كتابات وآراء


الإثنين - 19 أغسطس 2019 - الساعة 10:08 م

كُتب بواسطة : المحامي محسن عبيد - ارشيف الكاتب


الشعب بالشمال خمسة أعوام كاملة بلا كهرباء وبلا مشاريع حكومية للمياه وبدون اي حركة طيران وكذا بدون اي جوازات للانتقال لدولة أخرى ولو عبر البر أو البحر لاستخدامها بسفرهم للخارج للزيارة او حتى الأهم للعلاج بما في ذلك علاج الجرحى من المقاتلين معهم وليس المرضى فقط من العامة.

يعلم الجميع أنه إلى اليوم لا تصرف للموظفين تحت سلطة الحوثي والعسكريين الأمنيين عدا نصف راتب فقط من مرتباتهم الشهرية وأحيانا تصرف نقدا وأحيانا اخرى تصرف بما يعادله من مواد غذائية ولم يتفوهوا بكلمه بالشارع او بالفيس وتويتر والواتس اب وصبر البعض دون أن نسمع اي رفض لهذا الوضع اوتجريح للسلطة الحوثية ولو حتى بلومهم لقيام ثورتهم دون التفكير المسبق للبحث عن حلول لهذه الاحتياجات الضرورية لكل مواطن سواء أن كان السبب خوفا من انتقام المليشيات الحوثية لدى البعض منهم او صمودا في وجه الحصار والعدوان و ترسيخ حكم آل البيت كما يقول البعض وليس حكم الشعب الذي يفترض تحمل كل شي لتحقيقه.

ونحن بالجنوب نناضل من اجل استعادة دولتنا سيادة وسلطة وحكم شعبنا لنفسه وبنفسه لنكون جميعنا مشاركين فيه ونستفيد منه وحققت قيادتنا الخطوات الأساسية لتحقيق هذا الحلم والذي سيكون طبيعيا محاربتنا وبكل الوسائل والامكانيات لارغامنا على التراجع عن أهدافنا وتحويلنا لقوة مضادة ومعادية لتطلعاتنا بتحقيق حريتنا وكرامتنا ونعادي معها قيادتنا التي تريد قوى النفوذ اليمنية الإخوانية وعملائهم إبرازها بأنها السبب بهذا الحصار وليس نضالنا جميعا لاستعادة كرامتنا ودولتنا وتحرير ثرواتنا من النهب والفساد.

واليوم لم يمر أسبوع على فرض شعب الجنوب ومقاومته لإرادته على أرضه تحت قيادة المجلس الانتقالي والحصار الذي سيفرض علينا من قبل الشرعية الإخوانية لازال في أوله وستتوالى المخططات التآمرية علينا من كل حدب وصوب لتركيعنا وارغامنا على العودة لسلطة باب اليمن.

اليوم المطلوب من كل مواطن جنوبي وشعبنا الجنوبي بشكل عام أن يكون صموده أشد وصبره أطول وتحمله أقسى وموقفه الداعم لقيادته السياسية الجنوبية الانتقالية أقوى من قوة تحمل وصبر وعزيمة شعب اليمن الذي يتحمل كل شيء لتثبيت نظام ولاية الفقيه التي تحتكر لآل البيت بينما في الجنوب نسعى لاستعادة حريته وكرامته وقوته وثرواته واردة شعبه الحرة.

الجنوب الذي نناضل ونضحي من أجله لأنفسنا نحن حيث يتساوى كلا منا فيه مع الآخر وقيادته منتخبة منا في ساحات نضالنا وتقودنا بتفويض منا لمهامها وليس كحكام أبديين علينا حيث ستصبح السلطة فيه فقط من حق من نقرره نحن بصناديق الاقتراع.

اننا مدعوين جميعا للصمود لمواجهة كل أشكال الحصار الحالية والأخرى القادمة المتوقعة مستقبلا والتي قد تستمر لأشهر وأعوام، وان نتوحد في الوقوف ضد كل من يخرج عن الصف الوطني الصامد بوجه الحصار والتهويل من مخاطره وزرع الرعب من المجهول للتشكيك بقدرتنا على مواجهة ضعاف النفوس ومجموعة من الشواذ والذي بدأ البعض منهم اليوم ينعق بصوته ويرمي أسباب عرقلة الشرعية ووقفها لبعض الخدمات على الانتقالي الجنوبي الذي يوجه البعض له اللوم لعدم التحضير المسبق لمواجهة الحصار المفروض علينا من قبل أعدائنا وقيامه بتنفيذ سيطرته على الأرض.

