كتابات وآراء


الأحد - 18 يوليه 2021 - الساعة 07:21 م

كُتب بواسطة : قاسم عبدالرب عفيف - ارشيف الكاتب


بدأت العاصفة متجهة شمالا لإعادة الشرعية إلى عاصمة الدولة اليمنية وإنهاء الانقلاب في العاصمة صنعاء وجيشت الجيوش والقبائل والموالين وفتحت لهم مخازن الأسلحة والذخائر والأهم من ذلك فتحت خزائن الأموال وبعدها وزعت المهام وقدمت دول التحالف الدعم الجوي والبري والبحري الغير محدود ويخيل للمرء بأن سماء اليمن وبحاره على مدار الساعة يحوم فيه نسور الجو وسفن الحراسة على طول الشواطىء لمطاردة الانقلابيين وحليفهم صالح لكي يذعنوا للعودة عن الانقلاب وتمكين عودة الشرعية إلى صنعاء وكان الأمل أن تكون العودة في غضون أشهر بسيطة وتنتهي المعركة لكن ما حدث لم يكن بحسبان أحد فمن استلم السلاح والذخائر والمال قد هزم في أول معركة في الجوف الشهر الأول من العاصفة واستلم الانقلابيون أسلحة وذخائر. وما ادري هل مع المال أم أن ذلك ترك مكافئة لاستسلامهم.

لم تتم محاسبة المسئولين عن تلك الهزيمة المبكرة ولكن بدلا من ذلك تم ترقيتهم الأول اصبح نائب الرئيس والثاني وزير الدفاع وكان ذلك مؤشر لهزائم متلاحقة ليس للشرعية ولكنها هزيمة للتحالف الذي ساندها من أول لحظة تلك الهزائم تتالت في أوقات مختلفة مكنت الانقلابيين من الثبات على الأرض والتمون بالذخائر والأسلحة الحديثة التي يتركها الجيش الوطني في معسكراته ومواقعه وتمكن الانقلابيين من التحول من الدفاع إلى الهجوم على طول وعرض الجبهات ولَم يردع تلك الجماعات الانقلابية إلا مقاومة الجنوب والذي تم طردهم في غضون ثلاثة أشهر من أرض الجنوب كاملة دون مشاركة الشرعية بجيشها المسمى بالوطني وحتى لم تقدم اأي دعم للمقاومة الجنوبية من السلاح والذخائر والمال الذي استلموه على الإطلاق غير ما تحصلت عليه تلك المقاومة من الدعم الإماراتي الكبير الذي كان حاضرا في تلك الانتصارات وخاصة في عدن وحضرموت وحتى الساحل الغربي حتى مشارف الحديدة وكانت معارك كلها تكللت بالنصر.

لماذا تحولت العاصفة جنوبا ؟ ولماذا الحشود جنوباً ؟ وهل تغير العدو من شمالاً نحو العاصمة صنعاء إلى جنوبًا نحو عدن ؟ والسؤال الرئيسي هل من حرر بلاده عليه أن يغادرها ويسلمها لمن ترك وراءه كل جيوشه ومعسكراته هاربا ولَم يطلق طلقة واحدة تجاه الانقلابيين لا أحد يجد تفسير بأن دماء الجنوبيين التي اريقت على أرض الجنوب والشمال لا تساوي لدى الشرعية ومن يدعمها شيئاً بل يتم وبإصرار على تسيير الحشود حتى اللحظة نحو الجنوب وعلى مشارف شقره بينما قوات الحوثي على مشارف مأرب آخر معاقل الشرعية تاركين قبائل مراد لوحدها تصد هجوم الحوثي ايعقل أن يكون كل ذلك تحت وهم الحفاظ على الوحدة التي لم يتم الحفاظ عليها عندما كان تحت تصرفهم الجيوش الجراره والترسانات من الأسلحة بل ولوا هاربين وتركوا عاصمة البلاد ورائهم دون أن يطلقوا طلقة واحدة.

