كتابات وآراء


الإثنين - 09 ديسمبر 2019 - الساعة 07:11 م

كُتب بواسطة : محمود اليافعي - ارشيف الكاتب


اتفاق الرياض أتى كمخرج للحرج الذي عاشته دول التحالف العربي أمام المجتمع الدولي نتيجة الصراع بين شرعية الورق وشرعية الشارع في الأراضي الجنوبية التي أشرف هو بنفسه على تحريرها، ولأن التحالف قرر هذه المرة معالجة الوضع في الجنوب بدلاً من حقنه بالمسكنات، أنتج وثيقة اتفاق الرياض التي تحمل بنوداً أنصفت بطييعة الحال من يجب أن يُنصفوا وهم حملة القضية الجنوبية الذين حرروا أراضيهم بوقت قياسي من مليشيات يعمل التحالف بنفسه على اسقاط حكمها في الشمال.

لذلك فالشرعية لا ترى في إنصاف الجنوبيين حلاً بل تُعد ذلك من قبيل التفريط بمصالح أرباب الفساد المعشعش في دهاليزها ولكنها لا تستطيع إعلان رفض الاتفاق، كون ذلك لن يسقط مكاسب الانتقالي التي حصل عليها لصالح الجنوب وقضيته، وترى أن الأجدى من ذلك هو دفع الانتقالي لنقض الاتفاق أو التخلي عن تطبيقه عبر سياسة الاستفزاز الإعلامي والسياسي وربما العسكري وبذلك يكون قد اسقط نفسه بنفسه في مربع التمرد بعد أن أكسبه اتفاق الرياض شرعية بذل جهودا جبارة للحصول عليها وهذا ما لن يحصل بفضل تيقن قيادة الانتقالي وأيضاً كون أن الاتفاق مطلب للتحالف كي يتفادى كثيرا من الحرج والضغوط الدولية