كتابات وآراء


السبت - 07 مارس 2020 - الساعة 12:14 م

كُتب بواسطة : أحمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب


في مقال سابق منشور قبل عامين تقريبا بعنوان الإمارات أتت إليكم فلا تخسروها ، كان ذلك المقال سابق لأوانه كثيرا ، وكان الدعم الإماراتي العسكري والاغاثي ومشاريعهم تعيش عصرها الذهبي ، لكن تعنت الرئيس المؤقت هادي وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي ، الذي عادى الإمارات بسبب مصر أو تركيا أو قطر كان نتيجة ذلك العداء غير المبرر كارثي على المصلحة الوطنية العليا ، ونتيجة لصمت السعودية على ذلك الاستهداف المتواصل من قبل الشرعية ورموزها ومن الرياض أيضا توقعت إنسحاب الإمارات من اليمن والتحالف بصورة تدريجية لحفظ ماء وجه السعودية.

بكل حرف أو كلمة أكتبها بصدق وأمانة من واقع الحياة المعاش كنت أتمنى أن أغلب ما أكتبه أو أحلله إن كان كارثي أللا يتحقق على أرض الواقع ، أتمنى أن نتعلم من أخطأنا وتجاربنا الفاشلة لتصحيح المسار الخاطئ كقيادة وشعب جنوبي ، لأن هناك شعب بائس فقير ينتظر بفارغ الصبر الخروج من واقعه المزري الأليم.

أسست الإمارات العربية المتحدة في عدن والجنوب والساحل الغربي وبكل رقعة جغرافية تطأ أقدامها عليها نظام عسكري وأمني وإداري ومالي ممتاز ، رغم أن ذلك النظام لم يكن عند مستوى طموح الأشقاء الإماراتيين ، ولكنها ظروف ومتطلبات وأوضاع الحرب اليمنية الاستثنائية فرضت ذلك الواقع.

لم يستفد الأشقاء السعوديين من التجربة الإماراتية الناجحة في عدن والجنوب والساحل الغربي والسير على خطاهم ، بل العكس أتوا بنظام إداري وعسكري ومالي وأمني فاشل فشلا ذريعا في مأرب وباقي الشمال ليطبقوه حرفيا في عدن والجنوب ، ساهم هذا الفشل بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية إلى مستويات قياسية وخطيرة في عدن والجنوب.

لا تفسير عقلاني أو منطقي لتصرفات وممارسات وسلوكيات السعودية في عدن والجنوب ، فمثلا نقل عشرات المليارات من إيرادات عدن المالية إلى مأرب وعتق وسيؤن والجوف بواسطة القوات الجوية الملكية السعودية مرارا وتكرارا أعتبره الجنوبيين إنحياز فاضح للشرعية الإخوانية ، بينما عدن وباقي المحافظات المجاورة بدون رواتب أو خدمات أو وقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن.

أن يخسر التحالف والشرعية معظم أراضي الشمال شيء متوقع بسبب الخيانة والتآمر والخذلان ، لكن أن تخسر السعودية المناطق المحررة الجنوبية والشعب الجنوبي الوفي الشجاع بسبب فشلها الإداري والأمني والسياسي والخدماتي والاقتصادي في أصغر رقعة جغرافية باليمن الجنوبي ، شيء لم يكن متوقع ولا بقصص الخيال أو أساطير الأولين.

خسرنا الإمارات جنوبا وشمالا ، وليدرك حزب الإصلاح وفسدة عرش الرئيس المؤقت هادي أنهم سيكونون أول ضحايا خسارة الإمارات ، الجوف ثاني أهم معقل قبلي وعسكري لحزب الإصلاح سقطت بغمضة خيانة وخذلان من جيش وطني وهمي ساهموا بضعفه وهشاشته.

الهدف القادم مأرب أول معقل قبلي وعسكري ومالي ومقر جيش التباب الوهمي لحزب الإصلاح ، بغض النظر من الأقوى أو الأقدر أو الأجدر ، كان للجيش الإماراتي اليد الطولى بتحرير معظم الأراضي والحفاظ عليها من يد مليشيات الحوثي الإيرانية ، وخروجها كشف عورات التحالف العربي والشرعية المهترئة الخائنة.

على شرعية الرئيس المؤقت هادي وحكومته وبطانة الشر والفساد وحزب الإصلاح الإخواني المسيطر على القرار الرئاسي تقديم إعتذار رسمي للإمارات عن تصرفاتهم وإساءاتهم الصبيانية الطائشة بحقها ، إن كانوا يبحثون عن فرصة للبقاء أو رقعة جغرافية تأويهم وتؤكد شرعيتهم أمام الإقليم والعالم.

على الرئيس المؤقت هادي تقديم طلب رسمي وعبر مجلس الأمن الدولي بعودة القوات المسلحة الإماراتية للحفاظ على ما تم تحريره ، قبل أن تصبح كانت محررة ، رغم قناعتي الشخصية التامة بأن الإمارات لن تعود للمسرح العملياتي العسكري في اليمن مرة أخرى ، فهو مستنقع أدركت الإمارات أنه لابد الخروج منه قبل تعاظم الخسائر البشرية والمادية.

عودة الإمارات التي نطالب بها ، هي عودة الهلال الأحمر الإماراتي إلى عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة المجاورة ، ويجب أن تكون القوات السعودية في عدن وشبوة و حضرموت والساحل الغربي تحت إشراف وقيادة مباشرة من الإماراتيين ، هذا إذا أرادت السعودية أن تنجح بالفعل وتحافظ على ما تبقى من المحرر ، أما إذا كانت لها أهداف أخرى معادية للجنوب والجنوبيين ندعوا الله أن يرد كيدهم في نحورهم.