كتابات وآراء


السبت - 03 سبتمبر 2022 - الساعة 11:49 ص

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب


تتساقط بُنى الأحزاب الدينية في حزام المنطقة المحيطة باليمن والمنطقة العربية، ويتراجع التعاطي الشعبي مع خطابها العاطفي الذي يخاطب مشاكل الناس الحياتية بمسحة غير عقلانية، ويحيل معاناتهم من البحث عن حلول لها على الأرض إلى المواعظ وتدابير السماء.

اليمن ليس نقطة معزولة عن محيطه، وما يحمي هذه التيارات الإسلاموية هنا هو الاتكاء على السلاح، وممارسة الإرهاب السياسي عبر الإخفاء والاغتيال، والترويع الجماعي للمجتمع والقوى المغايرة.

لم يعد لإخوان اليمن من بيئة وحاضنة قابلة للتعاطي مع خطابهم التكفيري الإلغائي، بجدية تجعل منهم رقماً صعباً ولاعباً له الغلبة في تحديد مسار الأحداث، والتأثير عليها لخدمة مشروعه على حساب الوطن.

من هنا يستميت الإصلاح بعدم رمي البندقية من يده، ويحارب كي يكون الطرف الموازي للسلطة الشرعية، بخطف قرارها السيادي والحفاظ على تكويناته المليشاوية العقائدية داخل بنية الجيش والمنظومة الأمنية.

"الإصلاح" يعتبر أن آخر جبهاته إن تصدعت في حضرموت والمهرة، فستتداعى فيما بقي له من مناطق الحضور.

هو يقاوم الانسحاب من المحافظتين، ويرفض أن يفصل بين وجوده كقوة سياسية وبين بنيته المسلحة، ما يضع المناطق المحررة أمام تحد جدي ومواجهة حقيقية، تطرح أمام الإصلاح خيارين إما الانسحاب من المحافظتين والفصل بين القوة والسياسة، وإما الدخول في مواجهة هي بالنسبة له قاصمة ظهر، تعيد صياغة خارطة تأثيراته، بما يتناسب مع متغيرات لا تخدم خطاب أحزاب الدين السياسي.

نحن أمام إعادة رسم حدود القوة بالنسبة للإصلاح، بتخفيض حجمه إلى درجة أن لا يكون فيها عامل تعطيل، حتى وإن لم يملك الثلث المعطل، وأن يكون رقماً هامشياً تخطيه ليس خطاً أحمر، وأن يكون من الضعف حيث لا يستطيع أن يخلط أوراق الحرب والسلم، في التسوية وتوافقات الحل النهائي.

حسابات التحولات الداخلية الراهنة، بتقليم أظافر قوة الإصلاح المدعومة من الإقليم، تتجه بالنسبة لإخوان اليمن نحو الفصل بين ما هو كيان سياسي، وبين المكون العسكري، وبالتالي فإن الإصلاح يدرك جيداً أنه من غير يده المليشاوية الضاربة، صفر كبير في المزاج السياسي الوطني العام، وبالتالي هو ما زال يقاوم كتابة بيان نعيه من حضرموت، ودفنه في تعز وإقامة أربعينية مواراة حضوره في كل اليمن.