كتابات وآراء


الأحد - 15 يوليه 2018 - الساعة 03:33 م

كُتب بواسطة : لطفي شطارة - ارشيف الكاتب


من أضاع الجنوب وأوصلنا إلى هذا الوضع هم جنوبيين .. ومن يرفس اليوم ضد الجنوبيين الذين يريدون الخروج من هذا الوضع هم جنوبيين أيضاً.

الجنوبيون عاطفيون بالسياسة وشجعان بالمنازلة العسكرية .. حققوا الكثير لاستعادة جنوبهم بفضل شجاعتهم ودعم التحالف لهم .. أتمنى في السياسة أن يتركوا الأمور تسير كما سارت منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي قبل عام .. نحن نحمل ملف في غاية التعقيد ووسط حرب إقليمية وأجندات مختلفة .. العاطفة والصراخ والتهييج لن تأتي للجنوب إلا بمزيد من التعقيد .. يجب أن يثق الجميع ويفهم أن الانتقالي يعمل وفق إرادة شعب الجنوب ولن يحيد عنها، وهو صريح بموقفه المعلن مهما حاولت بعض الجهات تشويهه أو التشكيك بمواقفه .. الوضع الذي نمر به متداخل إقليمياً ودولياً وليست حرب بين شمال وجنوب .. ونتمنى من الجميع أن يعي حساسية المرحلة التي تحاول بعض الأطراف السياسية أن تهيج الشارع ضد الانتقالي لتمرير أجندتها وتحويل مشروع إرادة شعب الجنوب في استعادة دولته، إلى مشروع إعادة الجنوب إلى أحضان الشمال وتبعيته على مشروع الأقاليم الستة وتثبت الوحدة بخديعة جديدة .. قلتم في السابق الشماليين ضحكوا علينا .. اليوم التهييج المتعمد بحسن نية أو بتعمد سياسي، فهو يقود إلى إحداث شرخ جنوبي يسهل من وراءه إضعاف الموقف الموحد في استعادة الجنوبيين لدولتهم، والتي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي بكل وضوح وبدون نزق، بل بمسؤولية سياسية عالية يعرفها الإقليم والأمم المتحدة على حد سواء.

العقول التي دمرت الجنوب من الشمال والجنوب هي نفس العقلية التي تهيج الشارع وتهول المواقف، هي ذاتها المصابة بشهوة السلطة والاستحواذ على الثروة وممارسة البابوية السياسية للابقاء على مصالحها في الشمال والجنوب.

الانتقالي الذي جاء بتفويض جنوبي لن يكون إلا مع إرادة شعب الجنوب مهما بلغ حجم التهويل أو التهييج أو التشكيك سواء البريئ أو المتعمد.