كتابات وآراء


الأربعاء - 02 فبراير 2022 - الساعة 10:09 ص

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


- تتداول اخبار عن قرب إفتتاح مستشفى عدن العام بعد "دهرا من الزمان" على إغلاقه وبدء مشروع إعادة تاهيله ; ويعود هذا "التاخير" المضني لأسباب اللارادية عامة والظرفية والسيادية بصفة خاصة. ولا يتوقع ان " تشهد عدن مثيل لهذا "الشيد الطبي المتطور" ربما "لعقود قادمة" ،حتى على مستوى مشاريع استثمار "القطاع الخاص" وشواهده الحاضرة والقائمة المتدهورة والتي لا ترقى إلى الحد الأدنى المطلوب من الكفاءة والخبرة والمهنية التشخيصية والعملية والخدمات الطبية عامة.
- ويعتبر هذا الصرح الطبي الكبير والمتميز شاهد على العلاقة "الأخوية التاريخية الصلبة والعميقة" بين بلدنا والمملكة العربية السعودية حماها الله من كل شر وسوء.
- ولا يفوتنا بهذه المناسبة الوطنية لمحافظة عدن ان نذكر عن نمو وتطور القطاع الصحي والتطبيب والتخصصي السعودي، الأهلي والخاص، خلال العقود الخمسة الماضية ووصوله الى مستويات متقدمة ويعتبر الابرز في منطقة الشرق الأوسط. بل حتى اغلب الدول المتقدمة.. جنب إلى جنب، وفي بدايات سبعينات القرن الماضي وبالإحتكاك والممارسة والعمل مع الخبرة الخارجية (الأجانب ) ،اكتسب الكادر الصحي السعودي خبرة مهنية وحرفية قيمة في شتى مجالات عمل القطاع الصحي بما فيها وعلى راسها " إدارة وتشغيل كافة المرافق الصحية"، من مستوصفات ومستشفيات عامة وتخصصية..إلخ جعلته يصل الى مستويات اغلب دول العالم المتقدم. وما "جانحة كورونا " وتعامل وتغلب وإحتواء المملكة على هذا " الوباء" من خلال الطب الوقائي والفعلي الا برهان دامغ على مثل هذا التقدم والمستوى المتميز لقطاعها الصحي.
- في المقابل ، يمر قطاع الصحة الوطني الحكومي بأسواء مراحله وبمختلف أنشطته وتخصصاته وعلى جميع المستويات من عيادات ومجمعات ومستوصف ومستشفيات كبرى. وما الأحوال الراهنة من تدهور كارثي عام ومستمر في خدمات وعلى كافة أقسام ودوائر كل من مستشفى الجمهورية ( الملكة سابقا) ومستشفى الصداقة (الأمومة والطفولة سابقا) الا دليل مادي وحي لوصول القطاع الصحي إلى حافة الانهيار الكامل الغير قابل للإصلاح.
- وفي حال أعطينا حسن الظن لمثل كذا حالة مفزعة وماساوية وعزينا الأسباب إلى الوضع الراهن، فإن هذه المرافق ذو الأهمية القصوى في حياة المواطن ليست لديها " نظام إدارة وتشغيل" وسياسات تبين لكل كادر فيها ، من الأدنى درجة إلى الأعلى بما فيهم من هم في " قمة هرم المسؤولية" وفي كافة الأقسام الطبية فيها كيفية وطرق وسبل أداء العمل بالأسلوب العلمي المتبع في مثل هذه المرافق وتكون كمرجعيات العمل الاساسية. واذا افترضنا وجود مثل هذه المتطلبات ( سياسات وخلافه) فهل يتم التقيد والعمل بها على كافة نواحي ونشاط العمل ?.
ولكنها ولسوء الحظ تدار هذه المرافق باساليب وطرق عشوائية غير علمية ولا مؤسسة او موثقة. ولهذا وصل هاذين الصريحين الجبارين الى كذا حال متقهرر ومؤسف تماما وكما كان حال مستشفى عدن العام المزرئ قبل إغلاقه من فوضى عارمة عامة وسوء ادارة خاصة.
