كتابات وآراء


الإثنين - 16 يوليه 2018 - الساعة 05:28 م

كُتب بواسطة : أ. د. عبدالناصر الوالي - ارشيف الكاتب


هل نحن واضحين؟

نعم. نحن واضحين جداً ومع الجميع.

يمر شعب الجنوب في هذه الأيام بأكثر الأوقات حرجاً وصعوبةً، اليوم الحل على الأبواب، ضاقت على الأعداء الطرق والوسائل، لم تعد لديهم حيلة في اليد لابقاء الجنوب أسير اطماعهم واهوائهم، اليوم اصبح للجنوب قيادة سياسية موحدة تضم معظم الطيف السياسي الجنوبي ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي ومنفتحة على الجميع.

أصبح لدينا جيش نظامي مدرب يضم قوات الحزام الأمني والنخب الأمنية والكثير من وحدات الجيش الجنوبي القابضة على الجمر ولكنها جنوبية الانتماء والهوى، وأصبح لدينا رجال مقاومة جنوبية ممن خبرتهم حرب ومعارك 2015 م وما قبلها، نعم عادوا إلى مواقع العمل والدراسة والإنتاج ولكنهم جاهزون وشعارهم ( ان عادوا عدنا).

أصبح لدينا علم مؤقت نقاتل ونحيا تحت ظله، لدينا نشيد وطني مؤقت نهزج به في كل مناسبة، ولَم يتبقى لنا إلا تلفزيون ( يعملون المستحيل لكي لا يعمل. سيعمل) وعملة وهو أمر مقدور عليه ( البنك المركزي أصبح في عدن مستقل عن الموجود في صنعاء).

صفر الاتصالات الدولي أصبح في عدن وهو غير الموجود في صنعاء، باختصار الجنوب أصبح بأيدينا تشاركنا مع صنعاء برضانا وإرادتنا سلمياً واستعدناه حر كامل السيادة برضانا وإرادتنا والكثير الكثير من التضحيات الجسيمة والمريرة والمؤلمة والحزينة ولكننا وهبناها لله وثمناً للحرية.

بقايا نظام صنعاء يحاولون جاهدين فعل أقصى ما يستطيعون لمنع الجنوب من أن ينفصل لاستمرار نهبه واستنزافه ويشاركهم في ذلك بعض الأجانب طمعاً في نفوذ على جغرافيا إستراتيجية أو وهم في نشر دعوة طائفية ويشاركهم أيضاً بعض الأشقاء على صغر حجمهم إلا أن كثرة أموالهم ووقوعهم تحت سيطرة ونفوذ أحزاب وقوى متطرفة ايدلوجياً يعتقدون أنهم بإلحاق الأذى بشعب الجنوب يمكنهم أن يزعزعوا أمن اخوانهم وأشقائهم وأبناء جلدتهم وجوارهم فقط كبريائاً وايغالاً في القطيعة لأسباب لو جلسوا مع أنفسهم ومع بعضهم البعض لزالت على الفور وهي حتماً ستزول طال الوقت أو قصر ولن نجني منها إلا الندم والحسرة.

أما مصالحهم وإخوتهم فشعب الجنوب يحفظ ما مضى ويعرف معنى الوفاء، واليوم تُمارس حرب أخرى على الجنوب من أجل إخضاعه والسيطرة على قراره وهي حرب الخدمات، أيها السادة ان الكهرباء ليست الكرامة وان المجاري ليست العزة وان الراتب ليس الشرف ونحن على استعداد على الصبر على كل شيء ولكن كرامة وعزة وشرف الأمة لن نسمح ولن نصبر أن يمس.

نحن نعاني من الفقر والجوع والمرض ونكاد نهلك وهناك من لا يزال يحلم بأن صبرنا سينفذ وسنركع، لا، لن نركع لهم، أما الحياة والموت فهي بيد الله ولا يمكن للوطن ان يكون ثمن لأي شيء، والان هناك من يملك المال والنفوذ ويجيد اللعب على المصالح الدولية والإقليمية لكي يؤثر على الأمم المتحدة ويحاول أن يستخدمها لمحاولة ترويضنا بالعصا والجزرة.

يدعوننا إلى الحوار ونحن ندعوا إلى الحوار مع كل أهلنا في الجنوب في الداخل والخارج حوار حول إدارة دولة الجنوب وهو حوار سقفه السماء بلا قيد أو شرط، أما حوار حول حقنا في استعادة دولة الجنوب فلا وألف لا ولو وقف ضدنا من هم من في المشرق والمغرب سواء، لن نحاور حول اأي شكل من أشكال الوحدة ولو تجمع علينا الانس والجن فقد دفعنا ثمن لم يدفعه شعب نسبياً على وجه الأرض ولن نرضى بغير الحرية ثمناً له.

28 عام من الاذلال والقهر والقتل والإفقار والإقصاء والتهميش، الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين ومئات الآلاف من الثكالى والأرامل والأيتام والمكلومين، دمار شامل في الاقتصاد والعمران والبيئة.

نحن شعب نكاد أن ننقرض ونهلك ثم يأتي من يطلب منا أن نجرب المجرب ( بس) بوجه جديد مزين ولكن تحت سلطة نفس النفوس المتوحشة والقبيحة، يتحدثون عن مصالح دول الجوار والعالم ونحن نتحدث عن مصالحنا كجزء من الجوار والعالم أيضاً ونعي ذلك جيداً ولكن لن تكون هناك مصالح للجوار والعالم على حساب مصالحنا ولو نفنى جميعاً.

ولن نسمح لأنفسنا أن نمس مصالح الجوار والعالم وليس نحن في موقف يسمح لنا بذلك، ان أمن واستقرار الجنوب وأمن واستقرار الشمال والمنطقة والعالم يكمن في وجود جنوب مستقل آمن حر الإرادة خالي من التوتر العسكري وينعم بالسكينة والسلام الاجتماعي، باختصار أيها الصغار والكبار دعونا نعيش بسلام بما نستطيع وكما نريد، ولله الأمر من قبل ومن بعد، تحياتي.

ملحوظة:

هل نحن واضحين. نعم

نريد استعادة دولة الجنوب لا نظام الجنوب السياسي.

الرئيس عبدربه منصور صمام امان لعدم انهيار الدولة. وهو جنوبي.

الحكومة الذي يرى انها ناجحة فنحن نعتذر له لأننا لا نرى ذلك.

طارق أو علي محسن أو غيره يحارب من أجل استعادة دولته المغتصبه هذا حقه، أنا لا أراهم إلا جزء من منظومة لم تجلب لشعبها إلا الدمار.