كتابات وآراء


السبت - 29 يناير 2022 - الساعة 06:02 م

كُتب بواسطة : محمد نجيب - ارشيف الكاتب


- التزوير هو عمل/صنع تقليد لشئ ما وتقديمه/عرضه / وتسويقه على أنه " أصل" ذاك الشئ بعينه.
- ويعتبر التزوير عامة " جنحة/ جريمة " يعاقب فاعلها بموجب القوانين والتشريعات السائدة في كل بلد حول العالم.
- وتتعدد مجالات وأنواع التزوير; من تواقيع ، وثائق، تحف اثرية ، أوراق رسمية، عملة.... إلخ.
- وكما لا تعرف الأمراض الفتاكة حدود الدول (كورونا كمثال) ، كانت متقدمة او ناشئة او متخلفة، فكذا التزوير فهو منتشر وبكل صوره في جميع بقاع المعمورة وبدرجات ومستويات تختلف من بلد إلى أخر.
- وعموما تزدهر وتنمو وتتجذر انشطة التزوير المختلفة في دول ومجتمعات وبئيات يسودها عدم استقرار سياسي او اقتصادي او اجتماعي او تكون في حالات حرب مما يقوض فعالياتها ويحد/ يشل قدرتها في تطبيق فعلي للنظام والقانون والتشريعات والرقابة المالية والنقدية الصارمة المرتبطة للتعامل مع مثل هذه " الجرائم " الخطيرة.
- مثل هذه الظروف القاهرة واللارادية تعتبر ارض خصبة يؤسس لل" الاقتصاد الأسود " وهو الانشطة الاقتصادية والمالية والنقدية والتجارية والعملة "الغير رسمية" تكون مجتمعة عوامل دعم ومساعدة وجذب لانشطة "التزوير" الهدامة والمدمرة على مختلف طبيعتها.
- ولكن يعتبر تزوير النقود (العملة) الاشد ثاتيرا ووطة على مستوى البلد عامة واساسيات الإقتصاد والمال خاصة . ذلك أن النقود (بالاضافة الى وظائفها الاساسية) تعتبر الدماء التي تسري في شرايين الاقتصاد المختلفة وبالاخص في القطاع المصرفي والتي تبقيه عائما وحيا وعلى قدميه ليقوم بدوره التلقائي في تحريك جميع قطاعات الناتج الوطني الإجمالي GDP. وبنفس الاهمية التعامل مع الجهات المالية والنقدية الخارجية التي لا غناء عنها في اكتمال انشطته المصرفية الحيوية الجوهرية والاساسية. لسوء الحظ ، وفي الوقت الراهن يعتبر القطاع المصرفي لدينا في حالة إنعدام وفقدان ثقة من قبل عملائه وفي وضعية عجز وشلل تام.
- ومن جانب أخر فإن واقع تواجد وتداول " كتلة نقدية مهولة تقدر بنحو 8 تريلونات ريال" يعزز من مثل هذه الافتراضيات ; أنه كحال محصول ضخم من برتقال أبو صره المصري (احلى برتقال على الارض) يتم اضافة إليه محصول (5-10 %) من برتقال أبو صره صعدي او من مأرب او باكستاني. لن يلمس المشتري العادي بالفارق اطلاقا !!!.
- وفي ظل حالنا الراهن، السياسي والاقتصادي والمالي، كل هذه العوامل مجتمعة تمثل ادوات اغراء وجذب وتأسيس لجرائم "التزوير" على مختلف أشكالها وانواعها.
- انه من "السداجة " ان "نغض الطرف" عن هذا الأمر وندعي ان لدينا الحصانة والمناعة في ذلك خاصة عندما نعلم ان دولا متقدمة (المانيا، النمسا، كوريا) وبعد حرب شعواء وانتصارات سجلتها، مازالت تعاني هذا الجرم رغم مستوياته المتدنية مقارنة بدول اخرى كثيرة.
- ختاما، وبناء على خبرتنا المتواضعة فإن "خط الدفاع الأول" والفعال في التعامل مع "تزوير الأوراق النقدية " هو "القطاع المصرفي" ببنوكه وفروعها... فأعملوا بصدق على بعثه من جديد !!!.