تحقيقات وحوارات

الخميس - 19 يوليه 2018 - الساعة 03:25 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن برس / تقرير خاص

لم تشهد المحافظات الجنوبية منذ أعوام مضت أية أزمات خانقة أو ارتفاع لأسعار المشتقات النفطية إلا بعد العام 2015.

حيث شهدت العاصمة عدن منذ ذلك العام تذبذباً في أسعار المشتقات النفطية، فبعد أن كان السعر ثابتاً على (3700) ريال يمني للجالون الواحد سعة – 20 لتراً – حدث اضطراد في ارتفاع السعر بزيادة قدرها 300 ريال على القيمة الفعلية السابقة، ثم وصل السعر إلى (4000)، وخلال فترة وجيزة قفز إلى (4500) للجالون سعة (20) لتراً، أما اليوم فإن السعر أصبح (6600) ريال للجالون سعة (20) لتراً، وقبل حوالي ثلاثة أيام فقط ومع اختفاء المشتقات النفطية من المحطات الحكومية انتشرت أخبار حول زيادة سيشهدها سعر جالون المشتقات النفطية، فهناك من يقول: إن سعر الجالون سيرتفع إلى (7400) ريال، وهناك من بحث عن البترول والديزل في المحطات الحكومية، لكنه لم يجده إلا في المحطات الخاصة.

لهذا كان لابد لنا من النزول الميداني إلى بعض المحطات التموينية للمشتقات النفطية - ونحتفظ بأسماء بعض العاملين فيها الذين أدلوا لنا ببعض المعلومات - .. كما أردنا أن نستطلع آراء بعض المواطنين.

نزلنا إلى مديرية الشيخ عثمان وتحديداً إلى فرزة الهاشمي حيث يقبع الكثير من تجار السوق السوداء، وسألنا عن أسعار دبة البترول .. فكانت الأسعار مختلفة، تبدأ من (10 ألف ريال) للدبة، وتنتهي بـ (15 ألف ريال)، والسبب أن بعض بائعي السوق السوداء يخلطها بالتينار - مادة خاصة بتخفيف طلاء الحائط.

وأثناء سؤالنا لأحد الباعة واسمه (ع.ح) قال لنا بالحرف: يا أخي نحن قمنا بتعبئة سياراتنا ومن ثم أفرغناها لدبب قبل فترة لما عرفنا من بعض العمال في المحطات إنهم سيرفعون السعر، قاطعته وهل أبلغوك العمال فقال لي: واحد صاحبي يشتغل بالمحطة وكلمنا، فسألته هل في أحد يشتري منك بهذا السعر فرد وبكل برود من عجبه سعري وهو محتاج اشترى والذي ما يعجبه يشوف غيري.

تقدمت إلى إحدى الصيدليات المفتوحة هناك وسألت صاحبها (محمد عبده) هل لديك مولد كهربائي، قال نعم ومشترك فيه أنا والمحل الذي بجانبي، فقلت له بكم أخذتم الدبة، قال والله يوم الأحد العصر قمت بتعبئة دبتين من المحطة بـ 6600، وذلك احتياطاً، لأن بلادنا أصبحت كل ساعة في حال مرة موجود البترول وأسبوع عشرة أيام غير متوفر، ما عاد عرفنا من غريمنا في ارتفاع سعر البترول هل هي الحكومة أو التاجر المورد.

الأخ نائل محمد التقيناه بالصدفة في سوق الشيخ واستوقفناه لنسأله عن ارتفاع واختفاء سعر البترول فقال (نحن شعب نستاهل ما يجري لأننا ساكتين عن حقنا من هذه الحكومة، تعبنا من كل هذا الغلاء سواء في المعيشة أو في الأكل والشرب أو البترول والمواصلات، الشعب لازم يثور على حكومة الفساد في معاشيق لأنها عايشة في الرياض بين المكيفات والآن داخل معاشيق ولا يشعروا بنا، الشعب أصبح يعاني الكثير وأيضاً من الفقر بسبب انقطاعات الكهرباء وانعدام المشتقات وارتفاع أسعارها بين فترة والثانية وفوق هذا كله ما في أي زيادة في مرتباتنا).

الأخت أم صبري عوض، تحدثنا معها وهي تنزل من حافلة هايس وسألتها كم أخذ منك أجرة أختي، قالت 250 وأني كنت أدفع لغاية يوم السبت الماضي 200، ولما قلت ليش يا أخي قال الدبة البترول نشتريها من السوق السوداء بـ (10 ألف)، سألتها من فين ركبتي الحافلة قالت من خورمكسر.

وأردفت تقول (حكومتنا الفاسدة مصممة تعطي للتاجر (.....) الحق في أنه يبيع لها البترول بأسعار مرتفعة وعادها كمان تحايل به.