ولنتذكر جميعا أن قرار فرض السيطرة على أرضنا هو قرارنا فنحن من ألزمه بالتفويض لفرض سلطة الجنوب وإدارة أرضه وقيادة شعبه ومن منا لم يلوم الانتقالي لعدم تريثه بفرض الأمر الواقع بل وصلنا لحد التشكيك بانحرافه عن مهام التفويض وارتمائه في احضان التحالف وتقديم مصالحه على مصالح أبناء الجنوب، بل من منا لم يطرح مطالبته للانتقالي بعدم الانحراف عن تلبية مطلب فرض سلطة الجنوب على ثرواتنا وكم وحاول تنفيذه عدة مرات تحت الضغط الشعبي وتراجع عنها لسعيه للتوفيق بين مصالح الجنوب الداخلية ومصالحه الخارجية وتراجع عنها لتناقضها واستمرارية ضغطنا عليه .. مؤكدين قدرتنا على الصمود في مواجهة الضغوط الخارجية رغم إيمانه وسعيه للعمل بكل الوسائل للوصول المدروس لتحقيق النصر الجنوبي.

الإنتفاضة والهبة الشعبية وبإرادة شعب الجنوب جاءت لتزايد ضغط قوى أعداء الجنوب ومخططاتهم التآمرية والذي احسينا جميعا كشعب أن عملية فرض الإرادة حتمية واننا وصلنا لمرحلة فاصلة تتطلب إجراء جنوبي حاسم حيث يتقرر أما أن نكون او لا نكون داخليا بغض النظر عن توفير أو عدم توفير الظروف الخارجية المناسبة ومراهنتنا على السيطرة الكاملة على أرضنا و الصمود في وجه المؤامرات والضغوط والحصار الخارجي ايا كان نوعه ومدته وهو ما دفع الانتقالي للإسراع هذه المرة بالتغاضي عن الضغوط والمعوقات الخارجية والنزول عند إرادة الجنوب للقيام بهذا الإجراء تحت ضغط ومطلب الإرادة الشعبية.

اننا بارادتنا هذه ورغبتنا وقناعتنا بصحة هذه الخطوة كنا ندرك حقيقة وخطورة إجراءات الحرب التي ستشنها مختلف القوى المعادية المتضررة من فرض الإرادة الجنوبية على أرضها ومن وسائل الحرب المتعددة يأتي الحصار الشامل في المقدمة ولا تمثل ما اتخذت من إجراءات معادية من قبل الشرعية بالأيام الماضية والمتمثلة بوقف خدمات الأحوال المدنية والجوازات والسفر للخارج هي جزء فقط من أشكال الحرب على الخدمات إلى جانب أشكال أخرى عسكرية وأمنية وارهابية واقتصادية ودبلوماسية وغيرها وهو إجراء توقعناه جميعا وبالتأكيد مساويا للحصار المفروض على الشمال منذ خمسة أعوام وربما أكثر وحشية من ذلك الحصار لضمان تركيعنا وتراجعنا وتخلينا عن ارادتنا وتسليمنا بهزيمتنا خانعين اذلاء لسلطة باب اليمن وقوى النفوذ اليمنية التي الأهم لها من استعبادنا سوى اذلالنا وتكميم أفواهنا وتقييد سواعدنا واضعاف ارادتنا التي تمكنهم من نهب حكمنا ونهب ثرواتنا وأرضنا ووظائفنا والتحكم بمصيرنا بشكل عام وتغير تركيبة الجنوب السكانية ليكون بغالبيته الشمالية التي تنهي الجنوب أرضا وشعبا وتاريخا وهوية.

اليوم أثبت الانتقالي أنه مع الإرادة الشعبية ولا يخضع سوى لحكم الشعب وإرادته وقلت اليوم ان إمارات الخير التي اتهمها أعداء الجنوب بل والبعض منا بأن ما تقدمه من دعم لا يهدف سوى لصنع وثبيت أدوات جنوبية لتأمين احتلالها للجنوب لكنها أثبتت انها الداعم الوفي لتشكيل جيش وأمن الجنوب الذي يشكل أهم مقومات أسس دولتنا المنشودة وقدمت ما لا يقدر بثمن من خلال دعم الجنوب بمختلف المجالات وهو العامل الحاسم للوصول إلى هذا النصر.

واليوم تتغير الأولويات فالحرب علينا لسلب إرادتنا يتخذ الحصار أهم أشكاله، أولويات مقاومتنا يجب أن تتوجه الوحدة والتكاتف والالتفاف والصمود لافشال هذا الحصار ايا كانت أشكاله ووسائله ولن نموت من الجوع حتى وإن استمر طويلا تلك هي مهمتنا الأساسية في التعامل مع أعداء الجنوب وعملائهم الفارين بالخارج إلى جانب دعم القيادة في تطبيع الأوضاع العامة والأمنية والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وتوفير الأمن والاستقرار والسكينة العامة بالجنوب بشكل عام ومؤازرتنا القيادة في مواجهة العدو الخارجي.

