهرباء والمياه والغلاء الفاحش مقابل ضعف دخل الأسرة الذي لا يكفي لسد الحاجات الضرورية.

واعتبرت أن أهم سبب لكل هذه الأزمات هو عدم وجود جهات رسمية مسؤولة تقوم بمحاربة كل هذه الظواهر التي تثقل كاهل المواطن، حتى أصبحت المدينة والسكان يعانون من الغلاء الفاحش في ارتفاع أسعار السلع الغذائية والخضار والمواصلات، وذلك يعود إلى ارتفاع سعر صرف العملات الأجنبية وهبوط الريال اليمني، وبالتالي فان مشاكل كثيرة تترتب على عدم الرقابة والمحاسبة ويجب أن يضع المعنيون حلولاً عاجلة لكل هذه الأزمات المفتعلة ضد المواطن.

ومن ناحيته الفنان الشاب أيمن اليامي وضع مقارنة بين الأوضاع المتدهورة في عدن ومدن أخرى تشهد أوضاعاً أفضل منها حالاً، وقال ينبغي أن تعود عدن إلى وضعها الطبيعي وتشهد تحسناً في الخدمات وأسعار المواصلات والملابس والمواد الغذائية والسلع المختلفة، وكذلك يجب أن يحدث استقرار في أسعار صرف العملات والمشتقات النفطية وأن تعيش بأمن واستقرار بعيداً عن أصوات الأعيرة النارية، وانتهاء ما نعيشه في عدن من خلال اننا نبات على سعر ونصحي على سعر نار يجيب لك الجنان.

وأخيراً يقول الناشط المجتمعي المهندس هاني مليكان: منذ تحرير الجنوب والشعب يأمل الكثير من الحكومة الشرعية، واستبشرنا خيراً بأن تتحسن أوضاع الشعب الجنوبي وينال كل ما كان يناضل من أجله ضد قوات عفاش، ولكن للأسف كل يوم يمر والشعب بالجنوب يعاني المر واليأس من بعد حكومة الفساد حكومة الشلة التي كانت تحكم بعهد عفاش ومن ثم انقلبت تحكم بعهد الشرعية الفاسدة.

وأضاف الدبة البترول كان سعرها بـ 1300ريال خلال عام 2010، وحالياً بلغ سعر الدبه البترول 7000 ريال، ناهيك عن عدم استلام الراتب الذي هو المصدر الوحيد للشعب بالجنوب، فهناك كوادر من أبناء الشعب الجنوبي لا يستلمون رواتبهم بانتظام والبعض منهم يستلم حق شهر وستة شهور بدون راتب في بعض المرافق الحكومية، ويقابل ذلك غلاء بأسعار المواد الغذائية التي ارتفعت بشكل جنوني وبدون رقابة من جانب حكومة الفساد، فالمواطن البسيط يتحمل على عاتقه ثقلاً كبيراً لأجل العيش من خلال مواجهة ارتفاع أسعار السلع الأساسية في وقت بات الراتب لا يفي بتلك المتطلبات.

وأختتم بقوله: مع الأسف هناك لصوص قابضين على زمام الأمور بحكومة القساد التي همها الأول تعطيل الحياة بالجنوب من خلال افتعال الأزمات بين كل فترة وفترة وعدم إيجاد حلول لهذه المشاكل التي أنهكت المواطن البسيط والذي طفح به الكيل من كل الوعود الكاذبة من حكومة الشرعية الفاسدة.