ما هو السر في عدم حشد قوات الشرعية التي تقدر بعشرات الآلاف في الاتجاه شمالاً على خط التماس مع غريمهم الحوثي ؟

ماذا عن التحالف الذي أتى لإعادة الشرعية إلى صنعاء هل تخلى عن ذلك الهدف وأصبح ينفذ اجندات الشرعية بالتوجه جنوبًا الأرض التي حررها أبنائها من براثن الحوثي في الشهور الثلاثة الأولى من انطلاق عاصفة الحزم ؟

الجنوب موجود على مر الزمن مستقلاً وتعاقبت عليه دول ومشيخات وسلطنات وإمارات ولن تستطيع أقوى الدول سحبه إلى مواقع أخرى مهما كانت قوتها أو مهما ظلت جاثمة على أرضه وفِي نهاية المطاف تتركه وترحل واستقل الجنوب وتمكن من إنشاء دولة جنوبية معتبرة وسيرحل من يفكر باستعمار الجنوب عبر أية ادعاءات أو اتفاقات ومهما يكن الجنوب يتحمل الجور لفترة لكن في نهاية المطاف يستسلم من يريد استعباده ويذهب إلى مزبلة التاريخ.

تقدمت دولة الجنوب بنية حسنة وصادقة بالتوحد مع دولة أخرى هي الجمهورية العربية اليمنية لا يعني أن يتم تملك الجنوب واستعباده من قبل تلك الدولة وحسب قول علي محسن في أحد خطاباته الثورية عندما قفز من سفينة علي عبدالله صالح الغارقة إلى سفينة الثورة بأن الجنوب كان تحت الاستعمار الشمالي الذي كان يقوده الرئيس علي عبدالله صالح منذ حرب 94م ومع ذلك تخلى عن تصريحاته هذه وأصبح من موقعه نائب رئيس الشرعية يمارس ابشع أنواع الاستعمار بل جلب إلى الجنوب كل طوائف الاٍرهاب وتمكينها من أرض الجنوب وتحت حماية جيشه الوطني وأدواته الإدارية في المحافظات الجنوبية التي تسيطر عليها الشرعية لكن المستغرب بأن الدول العظمى التي تدعي بأنها تحارب الاٍرهاب ومنها من تقوم بضرب المعسكرات التابعة للشرعية التي تتواجد فيها عناصر إرهابية لم نسمع منها اَي صوت عادل يخص شعب الجنوب وفِي دعمه على حقه في الوجود وعلى صون حريته وكرامته بل نراها تقف في المنتصف ولا أحد يعرف هل تلك القوى التي تساند الإرهاب في الجنوب تستطيع أن تحافظ على مصالحها الحيوية أو أن المصالح التي تجنيها شركاتها في حقول النفط والغاز أغلى من مبادئها التي دوخت العالم بها بالدفاع عن حقوق وحرية الإنسان وهي الآن أمام المحك الحقيقي ونعرف بأن تلك الدول تحارب الفساد في بلدانها ولكنها تغض النظر عن فساد شركاتها العاملة في حقول النفط والغاز والتي تعمل مع قيادات الشرعية الفاسدة في نهب ثروات الجنوب اعتقد حان الوقت لكي تطبق العدالة على من يشارك بنهب ثروات الجنوب من الشركات العاملة في حقول نفط وغاز الجنوب.

الشرعية فشلت في حربها مع الحوثي وتريد نصر سهل وهذا النصر هو الاستيلاء على الجنوب بحجة انها شرعية معترف بها في العالم بينما هي لم يكن لها أي دور في تحرير الجنوب غير أنها جلبت في ثنايا جيشها العناصر الإرهابية إلى الجنوب.