- ولعلنا نشعر بهبوط وتدنى المستويات المختلفة لكلا الصريحين الطيبين الكبريين من نحو 3 عقود من الزمن مضت والوقت الراهن وذلك من خلال الأفواج الكثيرة من طلبة وطالبات الطب عامة والذين قضوا فترات تدريباتهم العملية في كل من الجمهورية والصداقة وتخرجوا كأطباء انذاك / حينها مقارنة بأقرانهم الذين تخرجوا\ ويتخرجوا بعد تلك الحقبة/ الوقت الراهن. ناهيك عن الحقيقة فأن الغالبية من الكادر الطبي المخضرم والحديث ( في الجمهورية والصداقة) وبسبب تدني مستوياتهم وخبرتهم العملية يتم رفض الجزء الكبير من طلبات توظيفهم / تشغيلهم من قبل القطاع الصحي الخاص الوطني.
- ليس عيبا على قيادات " الجمهورية او الصداقة" او هو انتقاص من مكانتها ان تعترف بقصورها في هذا المضمار او التخصص (الإدارة والتشغيل ) وان تسعى للمساعدة والتوجيه بهذا الخصوص. علم الإدارة يكتسب من خلال كفاءة واجتهاد وجهد وخدمة وخبرة سنين طويلة ومحاكاة لاحدث اساليبها وليس بصدور "قرار تعين".
- وبالعودة إلى حدث إفتتاح مستشفى عدن العام المرتقب وبعد تقديم جزيل الشكر والعرفان بالجميل إلى المملكة العربية السعودية ملكا وولي عهده وحكومة وشعبا على ما قدموه، وبإذن الله على ما سوف يقدموه لهذا الصرح الطبي الكبير نعرض وبناء على الخبرة المهنية العالية لدى الأخوة في المملكة في "إدارة وتشغيل" المنشاءات الصحية المختلفة نقدم بإصرار اخوي ومنطقي وواقعي ان تتم دراسة جدية ل [مقترح تولى الجانب السعودي المؤقر إدارة وتشغيل مستشفى عدن العام عند إفتتاحه وذلك لفترة زمنية (3 - 5 سنوات ,أو التي يراها عملية)وذلك وبالدرجة الأولى حفاظا على هذا المكسب والصرح المتميز وبنفس الاهمية بمكان بما يضمن ديمومة عمله واداءه وتشغيله وبقاءه على أكمل وبأعلى المستويات .كما، وأثناء " إدارتهم وتشغيلهم لهذه المنشأة الجبارة " ان يقوموا شاكرين على "تأسيس وتوثيق " نظام إدارة وتشغيل للمستشفى (سياسات،لوائح أنظمة إلخ ) تكون المرجعية لكل كادر طبي/ إداري / خلافه يعمل داخل المستشفى ،كما هو مطبق ومعمول به في مستشفيات المملكة، يعمل به الجميع بمستشفى عدن العام حتى بعد انتهاء مدة إنتدابهم وانتهاء مهمتهم المشكورة ومغادرتهم الوطن.
- دراسة تأسيس " لجنة إدارة وتشغيل " مستشفى عدن العام يتكون اغلب اعضائها من الجانب السعودي والبقية من شخصيات وطنية ومن مجالات وتخصصات مختلفه. جوهر اعمال ومهام ووظائف اللجنة المراقبة والتوجيه والمتابعة بما يضمن تشغيل وإدارة المستشفى بأعلى المستويات وتتمتع بالسلطة والصلاحية المطلقة لتحقيق ذلك. على ان تكون تداخلات / مسؤوليات وزارة الصحة اليمنية في هذا الأمر "بالحد الأدنى ".
- وعليه ، فإننا نقولها صراحة وبكل أخوية وأمانة أنه في حال لم يتم "إلقاء نظرة ثاقبة / او دراسة مثل هذا مقترح ، فإن إفتتاح وتسليم مستشفى عدن العام "بالطريقة التقلدية " ستكون البداية لاضافته إلى قائمة باقي "المنشاءات الصحية " الفاشلة والمشلولة.

والله من وراء القصد