كتابات وآراء


الثلاثاء - 03 ديسمبر 2019 - الساعة 08:55 م

كُتب بواسطة : م. مسعود أحمد زين - ارشيف الكاتب


بالرغم من قسوة التجارب احيانا الا ان الفائز الاخير هو من استفاد من دروسها للمستقبل حتى وان كان هو الخاسر في هذه التجربة.

1) كان شهر أغسطس الماضي هو من أثقل الشهور على الجنوب من اول يوم فيه حتى آخره ، وقد لا نستوعب مفصلية أحداث ذلك الشهر واتفاق الرياض المولود من رحم ذلك الامتحان القاسي الا بعد سنوات من الان كما هي العادة.

2) لانقرأ الواقع مستشرفين فيه مآلات المستقبل ولا نستوعب من ذلك الواقع خلفيات ورواسب الماضي.. نعيش اللحظة فقط بانفعال ورد فعل فقط و لا نكترث لما قبلها وما بعدها ومايدور حولها.

3) في اغسطس الماضي كشفت الأحداث قوة وضعف كل طرف في معظم محافظات الجنوب وانكشفت الأوراق بشكل واضح للجميع، ثم جاء بعدها اتفاق الرياض الذي فتح نافذة شرعية للقضية الجنوبية لتتخاطب مع المجتمع الدولي بواسطة اكبر فصيل جنوبي حاليا (المجلس الانتقالي).

4) هذا الفتح السياسي نقل المعركة للقوات الجنوبية والمجلس الانتقالي من معركة عسكرية وأمنية داخلية لإثبات الوجود الى معركة سياسية داخلية وخارجية كبيرة للتعاطي الدولي الايجابي مع القضية الجنوبية.

5) هذه محطة فاصلة وهامة في مسار القضية الجنوبية تستوجب الوقوف الشامل والعميق أمامها من كل النخب الجنوبية ومن هيئات الانتقالي تحديدا باعتباره الطرف الجنوبي حامل الأمانة والمسؤولية في اتفاق الرياض.

6) نجاح المعركة السياسية القادمة يستوجب بشكل شديد تعزيز الجبهة الداخلية واحداث أغسطس اوضحت بجلاء انه يجب تعزيز العمل القيادي والسياسي لتعزيز الجبهة الداخلية.

7) مسارين للعمل يجب البدء فيهما فورا

الأول مسار سياسي مع كل الفصائل والمكونات السياسية الجنوبية دون استثناء بحوار شامل وشفاف والبحث عن برنامج مشترك يجمع الجهد ولو على أقل القليل من نقاط الاتفاق ولتكن بداية لتعزيز الجبهه الداخلية.

والمسار الثاني محلي على مستوى المحافظات واحداث أغسطس أظهرت ان شبوة بحاجة إلى بذل جهد سياسي إضافي فيها بأدوات وسبل اكثر نجاعة وينطبق الأمر نسبيا على أبين والمهرة.

8) أبين خاصرة الجنوب وبوابة عدن إلى شبوة مثلما هي بوابة شرق الجنوب الى عدن.. وعليه فإن النجاح السياسي التام في أبين هو المقدمة الضرورية للتفكير في اي نجاح مستدام في شبوة.

9) حان الوقت ان تعطى أبين حصة وازنة اكثر في تعيينات الهيئات القيادية للانتقالي اذا كان هدفنا كسبها كاملة وابعادها من اي اصطفافات أخرى طالما وباب التعيينات القيادية تم فتحه بالأمس.. ولن تفيد اي تعيينات ان لم يكن اصحابها ذو تأثير جماهيري واضح في مناطقهم وذوي خبرة ومصداقية.

10) لابد من كسب أبين باضلاعها الثلاثة كاملة (مديريات المناطق الوسطى، ومديريات والدلتا، ومديريات يافع) واي إهمال لأي ضلع فيها يعزل أبين ولا يفيدها ولا يقدم انجاز على المستوى الوطني.

11) سيقول البعض لماذا الحديث عن استحقاقات أبين فقط وإهمال البقية، اقول لهم هذا باعتقادي ما أراه استحقاق واجب النفاذ الان لغرض تعزيز الفرص في الوفاء باستحقاقات قادمة في شبوة وبقية المحافظات ولهدف آخر هام هو عمل حاجز صد منيع أمام الهجمات السياسية والعسكرية المرتدة لمراكز صنعاء اعتمادا على الخلل الواضح للأداء السياسي الجنوبي في هاتين المحافظتين.

12) ملاحظة أخيرة لا تقل مديريات طور الباحة بوابة عدن الشمالية أهمية في خضم هذا الصراع العسكري والسياسي مثلها مثل أبين فهل سوف تلتفت لها قيادة الانتقالي بتركيز أكثر وهي مديريات زاخرة بالابطال وبالكفاءات القيادية في كل المجالات.