كتابات وآراء


الأحد - 15 يوليه 2018 - الساعة 02:55 م

كُتب بواسطة : د. ياسين سعيد نعمان - ارشيف الكاتب


العصبيات التي تفقد شروط التحول إلى حالات أرقى في علاقاتها الداخلية وبمحيطها تتحول إلى عصابات.

هذا ما حدث فعلاً في اليمن.

- عصبية السلالة "والدم النقي" عندما فقدت شروط التحول إلى المواطنة أصبحت عصابة مسلحة للقتل والتفجيرات وملشنة الدولة والعمل بقوة السلاح على تكريس نظام طائفي يعطل بناء الدولة الوطنية لعهود قادمة.

- عصبية القبيلة "والدم الحار" حينما قاومت قيادتها شروط التحول إلى الدولة صارت هذه القيادة عصابة للنهب والفساد والقتل والنخيط وتكسير الدولة واقتسامها، وكان أول ضحايا هذه العصابة هي القبيلة نفسها، فلا هي تحولت إلى دولة ولا هي سمح لها أن تبقى بتقاليد القبيلة.

العصابتان هما أسوأ ما أنتجه حكم المركز "المقدس" طوال قرون تناوبتا فيه حكم اليمن بأدوات العصابة لا بأدوات الدولة، ووظفتا كل اليمن في حروبهما الداخلية والبينية، وحرصتا على بقاء اليمني رعوي في أسلوب حياته وعكفي في أعماقة.

رغم كل ما يبدو عليهما من مظاهر العداوة إلا أنهما يديران مصالحهما على نحو لا يخطر على بال أحد، تنتهي خصومتهما عند الحد الذي تبدأ فيه اقتسام المصلحة كغنيمة لا يجب أن ينازعهما فيها أحد.

العصابتان تجمعها مصلحة مشتركة وهي غياب الدولة.

بقية اليمن أشبه "بالشواعه" يتوزعون حوالي العصابتين، في وضع لا يرتب أي احتمالات للخروج من المأزق الذي ساقتا اليمن إليه، لا سيما وأن الدلائل تشير إلى أن هناك من يرعى التقارب بين العصابتين لهزيمة الشرعية والتحالف الداعم لها بعد أن استطاعت "الثعالب" داخل الشرعية وفي محيطها توفير المناخ المناسب لمثل هذا التقارب.

ملحوظة: الشواعة هم الذي يزفون العريس ليلة عرسه.