اليوم نضالنا يتجه نحو الصمود في وجه الحصار بكل أشكاله وتقبل نتائجه وليس بالساحات التي لن نحتاج لها إلا لتوجيه رسائلنا الخارجية بعد تحقيق أهدافنا الداخلية.

جميعنا يعلم حجم الحصار المفروض على الشمال ونحن يجب أن نتوقع حصارا أكبر منه وأن تكون لدينا الإرادة والعزيمة وبقوة أكبر من عزيمة وإرادة سكان الشمال ولفترة أطول مما استمرت وتستمر معهم حتى الآن.

بل أيضا بتحمل كل أشكال الحصار الخارجي وعملاء الخارج أكثر بكثير مما يتحمله الشعب بالشمال الذي يعاني لسنوات من إيقاف كلي لخدمات المياه والكهرباء وتأخير المرتبات ووقف دائم للسفر للعلاج والحج والتعليم وحتى لعلاج جرحاهم وتأخير المرتبات التي تتجاوز عملية صرفها عن نصف مرتب لكل موظف حيث أحيانا لا تصرف لهم نقدا بل كمواد غذائية بقيمتها وارتفاعا أكبر، وعدم انتظام للاحتياجات الدوائية والمشتقات النفطية وعرقلة لوصول الدعم الدولي الإنساني.

وبالتأكيد سنواجه هذه المعوقات ولكن لماذا يجب أن نتحملها بقوة أكبر من سكان الشمال وقتا ونوعا؟

لأن هدف صمودنا بالجنوب لفرض إرادتنا على أرضنا ولاستعادة سلطتنا على ثروتنا ولنحكم أنفسنا بأنفسنا ولنتحرر لاستعادة حريتنا وكرامتنا ولأن قيادتنا التي صنعناها ومن بين أوساطنا ولا تحكمنا أو تقرر عنا بل مفوضه منا تنفذ ما اوكلناها نحن لقيادتنا لاستعادة دولتنا وليس كما يحدث مع شعب الشمال الذين لا يتحملون الحصار لخدمة مصالحهم كشعب بل لمساعدة قوى النفوذ المتصارعه المسيطرة عليهم فالبعض يتحمل الحصار لفرض إرادة شله من الكهنوت الذين يدعون كذبا نسبهم لآل البيت الذين منحوا الحق الرباني للحكم من ولادتهم ومعهم المتسترين بالدين من عملاء قطر وتركيا والبعض يتحمل الحصار بدافع الخوف من نقمة هذه الشله الباغية المتنفذين واجرامهم بحق المعارضين لتوجههم والبعض ينتظر نجاح نتائج الحصار دون مقاومته على أما استعاده المتسترين بالدين من الاخوان الإرهابيين على جثث البسطاء ودمائهم وهم مقيمين في أرقى فنادق العالم السياحية.

وان المناضل الحقيقي في الجنوب اليوم هو من يقف بمقدمة الصفوف لتحمل ومواجهة الحصار وإفشاله وليس الانتهازي الأناني الذي يتباكى قبل أن يبدأ ويرمي الاتهام والمسؤولية على قيادات الجنوب لعدم تفاديه مسبقا.

لن نموت من الجوع حتما فالغذاء الضروري سيتوفر وهو الأهم لنستمر بصمودنا وسنصبر على حصارنا لما عداها ولكن المناضل الجنوبي الحقيقي هو من سيتحمل أقسى أشكال الحصار ويظل إيمانه يقوى بحتمية انتصاره بإرادة صلبة للتنازل فيها عن مطلبنا بحريتنا وكرامتنا واستعادتنا لدولتنا بحدودها الكاملة وعاصمتها الأبية عدن ذلك هو النضال بالمرحلة القادمة وذلك هو الصمود الذي سيكسر الحصار وسيصنع الانتصار الجنوبي.

ومهمتنا اليوم أن نقف معا يدا واحدة وصوت واحد لمنع أولئك النفر من الأقلام والأصوات النشاز ضعفاء النفوس الذين يجعلون من الحصار أداة لكسر إرادتنا وعزيمتنا وتعزز وحدتنا ودعمنا ونصرتنا لقرار قيادتنا السياسية أداتنا القيادية لوصول الجنوب لمرحلة الدولة كاملة السيادة ايا كانت المعوقات فهل نكون عند مستوى المسؤولية والتحدي الضمانة الحقيقية بعد الله عز وجل لتحقيق النصر ولغيره نكون العبيد لحكم الجهل والقبلية والتخلف والعنصرية ونحن من نقرر هذا كشعب دون سوانا.

وكاتب هذا السطور يحمل تقرير طبي عاجل للسفر للخارج أتنازل عنه وبنية خالصة مفضلا الموت بوطني ومقاومة الحصار عن الخضوع والانهزام.