كتابات وآراء


الأربعاء - 20 يناير 2021 - الساعة 10:17 ص

كُتب بواسطة : وديع منصور - ارشيف الكاتب


قد تمر الأشهر الاولى من عام 2021 من دون تراجع كبير في الوباء . بل العكس هو ما يحدث تماما حتى الان . تقول منظمة الصحة العالمية إن الدخول إلى السنة الثانية من جائحة فيروس كورونا قد يكون أصعب مما واجهه العالم في العام الأول من انتشار المرض !
وتعتقد أن ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا سيستمر ، وسيتعين بالحاح الإستعداد للاسوأ.
بعض العلماء يحذرون من إمكانية ظهور أمراض قاتلة جديدة بوتيرة اسرع من اي وقت سابق ، ويعزون ذلك إلى الإستمرار بالاخلال بالتوازن البيئي ، مثل إزالة الغابات ، والتغير المناخي ، واحتكاك الإنسان أكثر مما ينبغي مع عوامل الطبيعة المختلفة.
في هذه اللحظات تجاوز عدد وفيات كورونا مليوني وفاة. يتوفى في كل عام ما بين ثلاثمئة إلى ستمئة الف شخص حول العالم بالانفلونزا الموسمية . المشكلة الرئيسية هي أن فيروس كورونا SARS-CoV-2، مثل الإنفلونزا الموسمية ، يتطور ويتحور، وقد يؤدي تكيفه مع جسم الإنسان إلى اكتساب المرض طابعا موسميا، مما سيعقد بشكل كبير جهود مكافحته. تحذر بعض الدراسات من الآثار الصحية طويلة المدى التي قد يسببها كوفيد-19 للمصابين، فيما بات يطلق عليه "كوفيد طويل الأمد".
ولا أحد يعرف حتى الآن إلى أي مدى قد تستمر هذه الآثار الطويلة ، إذ يعاني واحد من 20 شخصا من المتعافين من كوفيد-19، من متلازمة الإرهاق وضيق التنفس وصعوبة التركيز وآلام المفاصل وغيرها.
قد يصاب الناس بكوفيد-19 أكثر من مرة، وينقلون العدوى للآخرين حتى من دون أن تظهر عليهم أعراض في المرة الثانية، كما هو الحال مع بعض فيروسات نزلة البرد الموسمية. ومن ثم ، حسب بعض الدراسات ، قد تصبح مناعة القطيع مستحيلة . لكن هناك إعتقاد أيضا بان تزايد نسخ الفايروس قد تكون اقوى الاشارات على بداية ضعف الفيروس ذاته . قبل نحو مئة عام إختفى وباء الإنفلونزا الاسبانية من تلقاء نفسه بعد ان حصد ارواح اكثر من خمسين مليون من البشر . لكن ليس هناك يقين كافي بعد بشأن هذه الفرضية مع الفيروس المستجد والنسخ المتحورة منه.
يقول بعض العلماء انه حتى الان ماتزال ثمة الكثير من الأمور الرئيسة غير المعروفة في ما يتعلق بفعالية اللقاحات على صعيد الحد من انتقال الفيروس .. بعض البلدان سجلت وفيات قليلة لأشخاص تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا ، وفي اماكن أخرى ظهرت اعراض جانبية بعضها بات يتسبب بقلق متصاعد.
لا يزال الوقت مبكرا لمقارنة المناعة التي يكتسبها الناس بعد الإصابة بكوفيد-19 بتلك التي توفرها اللقاحات.
اليوم وجهت منظمة الصحة العالمية تحذيرا جديدا ، قالت فيه : نواجه خطرا غير مسبوق .. وباء آخر "قادم من الصين".