قاطعنا أحد المارة في الشارع وهو رجل في الستين من العمر تقريباً، وقال ايش معاكم تسألوا الناس وتزيدوهم، وجع قلنا له يا حاج كنا نريد نعرف لماذا ساكتين على ارتفاع سعر البترول والديزل وأسعار المواصلات، ضحك في وجوهنا وقال (إذا كان العلة في الرأس ما في فائدة بالبدن)، قاطعناه كيف يعني، قال: إن كان والرئيس عبدربه منصور هادي، موجود في عدن وهذا اللعب في أحوال الناس ما يعرفه فعلى الدنيا السلام.

ركبنا حافلة أخرى إلى كريتر لنختبر سعر المواصلات ونجري بعض اللقاءات هناك وأثناء نزولنا من فوق الحافلة سألنا السائق كم أجرتك قال 250 ريالاً، قلنا له لماذا وعاد الدبة 6700 الديزل، قال لنا هذا كان قبل خمسة أيام لكن أمس قمنا بتعبئة الدبة بـ 8000 ريال من السوق السوداء دفعنا الـ 250 ونحن صامتون ونزلنا الميدان في كريتر، وقلنا نسأل أصحاب المحلات فوقفنا أمام محل بيع عصير الليم في كريتر، وسألنا أحد الجالسين (أحمد سعد الدين)، هل في بترول في المحطات قال والله ما عندي سيارة، قلنا له طيب ما عرفت أن المواصلات ارتفع سعرها، قال قدنا متعودين على الظلم داخل هذه البلاد المصيبة أن هذه المرة الرئيس هادي، موجود في عدن والناس ساكتة والحكومة تلعب بحقارة.

خطر في بالنا أن ننتقل إلى صيرة حيث البحر، وأكيد سنلتقي مجموعة من الصيادين ونسأل عن البترول والديزل كيف يقدروا يوفروه يومياً.

وصلنا صيرة والتقينا بأحد الصيادين، وقلنا له كم الكيلو الصيد الثمد، أجاب بـ(5 ألف) ريال، في الحقيقة شعرنا ونحن نسأل عن سعر كيلو لحم بلدي، فسألناه سؤال آخر ولماذا ارتفع سعر الصيد هكذا مع أنه متوفر كثيراً في بحر صيرة، قال الديزل شبه معدوم والآن موسم رياح ونستهلك كثير ديزل عشان نقدر نصطاد في العمق مش معقول نبيع بخسارة ونحن معانا أهل نشقي عليهم وماذا سنكون نحن أمام "هوامير معاشيق"، ثم صمت البائع وغادر.

عقبها غادرنا كريتر صوب مديرية المنصورة، وهناك التقينا مالك محل انترنت، فسألناه عن انقطاعات الكهرباء وكيف يتصرف والبترول أصبح شبه منعدم في المحطات الحكومية ومتوفر في بعض المحطات الخاصة فقال لنا (قبل خمسة أيام أبلغنا شخص معروف معنا يعمل في محطة (....) وقال لنا عبوا بترول قادمين على أزمة وفعلاً قمنا بتعبئة سبع دبب بترول ب (46200) لأن سعر الدبة 6600 وأنتم عارفون أنه مع انقطاع الكهرباء المتكرر لازم نشغل المولد عشان نطلب الله في محلي وإلا با أموت جوع، قاطعناه طيب هل مع ارتفاع سعر البترول تغطي نفقات تشغيل المحل، قال والله اشتغل برأس المال وخايف أنه يطلع الخبر صحيح أن الدبة سترتفع إلى 7400 ريال والله سأقوم بإغلاق المحل وبا أموت جوع لو حصل هكذا.

أختتمنا جولتنا الاستطلاعية في إحدى محطات المنصورة وسألنا أحد العاملين هل متوفر البترول؟

رد العامل: قدك تشوف المحطة طافي يعني ما فيش بترول.

سألناه متى سيتوفر؟

فرد العامل كل يوم يقولوا بكرة.

سألناه كم سعر الدبة؟

وبكل تأفف رد قائلاً فين عايشين أنتم قدكم عارفين أن الدبة بـ 6600

قلنا له أصلاً قالوا احتمال يرتفع إلى 7400؟

رد العامل إلى الآن كله كلام والله يستر.

هذا هو حال شارعنا وحياتنا اليومية ومصالحنا التي أصبحت لا يمكن أن نقضيها إلا بوجود البترول لكن الأسئلة كثيرة ...

هل يعلم رئيس الجمهورية بحال المواطن؟

ولماذا سعر الدبة البترول في محافظة مأرب بـ 3700 ريال بينما في العاصمة عدن وصل إلى 6600

والأهم من هذا وذاك إلى متى سيستمر هذا الوضع المزري في عدن؟

ألا يعلم الكبار أن الشعب إن ثار لا يمكن أن يردعه أي سلاح.

نسأل الله السلامة للبلاد والعباد من حكومة الفساد.