ومن عجائب الشرعية انهم يعتقدون بان استعادة صنعاء سيكلف سكانها خسائر بشرية ومادية ولهذا تجنبوا ذلك وحين دخل الحوثيون إلى صنعاء بعضهم وقف على الحياد وبعضهم الآخر ظل متفرجا متسمراً في موقعه لا يفعل شيئا وبعض منهم ساعد في اقتحام صنعاء نكاية بمعارضيه وأما قائد الفرقة الأولى مدرع لجأ إلى السفارة السعودية ليعلن بأنه في وجه الملك عبدالله وانه لا يريد إراقة الدماء في صنعاء كما وأعلن بعد ذلك وزير دفاع الشرعية بأن صنعاء مدينة حضارية لا يفكر في اقتحامها وتبعه في ذلك وزير الإعلام يصرح بأنهم لم يتخذوا قرار بعد باقتحام صنعاء أما رئيس الجمهورية فصرح أنه لا ينوي اقتحام مدينة الحديدة طيب عال العال والسؤال لماذا عدن يحاولون اقتحامها بالقوة ألا يوجد فيها سكان وغير مسموح بتدميرها أو أن سكانها من كوكب آخر.

عدن تعرضت في عام 94م للاقتحام على أساس أن فيها شيوعيون ومرتدون عن الوحدة ودمروها بينما على رأس المقتحمين ضمن جيوش الشمال كان قادة عسكريون ممن كانوا يوماً ضمن جيش الجنوب وتنطبق عليهم صفة تهمة الشيوعية ولا ادري كيف مسحوا عنهم شيوعيتهم !

وفي عام 2015م اقتحموا عدن بهدف مطاردة الدواعش وقرروا أن سكان عدن والجنوب كلهم دواعش

وفي عام 2019 حاولوا اقتحام عدن تحت اسم عملية خيبر سمح لهم التحالف بالمرور من مأرب حتى مشارف عدن ومعروف ايش تعني كلمة خيبر في التاريخ الإسلامي.

واليوم تأتي الحشود تباعًا إلى شقرة تحت سمع وبصر التحالف والعالم ولا ندري هل هناك اقتحام جديد تحت مسمى خيبر 2 وهل ما في أحد من العالم والتحالف يوقف الزحف إلى عدن تحت أي حجة حتى الإنسانية كما يفعلون مع المدن الشمالية.

اليوم الجنوب على مفترق طرق يعيش في حالة حصار ممنهج في تعطيل متعمد للخدمات ومحاربته في قوت يومه بسبب حجب المرتبات للموظفين والمتقاعدين العسكريين والمدنيين لأشهر وبسبب الفساد المالي والإداري وغلاء المعيشة وانهيار العملة المحلية وأصبحت مداخيل الناس لا تفي لإعاشتهم هم وأسرهم ومعرضين للانقراض بينما كل مداخيل النفط والغاز ومداخيل المنافذ كلها تذهب إلى بنوك في الرياض لتقوم الشرعية بالتصرف فيها ... وبدون خجل تضخ إلى البنك المركزي بعدن عملات ورقية محلية لا تساوي ثمن طباعتها وكان المفروض أن يتم إدخال كل عائدات النفط والغاز وكل موارد البلاد إلى البنك المركزي بعدن وهنا تقع المسؤولية القانونية على الحكومة بأن تقرر صرف مرتبات كل موظفي الدولة من الرئيس حتى الموظف العادي دون تمييز أحد بالعملة المحلية وفقاً لكادر الخدمة المدنية والعسكرية عندها نحقق العدالة ومن ناحية أخرى يتم الحفاظ على قيمة العملة المحلية.

من أصدر قرار أن يكّون اليمن تحت البند السابع ومن يقم بتنفيذه يتحمل المسؤولية الكاملة عما يجري من دمار وعقاب للشعب هناك سكان في المدن وبالذات في عدن يعيشون تحت خط الفقر ولا زال سكانها تحت التهديد بالاقتحام من قبل قوات ما تسمى بالشرعية وفيها عناصر تنتمي للقاعدة وداعش لذا نطالب المجتمع الدولي ممثل بمجلس الأمن بحماية المدنيين من هذا العبث وتوقيف آلة الحرب التي تدمر السكان المحليين ورفع الظلم فيما يتعلق بصرف مرتباتهم بانتظام وتوفير الخدمات الضرورية حتى في الحد الأدنى لإبقائهم على قيد الحياة.