كتابات وآراء


الإثنين - 21 أكتوبر 2019 - الساعة 05:43 م

كُتب بواسطة : أحمد سعيد كرامة - ارشيف الكاتب



لم تكون المحطة الإماراتية آل 120 ميجا وات المقدمة من مؤسسة سمو الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية والبالغ قيمتها 100 مليون دولار إلا ضحية من ضحايا شرعية الفساد والفشل ، عام ونصف تقريبا والمحطة مرمية بالعراء نصفها بمجمع الحسوة والنصف الآخر بميناء الزيت بالبريقة ، صحيح أن التركيب والتشغيل والصيانة لمدة عام تكفل به الأشقاء الإماراتيين ، ولكن لعدم توفر الأمن والاستقرار رفضت كثير من الشركات العربية والدولية تنفيذ المشروع ، إضافة لعدم توفر شركات محلية قادرة على تنفيذ هكذا مشاريع .

تحدثت مع رئيس الوزراء الدكتور معين قبل ثمانية أشهر تقريبا بضرورة تكليف شركة بترو مسيلة لنقل قلب التوربين من رصيف ميناء الزيت للحسوة ، والبالغ وزنه 300 طن تقريبا لتوفر المعدات اللأزمة مع مسيلة بمشروع محطة 262 ميجا وات .

طلبت بترو مسيلة من الإماراتيين ثلاثة مليون دولار أجرة نقل قلب التوربين ، عرض الأشقاء الإماراتيين مبلغ مليون ونصف تقريبا ورفض العرض من قبل بترو مسيلة ، ولم تتدخل حكومة معين بهذا الشأن .

تم التعاقد مع شركة هندية لتنفيذ مشروع المحطة الإماراتية وباشرت بالأعمال الإنشائية حتى تفجرت أحداث أغسطس المشؤوم وغادرت الشركة ورفضت العودة مرة أخرى ، رأى الإخوة الإماراتيين أن المحطة ستنتهي بهذه الطريقة ويجب نقلها وخزنها بالإمارات حتى تستتب الأوضاع ويعاد تركيبها مرة أخرى عن طريق شركة مختصة .

الغريب بالأمر صمت الحكومة اليمنية ووزارة الكهرباء وعدم تقديم أي ضمانات بتحمل نفقات تركيب المحطة الإماراتية أو تكليف مسيلة بتركيبها ، والتي ستشكل فرق نوعي وكمي يضاف إلى باقي محطات توليد الكهرباء في عدن ، ثلاث شحنات من الديزل الممنوحة من الإمارات لمحطات توليد الكهرباء في عدن تقدر قيمتها بي 90 مليون دولار تقريبا ، ومع هذا لم تحدث فرق بالتوليد بسبب نفاذ وقود المازوت عن محطة الحسوة منذ عشرة أيام وخروج 70 ميجا وات من الخدمة ، وتنصلت الحكومة عن شراء المازوت .

المحطة القطرية 60 ميجا وات دمرت بسبب رداءة الديزل الذي يحتوي على نسبة عالية من المياه بحسب تقرير مختبر مصفاة عدن ، كانت محطة جديدة غاز / ديزل تحتاج لخمسة مليون دولار تقريبا لإعادتها للعمل مرة أخرى ، ولكن لا إهتمام حكومي بالمحطات الحكومية لأنها ستنهي مستقبل هوامير شرعية الطاقة المشتراة .

حرب خدمات تشن على عدن والحنوب ، وعراقيل تمارس بحق الأشقاء الإماراتيين لإستنزافهم بصورة حقيرة ووضيعة لتطفيشهم ، إنتصرت الحكومة لشركات الطاقة المشتراة ودمرت معظم محطات توليد الكهرباء في عدن عن طريق المماطلة والتسويف بشراء قطع الغيار والزيوت وعدم إجراء الصيانة العمرية للمحطات .

أتمنى أللا يستغل خبر المحطة الإماراتية بصورة شيطانية ، ما قدمته الإمارات صعب عده أو إحصائه ، وكان لقطاع الكهرباء النصيب الأكبر ، أشترت الإمارات محطة شاهيناز بخومكسر 40 ميجا وات كتر بلر ومنحتها لكهرباء عدن ، وعشرة ميجا لمحطة حجيف بالمعلا ، محطة 50 ميجا وات كومنز جديدة في ملعب 22 مايو ، ومحطات للحج وأبين وحضرموت وغيرها من المناطق المحررة ، قطع غيار لمحطة الحسوة والمنصورة وبدر ، شحنات من مواد شبكة وكابلات ومحولات وغيرها .

صيف كارثي قادم ، إلا بحالة واحدة وهي شراء المزيد من الطاقة المشتراة وإستنزاف موارد الدولة .